حال الكويت

ناصر المحمد: بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو أصبحت الكويت من أكثر البلاد أمناً واستقراراً

  • ناصر المحمد: بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو أصبحت الكويت من أكثر البلاد أمناً واستقراراً 1/3
  • ناصر المحمد: بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو أصبحت الكويت من أكثر البلاد أمناً واستقراراً 2/3
  • ناصر المحمد: بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو أصبحت الكويت من أكثر البلاد أمناً واستقراراً 3/3

كتب ناصر المحيسن - الكويت في السبت 25 أكتوبر 2025 10:31 مساءً - أكد سمو الشيخ ناصر المحمد أن الكويت أولت منذ استقلالها أهمية خاصة لعلاقاتها الخارجية، خصوصاً مع الدول التي تحتل مكانة مميزة في النظام الدولي، حتى بلغت تلك العلاقات أوجها في الوقت الراهن، وذلك تحت رعاية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، الذي يقود البلاد بحكمة في مرحلة دقيقة وحساسة من تاريخ المنطقة، ويمد يده الكريمة للدول الشقيقة والصديقة في الشرق والغرب، ويولي اهتماماً كبيراً بالعلاقات الكويتية - السويسرية، ويوصي باستمرار بتوثيق التعاون بين بلدينا الصديقين، بما يتوافق مع فكر سموه الإستراتيجي.

وأضاف أنه مما يزيدنا فخراً أن دولة الكويت أصبحت بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو، من أكثر البلاد أمناً واستقراراً، وتحرص على تطوير علاقات التعاون مع دول العالم المختلفة.

اليحيا يلقي كلمته
فهد العجمي ملقياً كلمة مجلس التعاون الخليجي

جاء ذلك في كلمة ألقاها المحمد خلال افتتاح المبنى الجديد لسفارة الاتحاد السويسري في القادسية، اليوم السبت، بحضور رئيس الإدارة الاتحادية للشؤون الخارجية في الاتحاد السويسري (وزير الخارجية) إغناسيو كاسيس، ورئيسة برلمان الاتحاد السويسري ماجا رينكير، و وزير الخارجية عبدالله اليحيا ووزير الخارجية السابق الدكتور أحمد الناصر والسفير السويسري لدى البلاد تيزيانو بالميلي، إلى جانب عدد من الشيوخ وكبار الشخصيات الرسمية والدبلوماسية من البلدين.

من 1966 إلى 2011

وقال سمو الشيخ ناصر المحمد: «إن افتتاح سفارة الاتحاد السويسري في دولة الكويت يشكل في وجداني ذكريات للبدايات، عندما قررت دولة الكويت والاتحاد السويسري بتاريخ 16 يونيو 1966 إقامة علاقات بينهما، وقد تشرفتُ بأن أضع أول لبنة في صرح العلاقات بين الجانبين، ففي العام نفسه الذي قرر فيه الجانبان إقامة العلاقات، تم اعتمادي قنصلاً عاماً لدولة الكويت لدى الاتحاد السويسري، ومقره (جنيف)، وقضيت بالمنصب سنتين، حيث غادرت إلى طهران، وعُيّنت سفيراً فوق العادة في إيران عام 1968».

وتابع: «لقد تركتُ سويسرا، وأنا أشعر إزاءها بحميمية شديدة، حيث تلقيت فيها دراستي منذ عام 1959، ونسجت فيها شبكة من العلاقات، وعشقت فيها روح النظام والمثابرة والإتقان، ولقد اعتمدت الحكومة السويسرية في العام ذاته سفيرها في لبنان كسفير معتمد في دولة الكويت، وبعد عام واحد افتُتحت قنصلية فخرية للاتحاد السويسري في دولة الكويت، كما سُمِّي المرحوم السيد مراد يوسف بهبهاني، قنصلاً فخرياً للاتحاد السويسري، وبهذا صارت دولة الكويت ثاني دولة خليجية تقيم علاقات مع الاتحاد السويسري».

وأشار إلى أنه «خلال تلك الفترة تطوّرت العلاقات بين الجانبين، ما دفع الحكومة السويسرية إلى افتتاح سفارة لها بمدينة الكويت العام 1975، وعندما توليت رئاسة مجلس الوزراء في شهر فبراير العام 2006، اتخذت الحكومة الكويتية قراراً بافتتاح سفارة لدولة الكويت في برن في أبريل 2006، إدراكاً مني بأهمية العلاقات بيننا، وقمت بزيارة رسمية للاتحاد السويسري بهدف تنمية علاقاتنا، وذلك في الفترة ما بين 12 و16 سبتمبر 2011».

زيارات متبادلة

ولفت سمو الشيخ ناصر المحمد إلى أن العلاقات بين الكويت والاتحاد السويسري شهدت تطوراً ملحوظاً، تجسد في سلسلة من الزيارات الرسمية المتبادلة بين كبار المسؤولين من الجانبين، شملت قيادات سياسية ووزراء، ووزراء خارجية، ورؤساء برلمانات إضافة إلى مبعوثين خاصين ومديرين رفيعي المستوى، كما عُقدت جولات متعددة من المشاورات السياسية بين البلدين، عكست حرص الطرفين على تعزيز الحوار والتنسيق في مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

وذكر أن النشاط الدبلوماسي الحافل بالزيارات على مدى عقدين من الزمن وجولات المشاورات المستمرة بيننا، كشف التطور الكبير في علاقات بلدينا الصديقين، ولعل أهمها لقاء رفيع المستوى بين سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد ورئيسة الاتحاد السويسري السابقة فيولا أمهيرد، على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة 79 في نيويورك خلال العام الماضي.

القيادة الحكيمة

وأضاف: «مما يزيدنا فخراً أن دولة الكويت أصبحت بفضل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، من أكثر البلاد أمناً واستقراراً، وتحرص على تطوير علاقات التعاون مع دول العالم المختلفة».

ولفت إلى أن «سويسرا تأتي على رأس تلك الدول، فهي ليست مجرد شريك اقتصادي، بل نموذج سياسي وأخلاقي ومالي، وهو ما تؤكده سياساتها».

وقال الشيخ ناصر المحمد: «وستظل دولة الكويت ملتزمة بعلاقاتها مع سويسرا، فنحن لا ننسى موقفها إبان العدوان العراقي الغاشم عندما وقفت موقفاً مبدئياً قوياً يدعم الموقف الكويتي، وبمبادرة إنسانية منها سمحت بتمديد إقامات الكويتيين العالقين على أراضيها، وسمحت لطلبتنا بالالتحاق في مدارسها».

وختم المحمد بالتأكيد على أن «ما يجمع دولة الكويت بسويسرا علاقة استثنائية تقوم على الثقة المتبادلة والمصالح المستقرة، وتعكس فهماً عميقاً لكل ما يعنيه، بأن تكون دولتك ذات رقعة جغرافية صغيرة في عالم كبير، وتبني نفوذاً بالثقة لا القوة».

صورة من صور التفوق

قال سمو الشيخ ناصر المحمد إن «سويسرا ليست مجرد مركز عالمي لإدارة الثروات والاستثمارات السيادية، أو وجهة آمنة للأموال، إنها تمثل صورة من صور التفوق، فهي تمثل نموذجاً للدولة الناجحة والمستقلة بالقرار، رغم صغر رقعتها الجغرافية، إذ تعتبر على المستوى الدولي منصة تواصل خلفية بين القوى الكبرى، فقد أثبتت طوال العقود الماضية أنها وسيط آمن في القضايا الإقليمية، بحكم حيادها التاريخي، وثقة الأطراف الدولية بها، وتتميز دبلوماسيتها بأنها هادئة، وسرية، وغير استعراضية، وهو ما يتناسب مع الأسلوب الدبلوماسي الخليجي، ولعل هذا ما جعلها خياراً مفضلاً لدول الخليج، إذا ما احتاجت إلى وساطة محايدة أو قناة تواصل غير رسمية كدورها في رعاية مصالح الدول».

ولفت إلى أنه «منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، أدّت سويسرا مهام رعاية المصالح في أكثر من 200 حالة بين دول مختلفة، ومثلت في ذروة نشاطها أكثر من 70 دولة من واشنطن إلى طهران، ومن الرياض إلى هافانا، ومن موسكو إلى تبليسي، وكانت سويسرا تؤدي دور الدولة الحافظة للتواصل الإنساني، في عالم يكثر فيه الانقسام، ما جعلها توصف بالدولة الحامية العالمية، بالإضافة لاحتضانها محادثات غير مباشرة تخص ملفات المنطقة في جنيف، مثل ملفات تخص اليمن وسوريا وإيران، ولعل إدراك العالم بحيادية سويسرا كان قديماً، وهو ما يفسر موقف الفاتيكان من اختيار المواطنين السويسريين لتشكيل حرس بابوي، منذ عهد البابا يوليوس الثاني عام 1506».

وأشار إلى أن «وجود مقار للمنظمات الدولية في سويسرا، خصوصاً في جنيف، سهل للدبلوماسيين في العالم التواصل المباشر مع المنظومة الأممية من دون المرور عبر وسطاء، بالإضافة إلى أن المؤسسات السويسرية القانونية والمالية تعد مرجعاً لدول العالم في التشريعات المالية، والتحكيم الدولي، ومكافحة الفساد وغسل الأموال، فكثير من القضايا التجارية المعقدة بين الشركات العالمية تبت فيها محاكم الدولة في جنيف أو زيورخ أو هيئة مستقلة كالمركز السويسري للتحكيم الدولي».

أهم الشركاء التجاريين الأوروبيين لدول العالم

تطرق المحمد إلى الشراكة الاقتصادية مع سويسرا، قائلاً إنها تُعد «من أهم الشركاء التجاريين الأوروبيين لدول العالم، خصوصاً في مجالات الأدوية والمعدات الطبية والساعات والمجوهرات والأجهزة الدقيقة والأدوات الصناعية والصناعات الثقيلة والعسكرية، واحتلت مرتبة متقدمة أوروبياً في حجم الصادرات إلى بعض دول العالم، رغم عدم انتمائها إلى الاتحاد الأوروبي، كما أن سويسرا شريك أساسي في المشاريع الإنسانية سواء عبر الصليب الأحمر، والذي لم يكن وجوده في سويسرا مجرد موقع إداري، بل تجسيد لفلسفة الدولة نفسها (الحياد المسلح بالإنسانية)، وكذلك وكالات الأمم المتحدة المقيمة فيها والجمعيات الخيرية في دول العالم، من التي لها مكاتب تنسيق في جنيف وبرن وملفات أخرى في الاتحاد السويسري، للتعاون مع مؤسسات الإغاثة السويسرية، فضلاً عن أن سويسرا من أهم وجهات السياحة العلاجية بفضل مؤسساتها الطبية المرموقة ومستشفياتها الخاصة عالية التقنية».

مُدُن سويسرا استقطبت السياحة العائلية الخليجية

أوضح المحمد أنه «بالنسبة لنا في الخليج العربي، فقد استقطبت مدن سويسرا السياحة العائلية الخليجية، حتى صارت تقليداً موسمياً، ما خلق روابط اجتماعية وثقافية غير رسمية، وشجعت الكثيرين من الكويتيين على اقتناء منازل في مختلف كنتونات الاتحاد السويسري وفق قانونها لاستملاك المنازل، ولهذا صارت سويسرا تحافظ على صورة البلد المتوازن في الإعلام الدولي، وهو ما جعلها تحظى بمكانة إيجابية لدى الرأي العام».

العقدة المُحايدة وإلهام صانعي القرار

قال الشيخ ناصر المحمد: «لقد صارت سويسرا العقدة المحايدة في النظام الدولي الحالي، بسبب قدرتها على الربط بين المصالح المتنافسة للدول الكبرى، والتوازن بين الاقتصاد والإنسانية، وبين السلطة والأخلاق، فأهميتها ليست في قوتها المادية، بل في دورها الوسيط في الحروب والأزمات، وفي مركزها المؤسسي في المنظمات الدولية، وفي استقرارها الداخلي وقدرتها على احتضان التنوع، وفي شرعيتها الأخلاقية في عالم متنازع المصالح، ولهذا فإن النموذج السويسري يلهم صانعي القرار إلى بناء دبلوماسية متوازنة بين القوى الكبرى، دون الانخراط في المحاور المتصارعة، كما أن سويسرا توفر منصة آمنة للتواصل غير العلني بين الأطراف الدولية في الملفات الحساسة».

استقبال صباحي ومأدبة غداء

قبل حفل افتتاح السفارة، استقبل سمو الشيخ ناصر المحمد في قصر الشويخ، رئيس الإدارة الاتحادية للشؤون الخارجية في الاتحاد السويسري (وزير الخارجية) إغناسيو كاسيس والوفد المرافق له.

وأعرب الوزير عن تأثره الكبير من استقباله باللغة الفرنسية، قائلاً «لقد كان ذلك حلماً بالنسبة لي، أن أصل إلى بلدٍ عربي واُستقبل بالفرنسية، لقد أثّر ذلك فيّ بعمق».

وعقب حفل الافتتاح، أقام الشيخ ناصر المحمد مأدبة غداء على شرف الوزير والوفد المرافق له.

Advertisements

قد تقرأ أيضا