حال الكويت

إطفاء آبار النفط المشتعلة كان معجزة كويتية

  • إطفاء آبار النفط المشتعلة كان معجزة كويتية 1/3
  • إطفاء آبار النفط المشتعلة كان معجزة كويتية 2/3
  • إطفاء آبار النفط المشتعلة كان معجزة كويتية 3/3

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الخميس 6 نوفمبر 2025 08:55 صباحاً - يمثل السادس من نوفمبر ذكرى مضيئة في تاريخ الكويت الحديث، أثبتت فيه للعالم أن حب الوطن يحقق المعجزات، ويتجاوز كل التوقعات، إنها ذكرى إطفاء آخر بئر نفطية مشتعلة بسبب الغزو العراقي الغاشم.

فمن قلب واحدة من أعظم الكوارث البيئية في التاريخ الحديث، تحوّلت الكويت إلى منارة إقليمية في مجال حماية البيئة وتعزيز الوعي البيئي العربي، مؤكدة أن التجارب القاسية يمكن أن تتحول إلى دروس ملهمة، وأن من رحم الأزمات تولد المسؤولية، ومن الدمار يمكن أن تنبثق نهضة تحفظ للبيئة حقها وللأجيال القادمة مستقبلها.

فقد أكدت «مأساة الخليج»، كما يصفها المهتمون بالشأن البيئي، أن التنوع الطبيعي وتوازنه يجب أن يكونا في صميم أولويات التنمية المستدامة، حفاظاً على مقدرات الأجيال القادمة، وصوناً لمستقبل البشرية. ففي أعقاب كارثة الغزو العراقي للكويت عام 1990، وما تبعها من إشعال مئات آبار النفط، شهد العالم واحدة من أكبر الكوارث البيئية التي غطّت سماء المنطقة بالدخان الأسود، وأغرقت الخليج بتلوث غير مسبوق. لكن الشعب الكويتي، بإصراره وقدرته على النهوض، تمكّن من إخماد تلك الحرائق، وآخرها في السادس من نوفمبر 1991، لتطفأ خلال أشهر معدودة على عكس التقديرات حينها التي كانت تشير إلى أنها ستستمر لسنوات، وذلك الإنجاز الاستثنائي لم يكن مجرد انتصار هندسي أو تقني، بل كان إعلاناً عن ولادة وعي بيئي جديد في المنطقة.

وفي ضوء هذه التجربة المريرة، طالبت الجمعية الكويتية لحماية البيئة، بضرورة الالتفات إلى آثار الحروب والنزاعات على البيئة، وأطلقت مبادرة لاعتماد يوم دولي يذكّر العالم بأهمية حماية الطبيعة من دمار الحروب، وقد لاقت هذه المبادرة تأييداً رسمياً واسعاً في الكويت، حتى تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، فأقرت في الخامس من نوفمبر 2001 القرار رقم (56/4) الذي أعلن السادس من نوفمبر، وهو يوم إطفاء آخر بئر مشتعلة في الكويت، يوماً دولياً لمنع استخدام البيئة في الحروب والنزاعات العسكرية. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا اليوم مناسبة وطنية وإنسانية تحمل بصمة كويتية واضحة.

فقد دفعت المنطقة جراء الحروب والصراعات ثمناً باهظاً، دُمرت البنية التحتية، ولوثت الموارد المائية، وسممت التربة وتضررت الثروات الحيوانية والسمكية، وأمام هذه التحديات، برزت الكويت مجدداً كمركز تحفيز عربي للعمل البيئي المشترك، انطلاقاً من قناعتها بأن حماية البيئة مسؤولية جماعية لا تقتصر على الحكومات فحسب، بل تشمل الإعلام والمجتمع المدني وكل فرد في الوطن العربي.

ومن هذا الإيمان، وبدعم من الاتحاد العام للمنتجين العرب، تأسست في ديسمبر 2017 الأمانة العامة للبيئة والتنمية المستدامة، لتكون منبراً عربياً موحداً يعنى بالإعلام البيئي. وتهدف الأمانة إلى رفع مستوى الوعي بالقضايا البيئية، وتطوير محتوى إعلامي متخصص يسهم في نشر ثقافة الاستدامة والحد من التلوث، عبر برامج تلفزيونية وإنتاجات توعوية تبرز جهود الدول العربية في هذا المجال.

Advertisements

قد تقرأ أيضا