كتب ناصر المحيسن - الكويت في الخميس 25 سبتمبر 2025 10:15 مساءً - شدد سفير جمهورية سريلانكا لدى البلاد، أكشيثا براديب راتناياكي، على متانة الروابط مع الكويت، مؤكداً أن بلاده ترى في الكويت شريكاً أساسياً ليس في السياحة فقط، بل في الاستثمار والتعاون الاقتصادي أيضاً.
وأعرب السفير راتناياكي، في حوار مع «الراي»، عن توقعه زيادة أعداد الزوار الكويتيين إلى بلاده في الفترة المقبلة، لاسيما مع عودة الرحلات المباشرة للخطوط الجوية الكويتية إلى كولومبو مطلع أكتوبر.
وكشف راتناياكي عن أن نحو 170 ألف سريلانكي يعيشون في الكويت، معظمهم من عاملات المنازل، إلى جانب شريحة من المهنيين، تشمل الأطباء والمحاسبين والمهندسين، مشيراً إلى أن الطهاة السريلانكيين يحظون بسمعة واسعة هنا، فيما تسعى بلاده إلى زيادة حضور الكفاءات المهنية والفئات الماهرة في سوق العمل الكويتي.
ولفت إلى أن معظم المشاكل التي تواجه الجالية تُحل بدعم من الجهات الكويتية المختصة، موضحاً أن البعثة تنظم برامج توعوية لحماية حقوق العمال وتفادي النزاعات قبل تفاقمها.
وقال: «قبل شهرين، نفذنا برنامجاً توعوياً لموظفي الشركات السريلانكية حول كيفية معالجة مشاكل العمالة وتسويتها مبكراً، إلى جانب فعاليات مجتمعية وثقافية للحفاظ على تماسك المجتمع السريلانكي في الكويت».
شريك أساسي
وأكد راتناياكي أن سريلانكا تمضي بخطى ثابتة لترسيخ مكانتها كوجهة عالمية للسياحة والاستثمار، مستفيدة من استقرارها السياسي والإصلاحات الاقتصادية الجارية.
وأضاف: «نرى في الكويت شريكاً أساسياً في هذه الرؤية، ونتطلع لتعزيز الشراكات الثنائية بما يخدم مصلحة بلدينا. عودة الرحلات المباشرة، وتنامي الاهتمام بالسياحة العلاجية والبيئية، سيجعلان من سريلانكا محطة محببة لعدد أكبر من الزوار الكويتيين في المستقبل القريب».
مناخ متنوع
وأبرز السفير تنوع المناخ كأحد أهم مقومات السياحة، حيث تتراوح درجات الحرارة في كولومبو بين 27 و31 درجة، ويمكن للزائر أن يستمتع بأجواء باردة في مدن مثل كاندي ونوارا إليا على بعد 150 كيلومتراً فقط.
وسلط الضوء على السياحة العلاجية عبر علاجات الأيورفيدا والتدليك بالأعشاب، مؤكداً أن المستشفيات والفنادق توافر أقساماً متخصصة لهذا الغرض.
ولفت إلى أن «شبكة الطرق الحديثة تجعل التنقل بين الوجهات سهلاً، فيما تتوفر خيارات إقامة تناسب جميع الميزانيات، من فنادق السبع نجوم إلى البيوت الريفية البسيطة»، مشيراً إلى أن الحكومة تولي أهمية قصوى لأمن السياح من خلال وحدة شرطية متخصصة بحمايتهم.
فرص استثمارية
إلى جانب السياحة، شدد راتناياكي على أن الموقع الجغرافي الفريد لسريلانكا عند ملتقى طرق التجارة العالمية، يمنحها ميزة إستراتيجية كبرى.
وأضاف: «نحن نتحول تدريجياً إلى مركز استثماري مهم، وقد جذبت بلادنا استثمارات من دول كبرى مثل الهند والصين وسنغافورة وماليزيا وبريطانيا وألمانيا والإمارات».
وأوضح أن المناطق الحرة تقدم حوافز مغرية للمستثمرين، بينما فتحت هيئة تنمية السياحة مساحات جديدة لمشاريع استثمارية مرتبطة بهذا القطاع، ما يجعل الفرص مفتوحة أمام رؤوس الأموال الخليجية.
وجهة عائلية
وأكد أن سريلانكا وجهة مفضلة للعائلات بفضل المنتجعات الصديقة للأطفال والبرامج السياحية المتكاملة التي توفرها وكالات السفر المحلية بخبرة تمتد لستة عقود. «يكفي القول إن المستكشف ماركو بولو وصفها بأنها أفضل جزيرة في حجمها»، لافتاً إلى أنه يمكن استكشافها بالكامل خلال أسبوعين فقط، مع تنوع كبير في المناظر الطبيعية والثقافية والتجارب.
صديق للمسلمين
قال إن «سريلانكا بلد صديق للمسلمين، حيث يشكلون نحو 10 في المئة من السكان، وتتوفر فيه المساجد والمأكولات الحلال بسهولة، ما يجعلها وجهة مريحة للمسافرين الكويتيين والعرب». وأضاف أن السياحة العلاجية والبيئية باتت من أبرز مجالات الاهتمام، وهو ما يفتح الباب أمام تجربة متكاملة للزائر الكويتي والخليجي.
كنوز طبيعية ومقاصد سياحية متنوعة
وصف السفير بلاده بأنها «جزيرة الكنوز الطبيعية»، مشيراً إلى أن سريلانكا تتمتع بسمعة عالمية كإحدى أجمل الوجهات السياحية بفضل شواطئها الخلابة المثالية للغوص وركوب الأمواج، وغاباتها المطرية الكثيفة، وحياتها البرية الغنية.
ومن أبرز المحطات التي أوصى بها الزوار:
غابة سينهاراجا: تجربة فريدة لعشاق السياحة البيئية، كونها لم تعرف الاستيطان البشري.
مزارع الشاي: بسطوحها الخضراء الممتدة، تمنح الزائر فرصة عيش تجربة مغايرة.
مواقع اليونسكو: ثمانية مواقع مدرجة، منها مملكة سيجيريا الصخرية الشهيرة برسوماتها الجدارية وعمارتها العريقة.
25 نوعاً من الموز
أكد السفير أن سريلانكا ليست فقط وجهة طبيعية، بل هي أيضاً بلد غني بالتراث الثقافي والمطبخ المتنوع الذي يمزج بين النكهات الهندية والماليزية والعربية والأوروبية، من المأكولات البحرية الطازجة إلى أكثر من 25 نوعاً من الموز، وصولاً إلى العسل الطبيعي الذي يجمعه سكان قبيلة «الفيداس» أقدم سكان الجزيرة.
إصلاحات سياسية واقتصادية جذرية
تحدث راتناياكي عن التحولات الداخلية في بلاده، مؤكداً أن الحكومة الجديدة وضعت مكافحة الفساد في صميم أجندتها السياسية والاقتصادية. «لقد أُنشئت آليات قانونية ورقابية جديدة لوقف الرشاوى وتعزيز صلاحيات أجهزة إنفاذ القانون، بما يضمن إقامة مجتمع أكثر عدلاً ويهيئ بيئة مثالية لجذب الاستثمارات الأجنبية»، أوضح السفير.
وأضاف أن سريلانكا تعمل على ترسيخ بيئة شفافة خالية من الفساد، إدراكاً منها أن التنمية الحقيقية لا تتحقق من دون عدالة ومحاسبة.
أخبار متعلقة :