ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 9 نوفمبر 2025 12:21 صباحاً - آراء المستخدمين للمترو تعكس صورة المجتمع الإماراتي وقيمه
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن رُقي وتحضّر أي دولة يقاس بمدى نظامها ونظافتها وأخلاق أهلها.
ونشر سموه فيديو يعرض آراء ركاب مترو دبي عن الخدمات وسهولة الحركة، في رسالة واضحة تؤكد أن التحضّر يترجم إلى انتظام الخدمات ونظافة المكان واحترام الآخرين، حيث تعكس آراء المستخدمين للمترو صورة المجتمع الإماراتي وقيمه.
ودوَّن سموه في حسابه الرسمي على منصة «إكس»: «يوم اعتيادي في مترو دبي.. تريد أن تعرف مدى رُقي وتحضّر أي دولة؟ انظر إلى نظامها.. ونظافتها.. وأخلاق أهلها».
ويعكس مترو دبي صورة حضارية فريدة تجسد مدى رقي المدينة وتنظيمها، فهو ليس مجرد وسيلة نقل حديثة تربط بين محطات وأحياء، بل تجربة متكاملة تظهر مستوى الوعي المجتمعي والالتزام بالقيم الإنسانية التي أصبحت سمة الحياة في دبي، فمنذ اللحظة التي يدخل فيها الراكب إلى المحطة، يلفت نظره النظام الدقيق والانضباط الذي يسود المكان، حيث تسير الرحلات بانضباط في المواعيد بنسبة تجاوزت 99 %، وهو ما يعكس مستوى التخطيط والإدارة الذي تتميز به هيئة الطرق والمواصلات في دبي.
احترام وانضباط
ورغم أهمية التقنية والتطوير في هذا الإنجاز الذي انطلق منذ عام 2009، إلا أن المشهد الحضاري في المترو يتجاوز ذلك، ليعبر عن سلوك الإنسان ووعيه واحترامه للنظام، وعن روح المدينة التي جعلت من الانضباط أسلوب حياة، ومن الوقت قيمة لا يمكن التفريط بها، ففي عربات المترو وممراته يلتقي ركاب من أكثر من 200 جنسية مختلفة، يجتمعون معاً على نظام واحد قائم على الاحترام والانضباط، يصطف الجميع في طوابير منظمة دون ازدحام أو فوضى، يعطون أولوية الجلوس لكبار السن والحوامل وأصحاب الهمم بكل طواعية، في مشهد يعكس القيم التي ترسخت في سلوك الناس بفضل الوعي المجتمعي الذي غرسته القيادة في المواطنين والمقيمين، حيث بات كل راكب يدرك أن احترام القواعد ليس التزاماً مفروضاً، بل انعكاس لثقافة حضارية تحترم الإنسان والزمان والمكان.
الانضباط الذي يشاهد في مترو دبي لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة الحرص المستمر من قبل المنظمين والقائمين على مترو دبي لتوفير بيئة مريحة وآمنة تضمن سعادة الركاب وراحتهم، فالموظفون في المحطات والعربات يتعاملون بلطف واحترام مع الجميع، يقدمون المساعدة بابتسامة، ويوجهون الركاب بأسلوب راقٍ يعكس الاحترافية والإخلاص في العمل، ما يمنح الراكب شعوراً بالانتماء والطمأنينة.
جودة الحياة
تلك المشاهد التي تتكرر في مترو دبي في كل لحظة تعكس أن السلوك الراقي الذي يتمتع به الموظفون في مترو دبي ليس مجرد أداء وظيفي، بل ثقافة عامة تنسجم مع رؤية حكومة الدولة التي وضعت الإنسان في صميم خططها التنموية، وحرصت على أن تكون الخدمات العامة وسيلة لتعزيز جودة الحياة، لا مجرد تسهيل للحركة.
تجربة مترو دبي تمنح المستخدمين إحساساً بأكثر من ذلك، فهي تضع الراكب في قلب المدينة النابضة بالحيوية والنشاط على مدار الساعة، حيث ينطلق مئات الآلاف من الناس إلى أعمالهم وأماكن دراستهم بانضباط يعبّر عن حب العمل والإنتاجية، وتتحول الرحلة اليومية إلى لوحة نابضة بالحياة، يختلط فيها الحماس بجدية الأداء، في مشهد حضاري يؤكد أن الرحلة في المترو لا تقتصر على الانتقال الجغرافي، بل تحمل معنى أعمق، هو المشاركة في منظومة حضارية تسعى لتطوير الذات والمجتمع، فمشاهدة الحراك الإنساني المنظم في مترو دبي تمنح شعوراً بالتفاؤل، وتؤكد أن دبي لم تعد مجرد مدينة متطورة تقنياً، بل بيئة محفزة تعكس قيم العمل والإصرار.
احترام القواعد
وإلى جانب ذلك، تجسد منظومة التنقل عبر مترو دبي مفهوم الثقافة المدنية الحديثة، حيث أصبحت مفاهيم الالتزام بالنظام واحترام القواعد والسلوك الهادئ سلوكاً يومياً يمارسه الجميع دون شعور بالإكراه أو الإلزام، حيث يشعر الركاب أن المترو حين ينقلهم بين المحطات ينقل معهم قيماً وسلوكيات إيجابية تتكرس يوماً بعد يوم، حتى أصبح الركاب أنفسهم جزءاً من عملية التنظيم، إذ يتعاون الجميع للحفاظ على نظافة المكان واحترام المسارات.
كما أن الانسجام بين أكثر من 200 جنسية داخل بيئة واحدة يعكس روح التسامح والتعايش التي تميز دولة الإمارات وتجعلها نموذجاً عالمياً في إدارة التنوع الثقافي، ففي كل رحلة تتلاقى لغات متعددة ووجوه مختلفة، لكنها تتوحد في ثقافة واحدة، هي ثقافة الاحترام، وتلك الروح الإنسانية هي التي جعلت من تجربة المترو مثالاً حياً على كيف يمكن للتنظيم أن يخلق تناغماً إنسانياً قلّ نظيره.
الأمان والراحة
وتتكامل هذه التجربة مع أعلى معايير الأمان والراحة في التنقل، حيث زود المترو بأحدث تقنيات المراقبة والسلامة لضمان راحة الركاب، إضافة إلى بيئة نظيفة ومكيفة تواكب أعلى المعايير العالمية، ما يجعل الرحلة تجربة مريحة وآمنة في كل الأوقات، إذ يعد مترو دبي أحد أكثر أنظمة النقل العام تقدماً على مستوى العالم من حيث الكفاءة والاستدامة.
مترو دبي لم يعد مجرد مشروع نقل ذكي، بل أصبح نموذجاً متكاملاً للارتقاء الحضاري الذي يجمع بين التقنية والإنسانية، فهو يعكس رؤية حكومة دبي في أن التطوير لا يقتصر على البنية التحتية، بل يشمل بناء الإنسان وسلوكه، ومن خلال التجربة اليومية في المترو يتجسد احترام الوقت، والنظام، وحب العمل، والانتماء للمدينة، وهنا تظهر بصمة دبي، التي استطاعت تحويل تفاصيل الحياة اليومية إلى تجربة حضارية راقية تجعل الإنسان محور كل إنجاز.
أخبار متعلقة :