ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 14 نوفمبر 2025 11:51 مساءً - حذّر أطباء مختصون من الارتفاع المتواصل في معدلات الإصابة بمرض السكري محلياً وعالمياً، مؤكدين أن المرض لم يعد مجرد تحدٍ صحي فردي، بل ظاهرة مجتمعية تستدعي وعياً أكبر، وتدخلاً مبكراً، خاصة مع توسع أنماط الحياة غير الصحية، وانتشار السمنة وقلة الحركة.
وقالوا، تزامناً مع اليوم العالمي للسكري، إن الوقاية والكشف المبكر يظلان خط الدفاع الأول لتجنب المضاعفات الخطيرة، وإن التطور الطبي والتقني لا يغني عن تبنّي نمط حياة متوازن، منوهين إلى أن 90 % من حالات السكري من النوع الثاني ويمكن الوقاية منها.
فيما حذر أطباء من مضاعفات صامتة ودعوا إلى تبني نمط حياة متوازن للوقاية من المرض. وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة مرفت حسين، استشارية الغدد الصماء، أن السكري هو مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بكمية كافية أو يعجز الجسم عن استخدامه بشكل فعال، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم وحدوث مضاعفات خطيرة ترتبط بالقلب، الكلي، الأعصاب، والعينين.
وشرحت أن النوع الأول من السكري يرتبط بالمناعة الذاتية ويظهر غالباً في سن الطفولة والمراهقة، بينما يشكل النوع الثاني ما نسبته 90 - 95 % من الحالات، ويرتبط بالسمنة وقلة النشاط البدني والوراثة.
وأكدت أن المنطقة العربية تشهد معدلات مرتفعة بسبب التحول الغذائي نحو الوجبات السريعة والمشروبات المحلاة، إضافة إلى قلة الحركة وانتشار السمنة والتدخين والعامل الوراثي.
وشددت على أن الوقاية من النوع الثاني ممكنة إلى حد كبير عبر الغذاء الصحي، ممارسة الرياضة، فقدان الوزن الزائد، والفحوصات الدورية، لافتة إلى أن الكشف المبكر يعد السلاح الأقوى لتجنب مضاعفات تصل إلى الفشل الكلوي والعمى وبتر الأطراف.
من جانبه، أكد الدكتور عمر العوض حميدة، استشاري الغدد الصماء، أن السنوات الأخيرة شهدت تطوراً نوعياً في علاج السكري، إذ برزت أدوية حديثة مثل مثبتات SGLT-2، ونظائر GLP-1، والناهض المزدوج GIP/GLP-1، التي أسهمت في خفض السكر والمساعدة في إنقاص الوزن وتقليل المضاعفات القلبية والكلوية.
وأشار إلى أن الأنسولينات طويلة المفعول فائقة الثبات، إلى جانب الأنسولين الأسبوعي الجديد، أتاحت تحكماً أكثر دقة مع عدد أقل من نوبات الهبوط، فيما أحدثت أجهزة المراقبة المستمرة للسكر CGM تحولاً كبيراً في المتابعة اليومية للمرضى بفضل قدرتها على تقديم قراءات دقيقة ولحظية.
وفي الإطار ذاته، ذكرت الدكتورة آيات محمد صابر، أخصائية الأمراض الباطنية، أن الإمارات تعد من أعلى الدول عالمياً في نسب الإصابة بالسكري وفق الاتحاد الدولي للسكري، مرجعة ذلك إلى قلة النشاط البدني والاعتماد على الأنماط الغذائية الحديثة الغنية بالسكريات والأطعمة المعالجة، إلى جانب السمنة والاستعداد الجيني والتحضر السريع.
وأشارت إلى أن منظومة الرعاية الصحية في الإمارات شهدت تطوراً مهماً في التعامل مع المرض.أما الدكتورة نجمة الكرباسي، طبيبة الأطفال، فحذرت من ازدياد حالات السكري لدى الأطفال بنوعيه الأول والثاني، مؤكدة أن العلامات المبكرة قد تكون خفيفة أو غير واضحة.
لكن يجب على الأهل الانتباه إلى أعراض مثل العطش الشديد، التبول المتكرر، فقدان الوزن، رائحة النفس السكرية، آلام البطن أو الغثيان، والتعب المستمر.
أخبار متعلقة :