ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 09:36 صباحاً - أعلن الملياردير الأمريكي الأسطوري وارن بافيت عن تسريع وتيرة التبرع بممتلكاته البالغة 149 مليار دولار لمؤسسات أبنائه، في خطوة تهدف إلى دعم هذه المؤسسات الخيرية مع السماح لفترة قصيرة لمساهمي شركة بيركشاير هاثاوي لاكتساب الثقة بالرئيس التنفيذي القادم غريغ آبل.
وأوضح بافيت، في رسالة عيد الشكر السنوية التي أصدرها، أن تسريع توزيع أسهمه يعود إلى تقدم أبناءه في السن، مؤكدًا أن هذه الخطوة «ستزيد من احتمال تصرفهم في كامل ممتلكاته قبل أن يحل أمناء بدلاء محلهم»، وفقا لـ cnbc.
وتم تحويل 1,800 سهمًا من أسهم بيركشاير A إلى 2.7 مليون سهم B، وتم منحها لأربع مؤسسات عائلية، تشمل مؤسسة سوزان تومبسون بافيت، مؤسسة شيروود، مؤسسة هوارد جي. بافيت، ومؤسسة نوفو، بقيمة إجمالية تتجاوز 1.3 مليار دولار.
وأكد بافيت أن تسريع المنح لا يعكس أي تغيير في توقعاته بشأن آفاق بيركشاير هاثاوي، مشيرا إلى استمرار دعم مجلس إدارة الشركة وأبنائه للرئيس التنفيذي القادم غريغ آبل.
ويذكر أن بافيت، الذي يقود بيركشاير منذ أكثر من ستة عقود، يملك معظم ثروته في أسهم A الأصلية للشركة، التي تتداول بأسعار قياسية تجاوزت 750 ألف دولار للسهم الواحد.
وفي خطوة رمزية تختتم أكثر من ستة عقود من القيادة، أعلن بافيت، أنه سيبدأ "التزام الصمت" بعد تنحيه عن منصبه في نهاية هذا العام، مكتفياً برسائل عيد الشكر السنوية إلى أبنائه والمساهمين.
وجاء إعلان بافيت، البالغ من العمر 95 عاماً، في رسالته الختامية التي جمع فيها تأملاته حول الأعمال، الحياة، الخير، والشيخوخة، بأسلوبه المعروف بالصراحة والفكاهة، ليكون وداعه الأكثر تأثيراً.
وقال بافيت: "لن أكتب بعد الآن التقرير السنوي لبيركشاير أو أتحدث بلا نهاية في الاجتماع السنوي. سأصبح هادئاً نوعاً ما".
وفي الرسالة، تأمل بافيت في مسيرة حياته الطويلة، مشيداً بالصداقة التي دامت أكثر من ستة عقود مع شريكه تشارلي مانجر، وداعياً إلى الالتزام بالقيم الإنسانية: "العظمة لا تأتي من جمع المال أو الدعاية أو السلطة، بل عندما تساعد الآخرين بأي طريقة، فإنك تساعد العالم. اللطف بلا تكلفة لكنه لا يقدر بثمن".
ورغم تركه لمقعد الرئيس التنفيذي، أكد بافيت تفاؤله بمستقبل بيركشاير هاثاوي واحتفاظه بكميات كبيرة من أسهم فئة "أ" إلى أن يطمئن المساهمون للانتقال السلس للقيادة الجديدة، واصفاً خليفته غريغ أبيل بأنه "مدير عظيم، عامل لا يكل، ومتواصل صادق".
كما كرّم بافيت مسقط رأسه أوماها، مذكراً بدورها في تشكيل شخصيته وأسلوبه في الأعمال: "عند النظر للوراء، أشعر أن كل من بيركشاير وأنا استفدنا أكثر بفضل تأسيسنا في أوماها مقارنة بأي مكان آخر. كان مركز الولايات المتحدة مكاناً ممتازاً للولادة، تربية الأسرة، وبناء الأعمال".
واختتم بافيت رسالته الوداعية بتوجيه نصيحة للمستقبل: "اختر قدواتك بعناية وحاول محاكاتها. لن تكون مثالياً أبداً، لكن يمكنك دائماً أن تكون أفضل".
بهذه الكلمات، يترك وارن بافيت إرثاً لا يقتصر على الثروة، بل يشمل الحكمة والقيم الإنسانية، مؤكداً أن أعظم إنجازاته ليست ما حققه من أموال، بل ما شاركه من خبرة وفكر مع العالم.
