ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 5 ديسمبر 2025 12:21 صباحاً - فازت عائشة الشحي من «مختبرات دبي للمستقبل»، التي تشرف عليها مؤسسة دبي للمستقبل، بجائزة برنامج لوريال-اليونسكو للمرأة في العلوم لعام 2025، التي يتم تنظيمها سنوياً لتكريم نخبة من المواهب الشابة والواعدة وصاحبات الإنجازات العلمية البارزة في منطقة الشرق الأوسط.
وتركز هذه المبادرة العالمية المرموقة، على تعزيز دور المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، من خلال تكريم الباحثات وتمويل دراساتهن وأبحاثهن، ودعمهن لمواصلة النجاح في مختلف مراحل مسيرتهن المهنية.
وتم تنظيم حفل تكريم الفائزين بالجوائز هذا العام، في متحف المستقبل، وشهد تكريم 6 نساء من دول المنطقة تقديراً لجهودهن البارزة، وتم اختيارهن من قبل لجنة تحكيم دولية تضم نخبة من الخبراء.
ودعمت هذه المبادرة العالمية خلال الدورات الماضية أكثر من 4400 باحثة بارزة في 140 دولة حول العالم منذ انطلاقها في عام 1998.
وعبّرت عائشة الشحي عن سعادتها باختيارها ضمن قائمة الفائزين بجوائز هذا العام، مؤكدةً أن هذه المبادرة العالمية تمثل حافزاً ملهماً لمواصلة العلم والتعلم، وتسلط الضوء على المساهمة الفاعلة في مختلف المجالات العلمية والبحثية، والتي تنعكس نتائجها على جودة حياة الأفراد والمجتمعات حول العالم.
يذكر أن عائشة الشحي طالبة دكتوراه في الهندسة الميكانيكية بجامعة خليفة، وباحثة في مجال الروبوتات في مختبرات دبي للمستقبل، حيث تعمل على تطوير أنظمة روبوتية متقدمة.
وقد بدأت رحلة عائشة في مجال الروبوتات خلال دراستها الجامعية، عندما أكملت فترة تدريب بحثي في معهد الروبوتات الحيوية في إيطاليا، ثم انضمت لاحقاً إلى مختبرات دبي للمستقبل كمتدربة خلال فترة دراستها للماجستير، حيث عملت على مشاريع روبوتية تطبيقية وهي تجربة ألهمتها في النهاية لمواصلة عملها كباحثة أثناء سعيها للحصول على درجة الدكتوراه.
وبدأت قصة عائشة من سؤال بسيط وهو: «كيف يمكن للروبوتات أن تتعلم من الطبيعة؟»، ليتحول هذا السؤال إلى مسار بحثي كامل، قادها اليوم إلى واحد من أكثر المشاريع تقدماً في المنطقة وهو تصميم ذراع روبوتية رفيعة شبيهة بحركة الثعبان، قادرة على التنقل داخل الهياكل الدقيقة لمحركات الطائرات، وإجراء عمليات الفحص والصيانة في أماكن لا يصل إليها البشر بسهولة.
واستوحت الشحي الروبوت من الطبيعة وصممته ليواكب متطلبات المستقبل، وعملت على تطوير نظام ميكانيكي هجين يمزج بين المرونة الحيوية والصلابة الصناعية، معتمدة على آلية ذكية تتحكم فيها كابل واحد فقط، ما يقلل نسبة الأعطال ويمنح الروبوت قدرة هائلة على المناورة.
وتقول الشحي، إن هذا التبسيط في التصميم سيفتح المجال لحقبة جديدة من الروبوتات الخفيفة، القادرة على خدمة قطاعات حساسة مثل الطيران والفضاء والاستجابة للطوارئ والكوارث، مشيرة إلى أن هذا المشروع يهدف إلى مواجهة التحديات التي تعيق قطاع الطيران عالمياً، خصوصاً تلك المرتبطة بالوصول الآمن والمناورة الدقيقة داخل الهياكل التوربينية المعقدة.
وتستند عائشة إلى خبرتها في مشروعها السابق «ترايدنت»، وهو روبوت هجين مستوحى من الكائنات البحرية، قادر على التأقلم مع البيئات القاسية تحت الماء، هذا المشروع الذي شكل نقطة تحول، مهدت لانتقالها إلى مستوى أكثر تعقيداً من التصميم الحيوي.
وتسعى الشحي إلى تحويل مبادئ الطبيعة إلى حلول هندسية قابلة للتطبيق في قطاعات عدة، من بينها الطيران، الفضاء، الفحص الصناعي، الاستجابة للطوارئ، الرعاية الصحية لخدمة الوطن وتضع بصمة الإمارات على سماء العلم.
وعن فوزها في برنامج لوريال–اليونسكو تقول المهندسة عائشة إنه محطة مفصلية في رحلتها العلمية، ودافع كبير لمواصلة تطوير أنظمة روبوتية مرنة وآمنة قادرة على خدمة القطاعات الحيوية.
أخبار متعلقة :