كتب ناصر المحيسن - الكويت في الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 09:40 مساءً - أكد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي» السفير الدكتور محمد الحسان التزام الأمم المتحدة بدعم دولة الكويت وجمهورية العراق لاسيما في ملفات المفقودين والممتلكات الكويتية.
وأشار الحسان في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء إلى حرص بعثة «يونامي» للعمل على طي ملف المفقودين «نهائياً» بما يحقق الطمأنينة لعائلاتهم ويعزز علاقات حسن الجوار بين البلدين الشقيقين.


وأضاف أن دور بعثة «يونامي» محدد بموجب قرار مجلس الأمن (رقم 2107 لعام 2013) الذي أوكل الى الممثل الخاص مهمة تعزيز ودعم وتيسير جهود العراق فيما يتعلق بإعادة رفات مواطني دولة الكويت والدول الاخرى وكذلك اعادة الممتلكات الكويتية بما في ذلك الارشيف الوطني الذي تم الاستيلاء عليه أثناء فترة الغزو الغاشم على دولة الكويت عام 1990.
وبين أنه وفقا للقرار ذاته تم تكليف نائب الممثل الخاص للشؤون السياسية بالإشراف على هذا الملف، موضحاً أن متابعة قضية المفقودين تتم عبر آلية ثلاثية من خلال اللجنة الثلاثية التي أنشئت في أبريل 1991 واللجنة الفرعية الفنية التي أنشئت في ديسمبر 1994 وتترأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأضاف أن اللجنة تضم كلا من دولة الكويت والعراق والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية، لافتاً إلى أن اللجنة الفرعية الفنية تجتمع كل ثلاثة أشهر تعقبها اجتماعات على مستوى عال للجنة الثلاثية مرتين في السنة لمراجعة أنشطة اللجنة الفرعية وتحضر (يونامي) هذه الاجتماعات بصفة مراقب منذ اكتوبر 2014.
وحول تسلم الكويت أمس دفعة جديدة من الممتلكات التي تم الاستيلاء عليها إبان الغزو العراقي الغاشم، أفاد الحسان أن مراسم التسليم التي جرت تمثل خطوة مهمة في مسار العلاقات بين البلدين موضحا ان تلك الدفعة تضمنت 400 صندوق تشمل كتبا تعود ملكيتها لدولة الكويت وأشرطة فيديو «مايكرو فيلم» تابعة لوزارة الاعلام الكويتية وتم تسليمها تنفيذا لقرارات مجلس الامن ذات الصلة الامر الذي يسهم في تعزيز روابط الاخوة وحسن الجوار وفتح صفحة جديدة من التعاون والتفاهم بما يطوي صفحات الماضي.
وذكر أن هذا الحدث يأتي استمرارا للجهود المشتركة إذ تم في السابق استعادة 200 ألف كتاب أعيدت إلى المكتبة الوطنية في أكتوبر 2019 بمساعدة بعثة «يونامي» كما سلمت وزارة الخارجية العراقية في يوليو 2022 مجموعة من المواد بينها سيف ونسختان تاريخيتان من القرآن الكريم و738 صندوقا تحتوي مواد تعود لوزارة الاعلام الكويتية.
وأكد أن الأمم المتحدة ستواصل العمل مع الجانبين لتعزيز الثقة المتبادلة ودعم تطور العلاقات بين البلدين.
وبشأن التقدم المحرز منذ تولي «يونامي» هذا الدور في يونيو 2013، ذكر الحسان أنه تم العثور في العراق على رفات 59 كويتيا ومواطنين من دول أخرى في مارس 2019 ويناير 2020 حيث خضعت هذه الرفات لعملية تحقق من الهوية وأعلنت النتائج في الكويت في نوفمبر 2021 وفي أغسطس 2023 تم تحديد هوية مفقود إضافي واصفا هذا التطور بـ«الاختراق المهم بعد سنوات طويلة من الجمود».
وأوضح أنه منذ آخر اكتشاف استمرت عمليات البحث استنادا الى شهادات الشهود والاعلانات العامة وتحليل صور الاقمار الصناعية والزيارات الميدانية وعمليات التنقيب رغم أن أكثر من 300 كويتي ومواطن من دول أخرى ما زالوا في عداد المفقودين.
وأشار إلى أن العثور على الارشيف الوطني الكويتي وغيره من الممتلكات المفقودة لا يزال قيد المتابعة وأن «يونامي» تبقى على تواصل وثيق مع الطرفين لتشجيع استمرار الالتزام والتعاون في شأن هذا الملف.
وبسؤاله عن ما بعد مغادرة «يونامي»، لفت الحسان الى أن قرار مجلس الأمن - الذي يحمل رقم (2732) - لعام 2024 طلب من الأمين العام تقديم توصيات بحلول 31 مايو 2025 في شأن آلية متابعة مناسبة لدعم التقدم المستمر في القضايا العالقة بين العراق ودولة الكويت بما في ذلك ملف المفقودين والممتلكات في حال عدم تسوية هذه القضايا عند انتهاء ولاية «يونامي».
وأفاد أن مجلس الأمن اعتمد في سبتمبر 2025 القرار رقم (2792) الذي يطلب من الأمين العام تعيين ممثل رفيع المستوى وتكون ولايته محصورة في تعزيز ودعم وتيسير الجهود المتعلقة بإعادة أو استرجاع جميع الكويتيين ومواطني الدول الأخرى أو رفاتهم وكذلك إعادة الممتلكات الكويتية بما في ذلك الأرشيف الوطني.
وأردف قائلا إن القرار يطلب أيضا من الأمين العام إحاطة مجلس الأمن بالتقدم المحرز بحلول 31 مارس 2026 وكل ستة أشهر بعد ذلك متضمنا تقييما للعوامل التي من شأنها تعزيز المزيد من التقدم.
وأوضح أن الممثل الرفيع سيتم تكليفه شأنه شأن قيادة «يونامي» سابقا باستخدام مساعيه الحميدة لتعزيز الثقة المتبادلة بين البلدين في شأن ملف المفقودين والممتلكات.
ولفت الحسان الى أن العنصر الأهم للمضي قدما في هذا الملف هو الحفاظ على التعاون والتفاعل المستمر بين الجانبين لا سيما مع توافر التقنيات الحديثة حالياً، مؤكدا التزام الامم المتحدة بمساندة دولة الكويت وجمهورية العراق حتى الوصول لإغلاق هذا الملف وتحقيق الطمأنينة لعائلات المفقودين.
