كتب ناصر المحيسن - الكويت في الجمعة 24 أكتوبر 2025 12:27 صباحاً - في حديث مطوّل، من القلب إلى الميدان التربوي، زفّ وزير التربية جلال الطبطبائي بشرى الموافقة على تخفيض نسبة معادلة الاختبار للواقفين في قوائم انتظار الوظائف الإشرافية من 80 إلى 70 في المئة، مستغرباً حجم التركة الثقيلة في هذا الملف، حيث بلغت القضايا المرفوعة ضد الوزارة 135 قضية، 85 منها رفضتها المحاكم، فيما وصل دور الانتظار إلى 1042 في رياض الأطفال.
وتحدث الطبطبائي، في لقاء موسع ومفتوح مع الميدان التربوي، استضافته فيه جمعية المعلمين مساء الأربعاء، عن كثير من القضايا التربوية، قائلاً «تسلمت وزارة التربية ومشاكلها واصلة الخفجي، وإذا لم أنجح في قيادتها أمشي أحسن لي»، مشيراً إلى أن «هناك مَنْ طعن في المناهج الجديدة وانتقدها قبل تجربتها... رثعوا في الوزارة وكانوا يريدون أن يعملوا كمستشارين فيها».
4 آلاف شكوى
وكشف الطبطبائي عن «وجود 4 آلاف شكوى منذ بداية العام الدراسي الحالي، والسبب قوائم الانتظار للوظائف الإشرافية التي لا يوجد مثلها في العالم كله». وقال «ذهبت إلى إدارة الفتوى والتشريع لمعرفة ما إذا كان هناك سند قانوني لهم من عدمه، وبحثت في هذا الموضوع، وخاصة أن النظام الاداري في الدولة واحد وهو إعلان وتقديم ومقابلات للوظائف الإشرافية، ولا يوجد شيء اسمه دور أو قوائم انتظار. ولا توجد عدالة في قوائم الانتظار، فهناك مَنْ يقدم لأول مرة ويتم قبوله وهناك مَنْ ينتظر وأمامه 300 فقط ولم يقبل».
تكدّس وسوء توزيع
وتطرّق الطبطبائي إلى النقل الإلكتروني للمعلمين، مؤكداً «فتح الباب لمدة شهر في سبتمبر، ثم في أكتوبر ولم يتقدم أحد. ونحن نعلم بوجود سوء توزيع وتكدس في السابق، فهناك نحو 90 في المئة من طلبات النقل إلى مرحلة رياض الاطفال فقط»، مضيفاً «نعمل الآن على برنامج خاص بالنقل ليس من التربية بل يتبع شركة عالمية»، مشدداً على ضرورة التنسيق مع كليات إعداد المعلم لإيقاف التخصصات الدراسية ذات الفائض.
وانتقل الوزير إلى سبب زيادة عدد الحصص في المرحلة الإبتدائية، فقال إنها جاءت «لاستيعاب منهج وطني 1 و2 و3، لتعزيز الهوية الوطنية. فالزيادة لاتتجاوز 10 دقائق»، مبيناً أن «كل ما جرى من تعديلات كان لحل أزمات موجودة ويمكن مراجعتها مرة أخرى».
60 إنجازاً
من جهته، قال رئيس جمعية المعلمين حمد الهولي، إن «اللقاء مع وزير التربية جلال الطبطبائي يجسّد الجانب الجميل من الشراكة المجتمعية، حيث تم تحقيق 60 إنجازاً بوزارة التربية خلال عام».
وأكد الهولي أنه «منذ 4 سنوات نظمنا 3 لقاءات بحضور 400 معلمة وكان هناك هموم وأحلام ضاعت بين أروقة الوزارة. كما أن الهيكل التنظيمي من توصيات مؤتمر جمعية المعلمين، لاسيما أنها تمثل أهل الميدان الذي قام وزير التربية بالاعتماد عليهم في تأليف المناهج الوطنية، وهذا شيء نفتخر به وهذا اللقاء فرصة للقاء الوزير والاستماع إلى آراء وهموم أهل الميدان والعمل على حلها».
أرقام في قوائم الانتظار
كشف الطبطبائي عن أرقام كبيرة في قوائم الانتظار للوظائف الإشرافية، مشيراً إلى أن «الدور بلغ في التربية الاسلامية 363 منتظراً فيما الاحتياج 20 فقط، وفي اللغة العربية للمرحلة الابتدائية بلغ 299 والاحتياج 15، وفي الرياضيات 192 والاحتياج 7، وفي مادة الاجتماعيات الدور واصل إلى 241 بينما الاحتياج 8 فقط. وهذه القوائم لم تكن بعهدي ويجب أن نضع آلية ومعايير للترقيات».
لا لمخالفة القانون
أشار الوزير إلى أنه من الصعب إرضاء 160 ألف موظف في الوزارة، مؤكداً «لن أرتاح حين أشعر بأن هناك مَنْ لديه حاجة لم أحققها له»، وخاطب الحضور بقوله «أي أحد يُطلب منه أن يخالف القانون فمكتبي موجود، قدّم شكوى، وأنا أحاسب أي شخص يطلب مخالفة القانون».
الإجازات الدراسية... إلكترونياً
كشف الطبطبائي عن برنامج إلكتروني سيطبق قريباً للإجازات الدراسية، فيما تحدث عن تقليص عدد مراكز تعليم الكبار «لوقف الهدر المالي، حيث كانت تكلفة تعليم الكبار 8.5 مليون دينار، بواقع 10 آلاف و500 دينار للطالب الواحد. وسنقوم بفتح مراكز أخرى إذا تجاوزت أعداد الدارسين 700 طالب في المركز الواحد».
اللقاء... وضوح وشفافية وإيجابية
أكدت جمعية المعلمين أن لقاء الوزير الطبطبائي بالميدان التربوي كان شفّافاً، حرص من خلاله الوزير على استعراض العديد من المسائل والملفات التربوية التي تهم أهل الميدان.
وقال رئيس مجلس إدراة الجمعية حمد الهولي، في بيان عقب اللقاء، إن «من ضمن الملفات التي تطرق لها الوزير ما يتعلق بملف الوظائف الإشرافية، والمناهج والتقويم الدراسي، إلى جانب ملفات أخرى، حيث أبدى حرصه الكامل في الرد على أسئلة الحضور، الأمر الذي امتد فيه اللقاء لساعة متأخرة».
وأضاف الهولي أن «النهج الذي يتبعه الوزير الطبطبائي تميز بالشفافية والوضوح، وبحرية مطلقة كنا في أمسّ الحاجة لها، لتضع النقاط على الحروف في كشف الحقائق والوقائع والمعطيات».
وأشار إلى أن المشاركين في اللقاء أبدوا ارتياحهم الكامل، لما شعروا به من رغبة جادة من قبل الوزير الطبطبائي للاستماع لآرائهم ووجهات نظرهم، وبشكل تميز بالشفافية والوضوح، مشيدين في الوقت نفسه بمبادرته في الالتقاء معهم.
أخبار متعلقة :