كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأحد 16 نوفمبر 2025 10:10 مساءً - في اليوم الوطني لسلطنة عُمان الشقيقة، يحتفي التاريخ بصفحة من أنقى صفحات النهضة العربية الحديثة، وتحتفي القلوب بوطنٍ حمل لواء الحكمة وصاغ حضوره بثباتٍ ورصانةٍ، جعلت منه ركناً رئيسياً في استقرار المنطقة ورمزيةً للتوازن والاتزان.


لقد تشرفت بخدمة وطني سفيراً لدى سلطنة عُمان. وأقولها بلا تكلّف، لم أكن أعيش بين شعبٍ مضيف، بل بين أهلي وناسي. أعوامي في عمان كانت مدرسة في الأخلاق قبل السياسة، مدرسة في النقاء قبل البروتوكول، مدرسة في الأصالة التي لا تتكلّف. هناك أدركت أن عُمان ليست مجرد دولة بل روح عربية خالدة.
وعندما نتحدث اليوم عن النهضة العمانية، فإننا نتحدث عن إرثٍ بُني بالحكمة وقيادة صادقة، وشعب يُؤمن بأن العمل عبادة، وأن الوطن مسؤولية، وأن التاريخ لا يصنعه إلا من يملك الإرادة والرؤية معاً. فمنذ نهضة المغفور له السلطان قابوس بن سعيد، وصولاً إلى الرؤية الحديثة التي يقودها جلالة السلطان هيثم بن طارق — حفظه الله — أثبتت عُمان أنها دولة تُبنى بالعقل قبل القوة، وبالقيم قبل الشعارات. لقد رأيتُ بأم عيني شعباً يلتف حول قيادته بتماسك استثنائي، ويجعل من الانتماء قيمة يومية لا مجرد كلمة، شعبٌ يحمل في داخله عمق البحر ورسوخ الجبال وكرم الأرض وصدق الإنسان. وكل من عاش بينهم — وأنا منهم — يعرف أن عمان لا تُغادر القلب مهما ابتعدت المسافات.
وفي هذه المناسبة الوطنية العزيزة، أتقدم للشعب العماني الكريم وقيادته الرشيدة بأسمى آيات التهاني، مجدداً محبتي واعتزازي وفخري بعُمان التي ستظل دائماً منارة حكمة وواحة سلام ونموذجاً للنهضة الحقيقية الهادئة التي تقول للعالم «نحن نعمل ولا نُعلن».
كل عام وسلطنة عُمان في رفعة وازدهار، وكل عام وأهلها الكرام في قلب المحبة والاحترام.
