«مؤسسة الجليلة» تتكفل بعلاج طفل وتمكّنه من استعادة بصره

ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 15 نوفمبر 2025 11:06 مساءً - لم تكن والدة الطفل علي،  البالغ من العمر 15 عاماً، تتخيل أن الدوخة المتكررة، وصعوبة الإبصار التي بدأت تطرأ على ولدها منذ نحو عام، ستتحول إلى أزمة صحية حادة، تنتهي بفقدانه للبصر بشكل مفاجئ. كانت الأعراض في بدايتها تبدو بسيطة، تتأرجح بين تعبٍ وعدم قدرة على التركيز، لكن سرعان ما تصاعدت بصورة مقلقة خلال أيام، حين ارتفع مستوى السكر في دمه إلى مستويات خطيرة، وتزايد السكري التراكمي إلى حد ينذر بالخطر، لتجد الأسرة نفسها أمام واحدة من أقسى اللحظات في حياتها.

Advertisements

تقول الأم إنها أمضت الأيام الأولى بين محاولات تهدئة طفلها وإقناعه بأن ما يشعر به مؤقتٌ لا يدعو للقلق، لكن حدسها أخبرها أن الخطر أكبر من مجرد إجهاد عابر، حملته على عجل إلى مستشفى دبي لتلقي العلاج تحت إشراف الدكتور عبدالله أحمد الهوّاي استشاري – قسم الغدد الصماء، في مستشفى دبي ليحول لاحقاً إلى مستشفى الجليلة للأطفال، وهناك بدأ الفريق الطبي سباقاً مع الزمن لإجراء فحوص عاجلة كشفت عن إصابته بمرض السكري من النوع الأول، ذلك النوع الذي ينشأ لدى الأطفال بسبب خلل مناعي يوقف إنتاج الأنسولين في الجسم، وليس نتيجة عوامل وراثية كما يظن كثيرون.

كانت حالته حرجة، فاستدعت بقاءه في المستشفى لمدة سبعة أيام تلقى خلالها علاجاً مكثفاً للسيطرة على الارتفاع الحاد في السكر، فيما تكفلت مؤسسة الجليلة، ذراع العطاء لدبي الصحية، بتغطية نفقات علاجه بالكامل – من الأدوية إلى جلسات المتابعة والرعاية اللاحقة وكل ما لزم رحلته نحو التعافي..

تتذكر الأم ذلك اليوم جيداً وتقول: «كانت لحظة سماع التشخيص صادمة، لكنها في الوقت ذاته لحظة فهم ووضوح أخير لما كان يحدث». لم يقدم الفريق الطبي لعلي العلاج فحسب، بل أحاط الأسرة برعاية إنسانية أعادت إليها شيئاً من التوازن والطمأنينة، وأوضح الأطباء أن فقدانه للبصر كان نتيجة مباشرة لارتفاع السكر في الدم، وأن السيطرة على المرض ستسمح تدريجياً بعودة جزءٍ من وظائفه البصرية مع مرور الوقت.. بفضل الالتزام بحقن الأنسولين اليومية وبرنامج غذائي دقيق، بدأت حالة علي تستقر، وعاد الضوء شيئاً فشيئاً إلى عينيه، كما عاد إلى مقاعد مدرسته «المدرسة الأهلية الخاصة» وإلى هوايته المفضلة كرة القدم.. قصة علي تذكر الأسر كل عام، بالتزامن مع اليوم العالمي للسكري الذي يصادف 14 نوفمبر، بأن أعراض المرض لدى الأطفال قد تكون خفية في بداياتها.

فكثير من الأسر لا تربط بين الإرهاق المستمر أو فقدان الوزن المفاجئ أو تشوش الرؤية وبين احتمال الإصابة بالسكري، ما يؤدي أحياناً إلى اكتشاف المرض في مراحله الخطرة. ويؤكد الأطباء في مستشفى الجليلة للأطفال أن الاكتشاف المبكر هو مفتاح النجاة، إذ يمكنه أن يمنع المضاعفات الحادة تماماً؛

لذلك فإن أي تغير مفاجئ في النظر، أو شعور متكرر بالعطش والتبول أو الدوخة غير المبررة، يجب أن يدفع الأسرة إلى استشارة الأطباء فوراً من دون تردد.

كما ينصح المختصون بأن يكون فحص مستوى السكر في الدم هو الإجراء الأول عند أي شك، حتى لو لم يكن هناك تاريخ عائلي مع المرض، لأن السكري من النوع الأول غالباً ما يظهر من دون مقدمات وراثية.. ويشير الأطباء إلى أن سرعة التدخل هي الفاصل بين حياة يمكن السيطرة عليها بسهولة، وحالة قد تتطور إلى مضاعفات خطيرة مثل حموضة الدم الكيتونية أو فقدان الوعي.

أخبار متعلقة :