ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 24 نوفمبر 2025 12:40 صباحاً - كل عام تفاجئ دبي مواطنيها والمقيمين فيها ومجتمع الاستثمار والأعمال بموازنة تفوق التوقعات، تلبي احتياجات كافة القطاعات بكفاءة عالية في إدارة المال العام وتحقيق أعلى العوائد.
وبمراجعة أرقام موازنة 2026 - 2028 التي يلامس الإنفاق فيها 302.7 مليار درهم فإنها تقدم رسائل عدة تعكس في مجملها تخطيطاً دقيقاً وطموحاً كبيراً نحو تحقيق الأهداف المستقبلية التي تضاعف حجم الاقتصاد وتجعل دبي واحدة من أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم بحلول العام 2033.
الرسالة الأولى أن الإنسان يبقى هو الهدف الأول في أولويات الحكومة عبر تخصيص نحو ثلث الموازنة (28%) للإنفاق على قطاع التنمية الاجتماعية، وهذه سياسة سنوية في موازنة الحكومة، فالإنسان أول الأولويات، وهو الوسيلة والهدف لتحقيق جودة الحياة.
الرسالة الثانية أن اعتماد موازنة تاريخية يؤكد متانة وقوة الاقتصاد والجدارة المالية التي سمحت باعتماد موازنة بهذا الحجم، وتؤكد صوابية السياسات في الأعوام السابقة التي جعلت من اعتماد هذا الرقم حقيقة تتجسد في شرايين الاقتصاد، ما يبعث برسالة في غاية الأهمية لمجتمع المال والأعمال بأن اقتصاد دبي مقبل على مستويات جديدة من النمو، خاصة وأن نحو نصف الموازنة (48%) مخصص لمشاريع البنية الأساسية، حيث تركز الموازنة على الاهتمام بريادة الأعمال وخلق بيئة محفزة للقطاعات المختلفة، حيث تزيد الاستدامة المالية والقدرة التنافسية، اللتين تعكسهما الموازنة، من جاذبية دبي للمستثمرين ورواد الأعمال من حول العالم.
الرسالة الأهم، الفائض المتوقع الذي يبلغ 26.5 مليار درهم، ما يعكس كفاءة في التشغيل والإنفاق وتحقيق الإيرادات وانضباطاً واستقراراً مالياً، والتزاماً بتحقيق التوازن بين الطموحات الكبيرة والنمو والاستقرار الاقتصادي، وفق سياسات مالية رشيدة.
وفي انتهاج مزيد من السياسات المالية المنضبطة، وتعزيز الجدارة المالية اعتمدت دبي إنشاء احتياطي عام يستقطع سنوياً من الإيرادات، لتحقيق الاستدامة المالية، ومواجهة أية تحديات مستقبلية، حيث سيتم استقطاع 5 مليارات درهم من الإيرادات، مدعومة بالفائض المالي.
هذه المؤشرات بمجملها تعني مزيداً من تدفق الاستثمار الأجنبي الباحث عن فرص تقدمها دبي في خططها نحو الريادة وتطوير الخدمات عبر الاستثمار بالرقمنة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة للانتقال إلى مرحلة جديدة من النمو القائم على المعرفة والمدفوع بالابتكار في العالم الرقمي الجديد.
دبي بموازنة 302.7 مليار درهم تضع نقطة انطلاق مثالية لتحقيق تطلعاتها لبناء غد مزدهر، وتعزز فيه فرص ريادة الأعمال وتوفير بيئة مثالية وعالية النمو لجميع القطاعات، والتي من شأنها تحقيق الاستدامة المالية، وزيادة التنافسية والشفافية، وزيادة جاذبية دبي للاستثمارات الأجنبية، وتفتح الباب على مصراعيه لرواد الأعمال والمواهب من حول العالم للاستفادة من الفرص التي توفرها دبي.
أخبار متعلقة :