كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأربعاء 5 نوفمبر 2025 11:29 مساءً - نظّمت سفارة جمهورية كوريا في الكويت احتفالية بالعيد الوطني، مساء الثلاثاء الماضي، بحضور وزير الدولة لشؤون البلدية وزير الدولة لشؤون الإسكان عبداللطيف المشاري، وممثل وزارة الدفاع آمر سلاح الدفاع الجوي العميد الركن فراس القطان، وعدد من السفراء وأبناء الجالية الكورية في الكويت.
وفي كلمتها بهذه المناسبة، أعربت القائمة بالأعمال بالإنابة المستشارة كيم هيجين عن تقديرها الكبير لموقف الكويت «الراسخ في اتباع نهج الاعتدال والوسطية»، مشيدةً بـ«مساهمات الكويت الإنسانية في المنطقة، وخصوصاً جهودها في إغاثة المتضررين من الأزمة في غزة»، مؤكدةً أن هذا النهج المتوازن «يعكس روح الكويت الإنسانية وقيادتها الحكيمة».


ووصفت هيجين هذا الالتزام المشترك بين الكويت وكوريا بـ«الحوار والانفتاح والتعاون البنّاء» الذي يُعمّق الشراكة بين البلدين ويسهم في بناء عالمٍ أكثر سلاماً وترابطاً.
وأشارت إلى أن كوريا والكويت تربطهما علاقات تاريخية راسخة تمتد لعقود، موضحة أن كوريا وقفت إلى جانب الكويت خلال أحلك لحظاتها عام 1990، وقدمت الدعم المالي والطبي والجوي للشعب الكويتي، ومنذ ذلك الحين، نجح بلدانا في ترسيخ التعاون بينهما على أساس الثقة المتبادلة والاحترام المتبادل.
وأكّدت أن العالم اليوم يُواجه تحدياتٍ جديدة ناجمة عن التحولات التكنولوجية والانقسامات الجيوسياسية، مما يجعل من «الدبلوماسية الواقعية والمرنة حاجةً ملحّة أكثر من أي وقت مضى».
وأضافت أن الحكومة الكورية ملتزمة بمواصلة الانفتاح والحوار البنّاء مع المجتمع الدولي، وتمسكها بروح التعاون والاحترام المتبادل، وهي القيم ذاتها التي تشترك فيها مع دولة الكويت.
وأشارت إلى نجاح منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) الذي استضافته كوريا أخيراً تحت شعار «بناء غدٍ مستدام: تواصل، ابتكر، وازدهر»، مؤكدةً أن أهداف المنتدى تتقاطع مع رؤية الكويت 2035 في التركيز على الابتكار والتواصل الإنساني.
وعبّرت هيجين عن إعجابها المتزايد بالإقبال الكبير على الثقافة الكورية في الكويت، من اللغة والطعام إلى السينما والموسيقى، مشيرةً إلى أن الكويتيين يجدون في الدراما الكورية قيماً قريبة من مجتمعهم مثل الترابط الأسري والتعامل الراقي وتكاتف المجتمع.
واستعرضت المستشارة كيم مسيرة كوريا الحديثة، لافتة إلى أن كوريا نهضت من رماد الحرب لتصبح قوة اقتصادية وثقافية وتكنولوجية عالمية، وكذلك الكويت، التي ذاقت مرارة الحرب «الغزو» وأثبتت قدرتها على تحويل الصعوبات والتحديات إلى فرصٍ والآلام إلى إنجازات.
وأضافت «أن تاريخنا المشترك في التعافي يعلّمنا أن القوة الحقيقية لا تكمن فقط في الازدهار، بل في روح الشعوب التي لا تعرف الاستسلام».
