ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 13 سبتمبر 2025 11:46 مساءً - زيّن اللون الأخضر تعاملات الأسواق العالمية في الأسبوع الثاني من سبتمبر، مع تقييم الأسواق لعديد من البيانات الاقتصادية والتطورات السياسية الصادرة في الأيام الأخيرة، وترقب محركات رئيسة تالية في الأسبوع المقبل، على رأسها قرار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وسط إجماع على توقعات الخفض.
وشهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية أداء إيجابياً خلال الأسبوع، مع بلوغ «ناسداك» المركب مستوى قياسياً مرتفعاً جديداً، كما سجل المؤشر الأوروبي مكاسب أسبوعية بنحو 1%، مع استيعاب المتداولين مجموعة من البيانات والأحداث السياسية، بما في ذلك الاضطرابات التي شهدتها فرنسا خلال الأسبوع، وهو ما تكرر في اليابان، حيث سجل نيكاي الياباني صعوداً أسبوعياً بعد استقالة رئيس الوزراء، وحركت عوامل مختلفة سوقي النفط والذهب في الأيام الأخيرة، لتقودهما إلى مكاسب أسبوعية جديدة.
مستويات قياسية
وسجلت مؤشرات «وول ستريت» الرئيسية ارتفاعاً جماعياً خلال الأسبوع، مع وصول مؤشر «ناسداك» إلى أعلى مستوى قياسي عند 22141.10 نقطة في ختام التعاملات، وذلك مقارنة مع 21700.388 نقطة الأسبوع الماضي مرتفعاً 0.4 %.
كما ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنحو 1.6%، منهياً تعاملات الأسبوع الثاني من سبتمبر عند مستوى 6584.29 نقطة، وذلك مقارنة مع 6481.50 نقطة بنهاية الأسبوع الأول، ليسجل المؤشر بذلك أفضل أداء أسبوعي له منذ أوائل أغسطس، وهو خامس أسبوع إيجابي له في ستة أسابيع. وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بنحو 1% وصولاً إلى النقطة 45834.22، مقابل 45400.86 نقطة الأسبوع السابق. ويترقب المستثمرون قرار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الأسبوع الجديد، في الوقت الذي تجمع فيه الأسواق على توقعات بخفض بمقدار ربع نقطة مئوية، بحسب أداة «فيدواتش».
وارتفع معدل التضخم الأساسي في الولايات المتحدة في أغسطس بوتيرة تتوافق مع التوقعات، إذ صعد مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، الذي يستثني فئات الغذاء والطاقة المتقلبة، بنسبة 0.3% على أساس شهري، بحسب بيانات مكتب إحصاءات العمل الصادرة يوم الخميس الماضي.
وخلال الأسبوع شهدت أسهم «أوراكل» زخماً واسعاً بعد توجيهات أفضل من المتوقع تم الإعلان عنها خلال مكالمة الأرباح الأخيرة، ليرتقي السهم بنسبة 25% تقريباً خلال الأسبوع، ويتصدر الرئيس التفنيدي للشركة لاري إليسون لفترة وجيزة قائمة أثرياء العالم.
كما ارتفعت أسهم عملاق الرقائق «إنفيديا» بنحو 6.5% خلال الأسبوع، وسجلت «تسلا» مكاسب أسبوعية بنحو 13% بعد الإعلان عن قائمة مكافآت محتملة لرئيسها التنفيذي، إيلون ماسك، حال تحقيقه جملة من المستهدفات الطموحة، وبما قد تجعله أول تريليونير في العالم.
وتراجعت أسهم «أبل» بأكثر من 2% خلال الأسبوع، وهو الأسبوع الذي شهد الكشف عن منتجاتها الجديدة، كما انخفضت أسهم «أمازون» بنسبة 1.8% تقريباً.
مكاسب أوروبا
وسجل مؤشر «ستوكس» الأوروبي مكاسب أسبوعية بنحو 1%، منهياً التعاملات عند مستوى 554.74 نقطة مقارنة مع 549.21 نقطة بختام الأسبوع السابق، وفي أكبر اقتصاد أوروبي ارتفع مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.4% تقريباً، وصولاً إلى مستوى 23688.61 نقطة مقابل 23596.98 نقطة بنهاية الأسبوع السابق.
كذلك ارتفع مؤشر «كاك» الفرنسي بنحو 2% إلى النقطة 7825.24، مقارنة مع 7674.78 نقطة عند إغلاق الأسبوع الماضي، مع استيعاب المتداولين «الفوضى السياسية» التي شهدتها باريس بعد تعيين خامس رئيس وزراء لها في أقل من عامين، عقب فشل الحكومة السابقة في توحيد البرلمان بشأن خطط الإنفاق المالي، الذي المعتمد على الديون. وصعد مؤشر «فوتسي» البريطاني بنسبة 0.82%، وصولاً إلى مستوى 9283.29 نقطة، وذلك مقارنة مع 9208.21 نقاط.
وشهد الأسبوع ارتفاعاً أسهم المصارف بنحو 4% تقريباً، متعافية من خسائر متتالية سجلتها في شهر أغسطس.
وكان البنك المركزي الأوروبي قد أبقى على أسعار الفائدة، الخميس الماضي، بما يتماشى مع التوقعات، غير أن نظرته المتفائلة بشأن النمو والتضخم قللت من التوقعات بمزيد من التيسير.
المؤشر الياباني
وفي اليابان، حيث تطورات سياسية عاصفة شهدها الأسبوع بعد إعلان رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا، الأحد، استقالته بعد أقل من عام في منصبه، سجلت السوق مكاسب أسبوعية.
ارتفع مؤشر «نيكاي» الياباني بنحو 4% خلال الأسبوع الثاني من سبتمبر، منهياً التعاملات عند مستوى 44768.12 نقطة، مقارنة مع 43018.75 نقطة الأسبوع الماضي، وكان المؤشر قد أنهى تعاملات شهر أغسطس الماضي عند 42718.47 نقطة.
النفط والذهب
وعلى صعيد أسواق النفط فقد سجلت مكاسب أسبوعية بنحو 2%، مع تصاعد المخاوف المرتبطة باضطرابات الإنتاج في ظل التطورات، التي تشهدها الحرب في أوكرانيا. وارتفعت العقود الآجلة لخام «برنت» بنحو 2.27%، لتصل إلى 66.99 دولاراً للبرميل عند تسوية تعاملات الجمعة، مقابل 65.50 دولاراً للبرميل بنهاية الأسبوع الماضي.
كذلك ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بنسبة 1.33% إلى 62.69 دولاراً للبرميل، وذلك مقابل 61.87 دولاراً للبرميل بنهاية الأسبوع الماضي.
وتترقب الأسواق في الوقت نفسه احتمالات فرض إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوم أو عقوبات هادفة إلى تقليص استخدام الهند والصين للخام الروسي.
وكانت وكالة الطاقة الدولية قد رجحت في تقريرها الشهري ارتفاعاً المعروض العالمي من النفط بأكبر من المتوقع هذا العام بسبب زيادات الإنتاج، التي تخطط لها «أوبك بلس».
وفي سياق آخر تعزز توقعات خفض الفائدة من الفيدرالي الأمريكي جاذبية المعدن الأصفر كونه ملاذاً آمن.
وبقيت أسعار المعدن الأصفر قرب أعلى مستوياتها القياسية - التي سجلتها في وقت سابق من الأسبوع - في نهاية التعاملات، لا سيما بعد البيانات المرتبطة بضعف سوق العمل في الولايات المتحدة وتوقعات خفض الفائدة.
ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية الجمعة إلى 3648.55 دولاراً للأونصة، وسجل المعدن الأصفر مكاسب بنسبة 1.7% خلال الأسبوع، وهي المكاسب الرابعة على التوالي. وارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة تسليم ديسمبر 0.3 % لتغلق عند 3686.40 دولاراً للأونصة.