كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأربعاء 2 يوليو 2025 12:11 صباحاً - يُودّع الإعلام الأميري اليوم فارسه بعد مسيرة 33 عاماً من العطاء بلا كلل أو تعب أو توقف.
يوسف حمد الرومي وكيل الإعلام والثقافة في الديوان الأميري يترجل بهدوء تاركاً بصمة كبيرة في أحد أهم المناصب حساسية في الدولة. عاصر خمسة قادة هم الأمراء الراحلون الشيخ جابر الأحمد والشيخ سعد العبدالله والشيخ صباح الأحمد والشيخ نواف الأحمد طيب الله ثراهم... وعهد الشيخ مشعل الأحمد أطال الله في عمره.


كان وجه الديوان في السلطة الرابعة، تعاطى معها بحزم المكان وأخلاق الفرسان. استطاع خلق توليفة خاصة به تُقدّس أسرار العمل من جهة وتعطي الإعلام البعد الذي يحتاجه للإضاءة على نشاط ما أو موقف ما لأصحاب السمو. صنع الفارق بحفاظه على الأعراف والقوانين المُتعلّقة بالمنصب وبأريحيته وصدره الرحب في التعاطي مع الإعلاميين كونه جمع بين كفاءة العمل الإداري والشغف الإعلامي.
صاحب رؤية عصرية نقلت الإطار الإعلامي للديوان الأميري من الجمود إلى الحركة. انضباط ودقة وحسابات من جهة وخدمة إعلامية حديثة تُحاكي التطور في ميدان حوّل العالم كله إلى قرية صغيرة. وفوق هذا وذاك كان الرجل الخلوق المتحضر الذي تعاطى مع الجميع بأدب جم وأخوة مشهودة ومحبة خالصة هدفها المصلحة العامة.
ما سأله إعلامي عن خبر إلا وكان قبلة التوجيه الصحيحة. يتمنى الالتزام بالبيان الرسمي لكنه إن سمع فكرة تخدم الرؤية الرسمية ينقلها إلى المعنيين بشكل إيجابي ويعود ليسمح بإجازتها ونشرها. آمن بأن العلاقات الشخصية تخدم الهدف في أحيان كثيرة فكان نعم الصديق المتفاني في محراب الخدمة.
ثقافته اكتسبها من تعليمه المحلي والخارجي في الولايات المتحدة، وقدراته الإدارية اكتسبها من خبرته على مرّ السنين، وأفكاره المهنية اكتسبها من رؤية وحكمة القادة الذين عاصرهم عن قرب، وأداؤه الإعلامي اكتسبه من والده المرحوم حمد الرومي وكيل وزارة الإعلام الراحل، أبرز الذين وضعوا أسس التطوير للوزارة وأول من أدخل الطاقات الكويتية إليها خصوصاً في المراكز الحساسة وعلى مستوى القياديين وساهم في إقرار تشريعات خاصة بالإعلام وفي تحديث التلفزيون وشركة السينما والإذاعة الكويتية.
يوسف الرومي أنجزت فأبدعت، وعملت فوجدت، وزرعت فحصدت تاريخاً مميزاً من العطاء يحكي قصة كويتي مخلص لأميره، وَفِيّ لوطنه، عاشق لمهنته.
ستربحك أسرتك الصغيرة وتفتقدك أسرتك الكبيرة... من بلاط الديوان إلى بلاط صاحبة الجلالة.
قواك الله بو حمد.
