أطباء: الحياة الرقمية متهم رئيس في الإصابة بأمراض العيون

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 2 نوفمبر 2025 12:21 صباحاً - أكد أطباء مختصون أن أمراض العيون أصبحت من أبرز التحديات الصحية في العصر الحديث، مع تزايد الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية بالإضافة إلى الحياة الرقمية.

Advertisements

وقال الدكتور أحمد ممدوح الأشطوخي، أخصائي طب وجراحة العيون، إن ضعف البصر والعمى من أكثر المشكلات الصحية القابلة للوقاية عالمياً، مشيراً إلى أن أكثر من مليار شخص حول العالم يعانون من مشكلات بصرية يمكن علاجها أو تجنبها بالتدخل المبكر.

وأوضح أن البيئة الصحراوية، والاستخدام المفرط للشاشات، والاعتماد الكبير على أجهزة التكييف من أبرز العوامل التي تزيد من انتشار أمراض العيون.

وأشار إلى أن المياه البيضاء (الساد) تعد من الأسباب الرئيسة لتراجع النظر لدى كبار السن، وهي ناتجة عن التقدم في العمر والتعرض الطويل للأشعة فوق البنفسجية والتدخين وسوء التغذية، وأن علاجها لا يتم بالنظارات، بل من خلال جراحة دقيقة لإزالة العدسة المعتمة واستبدالها بعدسة صناعية شفافة، أما اعتلال الشبكية السكري، فيؤكد الأشطوخي أنه يمثل تحدياً كبيراً في دولة يسجل فيها السكري نسباً مرتفعة، إذ يعاني نحو 17 % من السكان بين 20 و79 عاماً من السكري من النوع الثاني، ما يعرضهم لخطر ضعف البصر أو فقدانه.

وشدد على أهمية عدم تجاهل العلامات التحذيرية التي قد تشير إلى أمراض خطيرة، مثل فقدان مفاجئ للرؤية، أو ظهور ومضات ضوئية وأجسام طافية، أو ألم حاد في العين، أو احمرار وتشوش مفاجئ، موضحاً أن هذه الأعراض قد تنذر بانفصال الشبكية أو بداية الجلوكوما الحادة، وهي حالات تتطلب تدخلاً فورياً لتجنب فقدان البصر. كما أن صعوبة تمييز الألوان أو الرؤية المزدوجة أو حساسية الضوء الزائدة كلها إشارات تستدعي زيارة عاجلة لطبيب العيون.

خطر يومي

ويرى الدكتور سامر المحمد جميل، أخصائي جراحة العيون، أن الاستخدام المفرط للشاشات أصبح خطراً يومياً على صحة العين، خصوصاً لدى الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة أمام الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، ما يؤدي إلى إجهاد العين واضطرابات في التركيز وازدياد حالات قصر النظر في سن مبكرة.

وقال: «من المهم أن نعلم الأطفال قاعدة (20-20-20)؛ أي النظر إلى مسافة 20 قدماً لمدة 20 ثانية بعد كل 20 دقيقة من استخدام الشاشة، فهي قاعدة بسيطة وفعالة لتخفيف التوتر البصري.

وأضاف أن العادات الخاطئة مثل فرك العينين المتكرر قد تسبب ضعفاً في القرنية أو ما يعرف بالقرنية المخروطية، مشيراً إلى أن القراءة أو استخدام الأجهزة في إضاءة ضعيفة يسبب إجهاداً بصرياً مزمناً، وأن التحديق الطويل من مسافات قريبة يعد من أكثر الممارسات ضرراً على المدى البعيد.

وأكد الدكتور بريم تانوار، أخصائي طب العيون، أن العمى الناتج عن حالات مثل إعتام عدسة العين أو عتامة القرنية يمكن الوقاية منه في معظم الأحيان، لكن الملايين حول العالم ما زالوا يعانون منه بسبب ضعف الوصول إلى الخدمات الطبية.

وقال: «ما نحتاجه ليس فقط زيادة عدد العمليات الجراحية، بل تدخلات نوعية تحسن جودة الحياة وتعيد البصر الحقيقي للناس، فالبصر كرامة واستقلالية وأمل، ويجب ضمانه للجميع».
أما الدكتورة براشي راثور، أخصائية طب العيون في المستشفى الدولي الحديث، فترى أن صحة العين ليست ترفاً بل حق أساسي من حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن نحو 80 % من حالات العمى حول العالم يمكن تجنبها عبر الفحص المنتظم والإجراءات الوقائية البسيطة.
الفحص الدوري
وقال الدكتور غالب فيصل سيف، استشاري ورئيس قسم العيون في مستشفى إن إم سي رويال بمدينة خليفة، إن الفحص الدوري لا يقتصر على قياس حدة النظر فقط، بل يشمل فحص الشبكية والعصب البصري، وهو ما يساعد على اكتشاف أمراض جهازية كارتفاع ضغط الدم والسكري.
وأضاف أن «الكشف المبكر يتيح علاج الأمراض قبل تفاقمها، وتصحيح مشكلات النظر البسيطة مثل قصر أو طول النظر ينعكس إيجاباً على جودة الحياة والإنتاجية اليومية».

أخبار متعلقة :