«ستراتا».. جاهزية للمستقبل في الصناعات المتقدمة للطيران والفضاء

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 26 نوفمبر 2025 11:52 مساءً - حصلت شركة «ستراتا للتصنيع»، على علامة الجاهزية للمستقبل في قطاع في صناعات الطيران والفضاء المتقدمة، التي يمنحها مكتب التطوير الحكومي والمستقبل في حكومة دولة ، للجهات الاتحادية والمحلية والشركات الوطنية، التي تنفذ مشاريع استثنائية تعزز جاهزية دولة الإمارات للمستقبل، وذلك تقديراً لإنجازاتها في التصنيع المتقدم وصناعة مكونات الطائرات والفضاء من المواد المركبة، وتحولها إلى مركز عالمي ضمن سلاسل الإمداد العالمية في هذا القطاع الحيوي، ما يعزز مكانة دولة الإمارات وجهة عالمية في صناعة الطيران.

Advertisements

وتم منح علامة الجاهزية للمستقبل لشركة «ستراتا للتصنيع»، خلال زيارة معالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، إلى مقر الشركة في مدينة العين، حيث التقت إسماعيل علي عبدالله، العضو المنتدب لشركة «ستراتا» للتصنيع، وسارة المعمري، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة «ستراتا للتصنيع»، وتعرفت على قدراتها المتميزة في مجالات التصنيع المتقدم المعزز بالتكنولوجيا المتقدمة.

واكتسبت شركة «ستراتا» ثقة العالم بما تنتجه من مكونات هياكل الطائرات ذات الجودة العالية، حيث وصل إجمالي الإنتاج إلى أكثر من 100 ألف قطعة من مكونات هياكل الطائرات تم تصديرها من دولة الإمارات إلى العالم ضمن خطوط إنتاج حصرية لكبرى شركات الطيران العالمية.

قدرات متقدمة

وأكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، أن قيادة دولة الإمارات تركز في رؤاها المستقبلية على تعزيز جاهزية كافة القطاعات للمستقبل، من خلال تعزيزها بالتكنولوجيا المتقدمة. وقالت معاليها إن حصول شركة «ستراتا للتصنيع» على علامة الجاهزية للمستقبل، يعكس القدرات المتقدمة لدولة الإمارات في جاهزية قطاع صناعات الطيران المتقدمة للمستقبل، التي تمكنت الشركة من تطويرها وإحداث نقلات عالمية نوعية في مجالات عملها على مدى أكثر من 15 عاماً من إطلاقها.

وأشادت بما تمثله الشركة من نموذج وطني متميز في رعاية المواهب الإماراتية الشابة عموماً، والمرأة الإماراتية خصوصاً، وتطوير قدراتها، وتمكينها في قطاع التصنيع المتقدم، مثنية على ما تحظى به «ستراتا» من ثقة وقدرات متقدمة تسهم في تعزيز ريادة دولة الإمارات في صناعة الطيران العالمية، التي تعد واحدة من أكثر الصناعات تقدماً.

محطات ثرية

وقال إسماعيل علي عبدالله، العضو المنتدب لشركة «ستراتا» للتصنيع: «إن حصول ستراتا على علامة الجاهزية للمستقبل يأتي تتويجاً لمسيرة عمل وبناء فريدة ومستمرة منذ ما يزيد على عقد ونصف، كانت ولا تزال محطاتها ثريّة بالمبادرات التطويرية الموجهة للكوادر البشرية والقدرات التصنيعية جنباً إلى جنب».

وأضاف: «تشرفت ستراتا بهذا الاستحقاق وهذه العلامة رفيعة المستوى التي تقدمها وزارة التطوير الحكومي والمستقبل في إطار تحفيز الجهات الحكومية والمحلية لمواكبة الخطوات المتسارعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وترجمة رؤية القيادة الرشيدة بالمضي قدماً نحو الجاهزية للمستقبل، بل وصناعة المستقبل».

أهداف استباقية

وأكدت سارة عبدالله المعمري، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة ستراتا للتصنيع، «أن علامة الجاهزية للمستقبل هي شهادة عليا توثق التزامنا بنهج الاستثمار المبتكر والتصنيع المتقدم، حيث تعد شركة ستراتا للتصنيع مثالاً للمشاريع الاستثمارية الوطنية ذات الأهداف الاستراتيجية والاستباقية القائمة على مبدأ الجاهزية للمستقبل، وقد أثبتت ستراتا فعلاً قدرتها على المنافسة عالمياً برؤية وطنية واستثمارية بعيدة المدى».

رؤية استثمارية

وقد تم تصميم «ستراتا» كنموذج صناعي مبتكر في مدينة العين، برؤية استثمارية استراتيجية تعكس توجيهات وطموحات القيادة الرشيدة في أن تصبح دولة الإمارات وجهة عالمية في صناعة الطيران، وتمثل تجربة الشركة نموذجاً عالمياً في صناعة توجهات مستقبل قطاع التصنيع، إذ نجحت في إدماج تقنيات إنترنت الأشياء الصناعي، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والحوسبة السحابية في الطيران، في مختلف عملياتها التصنيعية، ما يسهم في خفض متوقع لتكاليف سلاسل الإمداد بنسبة تصل إلى 20 % بحلول 2030، وينعكس إيجاباً على مرونة الإنتاج، ويقلل الاعتماد على الموردين العالميين، ويعزز تنوع الخيارات اللوجستية.

ووقعت ستراتا للتصنيع، ضمن فعاليات معرض دبي للطيران 2025، اتفاقية مع إيرباص، تقوم ستراتا بموجبها بتصنيع جنيحات طائرات إيرباص A320 ذات الممر الواحد، وستعمل الشركة ضمن خط التصنيع الجديد على تلبية 50 % من الطلب وفقاً لمتطلبات إيرباص، التي يبلغ عرضها الكلي المستقبلي أكثر من 7000 طائرة.

كما اعتمدت الشركة حزمة من الأدوات التي تعزز مسيرة التطور، بما يدعم التحول الرقمي في عصر الثورة الصناعية الرابعة، بما في ذلك الروبوتات والأتمتة وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا بلوك تشين والمحاكاة الرقمية لبيئة العمل، وحلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتصنيع المواد المتقدمة.

سوق عالمي

وتشير التوقعات إلى حاجة العالم إلى42,600 طائرة جديدة بحلول عام 2042، بقيمة سوقية تتجاوز7 تريليونات دولار، معظمها موجه للأسواق الناشئة في آسيا والشرق الأوسطـ، وفي ظل ما شهدته سلاسل الإمداد التقليدية من تحديات عالمية كبرى مثل كوفيد19 والحروب التجارية، وارتفاع تكاليف مكونات هياكل الطائرات بنسبة 35 % عامي 2021–2022، تبرز ريادة «ستراتا» مركزاً إقليمياً بمعايير عالمية في سلاسل إمداد أكثر مرونة، تقلل الاعتماد على مصادر محدودة وتعزز الأمن الصناعي.

محور استراتيجي

وتقوم ستراتا بتصنيع أجزاء متنوعة ضمن ما بقارب 10 حزم أعمال لطرازات محددة من طائرات رجال الأعمال بيلاتوس، كما تزود ستراتا شركة «بوينغ» بالمثبت العمودي لطائرات «787 دريملاينر»، وهي أكبر القطع التي تتم صناعتها خارج الولايات المتحدة الأمريكية وعلى مستوى المنطقة، وتعمل الشركة على تطوير خطوط إنتاج المواد المركبة خفيفة الوزن.

وانطلقت «ستراتا» عام 2010 بخط إنتاج وحيد لصناعة الأسطح الخارجية لرفارف أجنحة طائرة إيرباص A330، لتصل حالياً إلى ما يزيد على 30 خط إنتاج، أكثر من 90 % منها خطوط إنتاج حصرية، لمكونات رئيسية وثانوية من هياكل طائرات بوينغ وإيرباص وبيلاتوس وغيرها.

وتشمل خطوط الإنتاج الحصرية التي تشغلها «ستراتا»، 8 خطوط إنتاج خاصة بطائرات شركة إيرباص أنتجت أكثر من 40 ألف قطعة، و4 خطوط إنتاج لطائرات شركة بوينغ بأكثر من 33 ألف قطعة، وأكثر من 9 خطوط إنتاج لطائرات بيلاتوس صنعت ما يقارب 30 ألف قطعة، جعلت من دولة الإمارات محوراً صناعياً استراتيجياً عالمياً ينفرد بصناعة مكونات تدخل في 30 % من الطائرات، بواقع 1 من كل 3 طائرات تطير حول العالم اليوم فيها مكونات صنعت في دولة الإمارات، وقد حققت ستراتا خلال عام 2024 زيادة بنسبة 38 % في الإنتاج نتيجة الطلب العالمي المتزايد على هذه الصناعة.

أخبار متعلقة :