ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 28 يوليو 2025 02:46 صباحاً - أثبتت بعض المشاريع الصغيرة في الإمارات، قدرتها على النمو في بيئة أعمال تشجع الابتكار، وتعزز التحول الرقمي، ومن بين هذه المشاريع، برزت شركة «روبوهايتك»، التي أسسها المهندس الإماراتي محمد الشامسي، بدعم من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتي نجحت في تحقيق معدل نمو سنوي مركب بلغ 25 % خلال السنوات الخمس الماضية.
يواصل الشامسي رحلة النجاح، متوقعاً أن تصل الإمارات بحلول عام 2050 إلى مرحلة يكون فيها لكل شخص 3 روبوتات تخدمه.
وقال الشامسي في حديث مع «حال الخليج»: امتلاك روبوت خاص بي، حلم راودني منذ الطفولة، وأؤمن بأن الخيال يمكن أن يصبح واقعاً، وبالفعل، التحقت بكلية التقنية العليا في دبي قسم هندسة الميكاترونيكس، وأسست أثناء الدراسة بالكلية أول نادٍ للروبوتات في الإمارات، واشتركت في العديد من المسابقات والبطولات الدولية، وحصلت على جوائز كثيرة.
في عام 2010، بدأ محمد الشامسي فكرته بإنشاء شركة «روبوهايتك» من منزله، بدعم من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، عبر برنامج «انطلاق» المخصص لدعم المشاريع الصغيرة.
كان رأس المال الأولي متواضعاً، لا يتجاوز ألف درهم.
ليحوّلها من فكرة فردية بسيطة إلى شركة متخصصة، تتعاون مع مؤسسات تعليمية، وجهات حكومية، وشركات خاصة، وذلك من خلال دعم مركز حمدان للإبداع والابتكار، إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
ليؤكد الشامسي أن الروبوتات تُصنع في الإمارات، فاختار شعار الشركة «الروبوتات تصنع في الإمارات»، وعلى مدار أكثر من عقد من الزمان، نجحت «روبوهايتك» في توقيع عقود متنوعة، مع تسجيل تطور سنوي في حجم المشاريع وعدد العملاء.
وتُعزى هذه القفزة إلى قدرة الشركة على تقديم حلول مخصصة ومرنة، تجمع بين الذكاء الاصطناعي، ونظام تشغيل الروبوتات ROS، والتصميم الميكانيكي والبرمجي المتكامل، والتحكم عن بُعد والتشغيل الذاتي.
وصارت الشركة تحقق نمواً سنوياً، ونجحت في تسجيل معدل نمو سنوي مركب بنسبة 25 %، خلال السنوات الخمس الماضية.
مشاريع متنوعة
ومن أبرز المشاريع التي نفذتها الشركة، تحويل مركبة عادية إلى مركبة ذاتية القيادة بالكامل، من دون تدخل بشري، بالتعاون مع جهة سويسرية، باستخدام تقنيات ذكية محلية الصنع. واليوم تغطي «روبوهايتك» ثلاثة قطاعات رئيسة في الدولة، هي:
القطاع التعليمي، ويتم من خلاله توفير روبوتات تعليمية، ومحتوى تدريبي، ومعدات تقنية للمدارس والجامعات.
القطاع الحكومي، الذي تطوّر الشركة فيه مشاريع روبوتية مخصصة لخدمة الجهات والمؤسسات الحكومية، مثل الأنظمة الآلية في المرافق، أو روبوتات التفاعل مع الجمهور.
القطاع الخاص، وتتعاون فيه الشركة مع شركات صناعية وخدمية لتنفيذ نماذج أولية، أو حلول تقنية مخصصة حسب الحاجة، مثل روبوتات التخزين، والتوصيل، أو التنظيف الذكي.
التوقعات
ويتوقع محمد الشامسي أن تصل الإمارات بحلول عام 2050 إلى مرحلة يكون فيها لكل شخص 3 روبوتات تخدمه: في المنزل، في التنقل، وفي العمل.
وهذا لا يشمل فقط الروبوتات الآلية، بل أيضاً البرمجيات الذكية، وأن تكون الروبوتات مسؤولة عن تنفيذ المهام الخطرة والمملة، بينما يُترك التفكير الإبداعي والتطوير للبشر.
وهذا هو جوهر العلاقة الذكية بين الإنسان والتقنية.
ويحرص الشامسي في شركته على تأهيل وتوظيف الكفاءات الإماراتية الشابة، حيث تقدم الشركة برامج تدريبية عملية في الروبوتات والبرمجة، وتوفر للمبتكرين المواطنين فرصة العمل ضمن بيئة تقنية محفّزة.
الدعم الحكومي
ويعكس نجاح «روبوهايتك» نموذجاً فعلياً لسياسات الابتكار في دبي، حيث أتاح الدعم الحكومي، المتمثل في مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بيئة مناسبة لنمو مشروع متخصص في قطاع عالي التقنية، من دون أن يبدأ برأسمال كبير.
كما تحقق الشركة استفادة كبيرة، من إمكانية الوصول إلى منصة المشتريات الحكومية، والمشاركة في المعارض المحلية والدولية، وبناء شبكة علاقات واسعة مع الجهات الداعمة والشركات المتخصصة، فالإمارات – كما يقول الشامسي - لم تعد فقط بيئة حاضنة للأعمال التقليدية، بل أصبحت مهيأة لنمو مشاريع تعتمد على تقنيات متنوعة، مثل الذكاء الاصطناعي، والمركبات ذاتية القيادة، والأنظمة الروبوتية.
