كتب ناصر المحيسن - الكويت في السبت 15 نوفمبر 2025 10:10 مساءً - أكد القائم بأعمال السفارة الصينية لدى البلاد، ليو شيانغ، أن مشروع ميناء مبارك الكبير يمثّل أحد أهم مسارات التعاون بين الصين والكويت، مشيراً إلى أن المشروع مازال في «مرحلة ما قبل البناء»، وأن الصين قدّمت «أفضل شركاتها» للعمل مع الجانب الكويتي في دراسة المشروع، متطلعاً إلى انطلاق أعمال البناء في أقرب وقت.
وأوضح ليو، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة، بحضور عدد من وسائل الإعلام المحلية، أن العلاقات الصينية - الكويتية تواصل تطورها الإيجابي، تحت التوجيه الإستراتيجي لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد والرئيس الصيني شي جين بينغ، مشدداً على أنه «لا يمكننا أن نُخيّب آمال قادة وشعبي بلدينا»، ولافتاً إلى أن زيارة نائب الرئيس الصيني هان تشنغ للكويت عكست متانة العلاقات ودفء التواصل السياسي بين البلدين.
وبيّن أن العام المقبل يحمل أهمية خاصة للطرفين، إذ يشهد إطلاق «الخطة الخمسية الخامسة عشرة» للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين، بالتزامن مع الذكرى الـ 55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والكويت، بما يتيح «فرصة تاريخية لتوسيع التعاون العملي وتعزيز الشراكة الإستراتيجية».
مبادرات عالمية
وأشار ليو إلى أن الكويت «تثمّن وتدعم» المبادرات العالمية الأربع التي طرحها الرئيس شي، وهي مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، ومبادرة الحوكمة العالمية، مؤكداً أن البلدين يشتركان في رؤية متقاربة تجاه قضايا الأمن والتنمية والتعاون الدولي.
وأضاف أن التعاون العملي بين الجانبين يشهد تطوراً مطرداً، لاسيما في المشاريع الكبرى مثل ميناء مبارك الكبير، ومشروعات الطاقة المتجددة، والمدن السكنية، فيما تتوسع الشركات والعلامات التجارية الصينية في السوق الكويتي، وتحقق التبادلات الثقافية زخماً متزايداً مع افتتاح المركز الثقافي الصيني في الكويت.
زيارة ناجحة
ووصف ليو زيارة نائب الرئيس هان تشنغ بأنها «مهمة وناجحة»، مشيداً بالاستقبال الكويتي وكرم الضيافة، ومبيناً أن الجانبين توصلا إلى «توافق مهم» في شأن تعميق العلاقات وتحقيق المنفعة المتبادلة.
وأكد أن الصين تنظر إلى الكويت بوصفها «دولة ذات تأثير مهم في الشرق الأوسط»، وأنها تحتل مكانة بارزة في السياسة الصينية تجاه المنطقة.
وأشار إلى أن المشاريع المشتركة تحقق تقدماً إيجابياً «بفضل اهتمام قيادتي البلدين»، مؤكداً تقدير الصين للجهود التي تبذلها الحكومة الكويتية في دفع التعاون.
وقال إن الشركات الصينية «حريصة على تقديم أحدث التقنيات وأفضل الحلول»، مشدداً على ضرورة منح هذه المشاريع الوقت والدعم اللازمين.
تعميق التعاون
وفي ما يتعلق بالقوانين الكويتية، أكد ليو أن تطور البيئة القانونية والتجارية في الكويت خلال السنوات الأخيرة يشجع الشركات الأجنبية على الاستثمار، لافتاً إلى أن «المناقشة المخلصة» بين الجانبين كفيلة بحل أي تحديات قد تظهر.
وختم ليو بأن الإصلاحات والانفتاح اللذين أقرتْهما الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني «سيوفران فرصاً جديدة لتعميق التعاون بين البلدين»، داعياً إلى الاستفادة من الفرص التي تتيحها الخطة الخمسية المقبلة «لدفع الشراكة الصينية – الكويتية إلى آفاق أرحب».
تقدّم ملموس في التعاون التكنولوجي
قالت دبلوماسيتان من السفارة الصينية خلال المؤتمر، إن «التعاون الصيني-الكويتي يشهد تقدماً ملموساً في مجالات عدة، أبرزها التطبيقات التكنولوجية مثل الجراحة الروبوتية عن بُعد»، مؤكدتين أن «هذا التعاون يتماشى مع رؤية الكويت 2035 لبناء اقتصاد متنوع ومستدام».
وأضافتا أن «المرحلة المقبلة ستشهد توسيع الشراكة بين البلدين، على أساس المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة، بما يسهم في تحقيق الازدهار للشعبين الصديقين».
أخبار متعلقة :