الارشيف / حال المال والاقتصاد

الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي الإماراتي يتجاوز المتوسط العالمي

الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي الإماراتي يتجاوز المتوسط العالمي

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 25 أغسطس 2025 11:30 مساءً - أكدت دراسة حديثة صادرة عن مجموعة كي بي إم جي، أن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي يشهد انتشاراً واسعاً في إدارات التمويل بدولة العربية المتحدة، حيث يركز صناع القرار على حلول نوعية ومرتكزة على الأثر في مجالات المحاسبة، والتخطيط المالي، والتحليل، والخزانة، والضرائب وإدارة المخاطر.

كما أكدت الدراسة أنّ وتيرة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي تتزايد بشكل لافت، حيث أفاد 49 % من المشاركين بأنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي في مهام الخدمات المالية بالفعل، مقارنة مع 35 % عالمياً.

فيما ذكر 59 % أنهم يخططون أو ينفذون مشاريع تجريبية بالذكاء الاصطناعي، وأشار 33 % من المشاركين إلى أنهم في مرحلة التخطيط أو التجارب الأولية داخل شركاتهم.

وتقود فرق المحاسبة والرقابة الإدارية تجارب تبنّي الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، نظراً لما توفره التقنية من مزايا في إعداد التقارير السردية والتحليلات التنبؤية وتقديم الرؤى اللحظية.

وقد وظف أحد البنوك الإقليمية الرائدة في الدولة أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي لأتمتة التقارير الداخلية والإفصاحات التنظيمية، ودعم تقييمات المخاطر المالية. كما قامت إحدى الشركات الحكومية بدمج مساعد افتراضي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لأتمتة عمليات الفوترة، وإصدار تقارير مالية داخلية، وإدارة سير عمل المستندات المالية.

كما كشف تقرير كي بي إم جي، أنه بالرغم من انتشار الاستخدام، إلا أن الأثر الملموس ما زال محدوداً، إذ أبلغ 37 % فقط من قادة القطاع المالي في دولة الإمارات، عن عوائد إيجابية على الاستثمار بفضل الذكاء الاصطناعي، مقابل نسبة 66 % عالمياً.

كما أن الشركات الإماراتية تخصص حالياً 10 % من ميزانيات تقنية المعلومات للذكاء الاصطناعي، مقارنة بنسبة 13 % على المستوى العالمي، وهو ما يعكس قوة التوجه الاستثماري.

غير أن التحدي يكمن في تحويل هذه الاستثمارات إلى تطبيقات منظمة وقابلة للتوسع، بما يرسخ مكانة الذكاء الاصطناعي كأساس لأداء مالي أكثر كفاءة واستدامة.

وقال باسكار ساهاي الشريك ورئيس قسم المحاسبة والمالية لدولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، كي بي إم جي الشرق الأوسط: «تشكل الرؤية الوطنية لدولة الإمارات واستثماراتها المتواصلة في الذكاء الاصطناعي، محفزاً قوياً لتحقيق نمو كبير.

إلا أن التحديات ما زالت قائمة، حيث ما زال الاستخدام يتسم بالتجزؤ والتباين، ما يعكس صعوبات جوهرية أمام الوصول إلى اعتماد شامل ومستدام.

كما أن بعض فرق التمويل ليست مجهزة لقيادة تحولات كبرى في هذا المجال، أو تفتقر ببساطة للخبرة في دمج القرارات التشغيلية اليومية مع قدرات الذكاء الاصطناعي.

ولتحقيق النجاح، من الضروري أن تقيّم هذه الفرق العائد على الاستثمار بدقة، وأن تحدد حالات الاستخدام الأولى واقعية، في ظل التحديات المتعلقة بالبيانات والأنظمة القديمة، ما يساعد على كسب التأييد الداخلي، والتوسع بوتيرة أسرع، عبر تطبيقات أكثر تركيزاً».

كما أظهرت الدراسة مؤشرات على تحول تركيز المؤسسات والشركات نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي. حيث أن هذه التقنية تُستخدم بنسبة 41% بالفعل في إعداد التقارير المالية، مع توقع ارتفاع النسبة إلى 88 % خلال السنوات الثلاث المقبلة.

إضافةً إلى ذلك، يخطط 54 % من قادة القطاع، لمنح أولوية للذكاء الاصطناعي التوليدي على حساب الذكاء الاصطناعي التقليدي خلال العام المقبل، ما يؤكد قناعة واسعة بأن هذه التقنية ضرورة استراتيجية في القطاع.

Advertisements

قد تقرأ أيضا