كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأربعاء 12 نوفمبر 2025 03:40 مساءً - أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نادر الجلال اليوم التزام دولة الكويت بالمشاركة الفاعلة في صياغة السياسات والمعايير الدولية التي تضمن الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة وتعزز التعاون بين الأمم لبناء مستقبل أكثر استقرارا وعدلا وتطورا.
وفي كلمة ألقاها ممثلا عن رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد العبدالله خلال افتتاح القمة الدولية لآفاق الذكاء الاصطناعي 2025 التي تنظمها الجامعة العربية المفتوحة في الكويت تحت شعار (تشكيل مستقبل الاستدامة والتعليم والابتكارات الذكية)، قال الوزير الجلال إن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم لغة العالم الجديد وأداة تصوغ علاقة الإنسان بالعلم والعمل والحياة، مشيرا إلى أنه يفتح آفاقا رحبة لتحسين التعليم وتطوير الرعاية الصحية وحماية البيئة وتعزيز الاقتصاد.


وأوضح أن استضافة الجامعة العربية المفتوحة لهذه القمة الدولية تجسد دورها في دعم مسارات التطوير المعرفي وتعزيز بيئات التعلم الحديثة في الوطن العربي، مؤكدا اعتزاز دولة الكويت بما تقدمه الجامعة من إسهامات أكاديمية وبحثية وما تضطلع به من رسالة راسخة في تمكين الشباب وتأهيلهم للمستقبل ما يعكس مكانتها صرحا تعليميا مشرفا ورافدا أساسيا لمسيرة التنمية الوطنية.
وذكر الجلال أن رؤية القيادة الرشيدة ممثلة في حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح تؤكد دوما أهمية تبني مسارات العلم والتقنية الحديثة وتعزيز استثمارها لخدمة الإنسان والتنمية.
وأضاف أن دعم دولة الكويت لهذه القمة نابع من إيمانها العميق بأن الاستثمار في العقول هو أعظم استثمار يمكن أن تقدمه الأمم لنفسها، وأن تمكين الشباب من أدوات الذكاء الاصطناعي يمثل حجر الزاوية في بناء المستقبل.
وأعرب عن الشكر الجزيل للجامعة العربية المفتوحة على استضافتها وتنظيمها المتميز لهذا الحدث ولجميع الخبراء والمفكرين والمشاركين من مختلف الدول.
من جانبه أكد رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية رقمية أو أداة للرفاهية بل أصبح قوة محركة لمسيرة الإنسانية تعيد تشكيل ملامح الحياة في مختلف المجالات، داعيا إلى وضع تشريعات واضحة وسياسات رصينة توجه استخدامه وتضمن توظيفه في إطار أخلاقي وآمن.
وأوضح الأمير عبدالعزيز بن طلال أن سن القوانين المنظمة للتقنيات الذكية أصبح ضرورة وطنية لضمان أن يبقى الذكاء الاصطناعي أداة للبناء والتنمية لا مصدرا للتحديات أو المخاطر.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يسهم اليوم في تطوير التعليم عبر تحليل أنماط الطلبة ودعم المعلمين ببيانات دقيقة تثري العملية التعليمية، كما أصبح في القطاع الصحي رفيق الطبيب والممرض في رصد الأعراض وتحليل الصور والتنبؤ بالأمراض قبل وقوعها، فضلا عن دوره في قيادة الثورة الصناعية الرابعة عبر رفع الإنتاجية وتحسين الكفاءة وفتح آفاق جديدة لريادة الأعمال والاستثمار الذكي.
وبين أن «القمة التي تنظمها الجامعة اليوم تمثل منصة عربية رائدة تجمع العقول والخبرات لتعزيز الحوار بين الجامعة والصناعة والحكومة وفتح آفاق التعاون البحثي بين المؤسسات والباحثين والطلبة»، مؤكدا أهمية مشاركة الشباب في مشاريع التخرج و(الهاكاثون) الوطني التي تجسد الأمل وتكتب فصول المستقبل بأيديهم بابتكارات واعدة توظف الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسان والمجتمع.
ورفع الأمير عبدالعزيز بن طلال أسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد على دعمهما للعلم والتعليم والبحث العلمي والابتكار وتمكين الأجيال الشابة نحو التنمية والتميز والإبداع.
كما عبر عن تقديره لوزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نادر الجلال على جهوده في ترسيخ التكامل بين التعليم والمعرفة والتقنية الحديثة في إطار رؤية وطنية مستنيرة.
من جانبه قال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور خالد الزامل في كلمة ألقاها ممثلا وزير الدولة لشؤون الاتصالات عمر العمر، إن انعقاد هذه القمة يأتي في لحظة محورية من مسيرة التطور الإنساني حيث يشهد العالم تحولا متسارعا تقوده الخوارزميات الذكية والمنصات التعليمية والابتكارات الرقمية التي تعيد تشكيل الحياة والاقتصاد والقرار.وأشار إلى أن القيادة الرشيدة في دولة الكويت ممثلة بحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح تؤمن بأن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ليس ترفا علميا بل ضرورة وطنية لتأسيس اقتصاد معرفي قادر على المنافسة في المستقبل.وأضاف أن الدولة تعمل من خلال وزارة الدولة لشؤون الاتصالات وبالتعاون مع الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات والجهات الحكومية والقطاعين الأكاديمي والخاص على بناء بيئة رقمية متكاملة تجعل من الكويت منصة للإبداع التكنولوجي ومركزا إقليميا للذكاء الاصطناعي في العالم العربي.وبين الزامل أن القمة تمثل فرصة لتعزيز الحوار بين القطاعين العام والخاص وبين الجامعات ومراكز البحث والشركات الناشئة من أجل تطوير حلول عملية تسهم في خدمة التعليم والاقتصاد والمجتمع عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي.بدوره أعلن رئيس الجامعة العربية المفتوحة في الوطن العربي الدكتور محمد الزكري في كلمته خلال افتتاح القمة تأسيس مركز التميز للذكاء الاصطناعي في الجامعة الذي سيكون منصة ابتكارية تخدم المجتمعات العربية، مقدما الشكر لعضو مجلس الأمناء قتيبة الغانم على دعمه ومبادراته الرائدة.وأوضح الزكري أن الجامعة العربية المفتوحة لم تنشأ لتكون مجرد مؤسسة تعليمية تقليدية بل جاءت محملة برسالة تنموية استراتيجية محورها إعداد إنسان قادر على المنافسة عالميا وتحويل المعرفة إلى قدرة والعلم إلى قيمة والتقنية إلى أداة تمكين.وسجل الزكري بكل وفاء وفخر وقفة إجلال لمؤسس الجامعة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله الذي قدم للعالم العربي مشروعا معرفيا حضاريا سبق عصره إيمانا منه بأن التعليم جسر العبور نحو الكرامة الإنسانية والتنمية الحقيقية ووضع حجر الأساس لفكرة الجامعة على مبدأ التعليم المفتوح والتعليم الإلكتروني.
