ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 7 يوليو 2025 02:18 مساءً -
سجّل سوق العملات المشفّرة في الإمارات تدفقات استثمارية بلغت 34 مليار دولار أمريكي، خلال الفترة من يوليو 2023 إلى يونيو 2024، محققاً معدل نمّو سنوي قدره 42 %. ويعزّز هذا الأداء القوي مكانة الإمارات كلاعب رئيس في منظومة العملات الرقمية، يدعمها في ذلك ارتفاع عدد المتداولين النشطين في الدولة إلى أكثر من 500 ألف متداول يومياً، وفقاً لتقرير جديد صادر عن شركة «ماينينغ غريد»، المتخصصة في تقديم حلول البلوكتشين وتعدين البيتكوين، حيث يشهد سوق العملات المشفّرة في الشرق الأوسط تحولاً كبيراً، تقوده دولة الإمارات، بفضل وجود سياسات تنظيمية مدروسة، وإعفاءات ضريبية جاذبة، إلى جانب الاهتمام المتزايد من فئة الشباب بالتمويل الرقمي، ما رسّخ مكانة الإمارات كمركز عالمي رائد في مجال الأصول الرقمية.
وعلى مستوى المنطقة، استقطبت أسواق الشرق الأوسط تدفقات إجمالية بلغت 338.7 مليار دولار أمريكي خلال نفس الفترة، بزيادة سنوية بلغت 11.73 %، لتُصبح سابع أكبر سوق للعملات المشفّرة في العالم. وتجدر الإشارة إلى أن أكثر من 93 % من تلك التدفقات، جاءت عبر تحويلات مؤسسية، في دلالة واضحة على نضج السوق الإقليمي، واعتماده على استراتيجيات استثمار طويلة الأمد.
وأظهر التقرير أن فئة الشباب في الإمارات، تُشكّل قوة دافعة لنمو سوق العملات المشفّرة في الدولة، حيث عبّر 74 % من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً، عن اهتمامهم بتداول العملات الرقمية، فيما يخطط 21 % منهم لبدء التداول خلال الأشهر الـ 12 المقبلة. وتُعدّ الإمارات في طليعة الدول الإقليمية من حيث تبنّي الشباب للتمويل الرقمي.
وقال سليمان الرفاعي مؤسس وعضو مجلس إدارة شركة «ماينينغ غريد»: «خلقت اللوائح التنظيمية الواضحة في دولة الإمارات، إلى جانب الإعفاء من ضرائب أرباح رأس المال، بيئة استثمارية مثالية لنمو العملات المشفّرة. ومع وجود شعب طموح ومتمكن تقنيًا، فليس من المستغرب أن تُعرف الإمارات اليوم بأنها عاصمة العملات الرقمية في العالم العربي».
وتشهد دول الخليج الأخرى بدورها تطورًا لافتًا في هذا المجال، إذ سجّل سوق العملات المشفّرة في المملكة العربية السعودية نموًا كبيراً بنسبة 153%، فيما اختارت سلطنة عُمان طريق الاستدامة من خلال استثمار أكثر من 1.1 مليار دولار في بنية تحتية صديقة للبيئة لتعدين العملات المشفّرة، لتُصبح مركزًا إقليميًا لهذا النوع من العمليات.
وعلّق رامي الصريدي، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، قائلاً: «تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة ولادة جيل جديد لا يكتفي بالاستثمار في العملات المشفّرة فحسب، بل يسعى لفهمها وتطويرها والمشاركة في رسم مستقبلها. كما تشهد السوق طفرة في قطاع تعدين البيتكوين، مدفوعًا بالرغبة في اللامركزية، الشفافية، والابتكار المستدام.»
وحافظت عملة البيتكوين في الهيمنة على السوق، بينما تعزّز عملة الإيثريوم مكانتها بفضل مرونتها. وتُمثل العملات المستقرة اليوم 66% من إجمالي المعاملات عبر سلاسل بلوكتشين في الشرق الأوسط، ما يبرز دورها كمخزن للقيمة ووسيلة للدفع، في حين يجذب ترميز الأصول الواقعية مثل العقارات والسندات اهتمامًا متزايدًا من قبل الشركات في المنطقة.
وبفضل تواجدها في الإمارت، ومع وجود أكثر من 60 ألف مستخدم في المنصّة حول العالم، تلعب شركة «ماينينغ غريد» دورًا محوريًا في تسريع تبني العملات المشفّرة من خلال تقديمها حلول تعدين متاحة وسهلة الاستخدام وموفرة للطاقة.
