ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 17 أكتوبر 2025 12:06 صباحاً - أكد وليد الظهوري مدير إدارة تقنية المعلومات، في هيئة الطرق والمواصلات بدبي، أن الهيئة استعرضت خلال مشاركتها في «جيتكس 2025»، مشروعاً متقدماً في مجال التحول الرقمي للنقل، يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحليل الحركة المرورية والتنبؤ بها، مشيراً إلى أن المشروع يعدّ الأول من نوعه على مستوى الخليج، في تطبيق هذا النوع من الأنظمة الذكية المتكاملة.
وقال الظهوري، في تصريح خاص لـ«لبيان»، إن الحلول المرورية الذكية التي تقدمها الهيئة، تمثل نقلة نوعية في أساليب التخطيط المروري، إذ أصبح بالإمكان التنبؤ بحركة المرور لثلاث سنوات مقبلة، بالاعتماد على تحليل بيانات تمتد لخمس سنوات سابقة، من خلال منظومة رقمية دقيقة، قادرة على قراءة التغيرات المتوقعة في الكثافة المرورية وأنماط التنقل.
وأشار إلى أن النظام الجديد يهدف إلى دعم قرارات التخطيط الخاصة بالمشاريع المستقبلية، سواء كانت تتعلق بإنشاء جسر جديد، أو توسعة طريق قائم، أو تطوير نفق، إذ يمكن للهيئة من خلاله محاكاة الأثر المتوقع لأي مشروع قبل تنفيذه فعلياً، ومعرفة تأثيره في زمن الرحلة، وحجم الحركة، وسرعة المركبات، وهو ما يسهم في اتخاذ قرارات مبنية على بيانات علمية دقيقة.
وبيّن الظهوري أن النظام السابق كان يعتمد على دراسات ميدانية، تنفذها الشركات الاستشارية، باستخدام أجهزة تُركب في مواقع محددة من الطرق، لقياس زمن الرحلة، وسرعة التدفق المروري، وكانت هذه العملية تتطلب وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً وتكلفة مالية مرتفعة.
أما اليوم، فبات النظام الجديد المعتمد على الذكاء الاصطناعي، يوفر هذه البيانات في غضون أسابيع قليلة فقط، ومن دون أي تكاليف إضافية، إذ يستند إلى قاعدة بيانات رقمية متكاملة، يتم تحديثها باستمرار.
وأضاف أن المشروع مكّن الهيئة من اختصار الجهد والزمن في عمليات التحليل والدراسة، التي كانت تستغرق أشهراً، لتصبح حالياً ضمن أسابيع، مع الحفاظ على دقة النتائج وموثوقيتها، وهو ما يعزز من كفاءة الأداء، ويحقق وفورات مالية كبيرة.
ولفت إلى أن المشروع يعكس حرص الهيئة على تبنّي التقنيات الحديثة، التي تسهم في تحقيق أهداف الاستدامة المرورية والبيئية في آن واحد، موضحاً أن تحسين تدفق الحركة المرورية، يؤدي إلى تقليل الانبعاثات الناتجة عن المركبات، ورفع كفاءة استخدام الطاقة.
وأكد الظهوري أن هذا المشروع يأتي ضمن توجه الهيئة نحو بناء منظومة مرورية استباقية قائمة على الذكاء الاصطناعي، بحيث يمكنها رصد التحديات المحتملة، ووضع الحلول المناسبة قبل وقوعها، ما يسهم في تحسين جودة الحياة، وسلاسة التنقل في الإمارة.
وأضاف أن الهيئة تعمل على تطوير النظام بشكل مستمر، ليتكامل مستقبلاً مع بقية أنظمة النقل في دبي، بما في ذلك المترو والترام والحافلات وسيارات الأجرة، لتكوين قاعدة موحدة لتحليل البيانات، واتخاذ القرار بشكل فوري، من خلال مركز التحكم الموحد EC3، الذي يُعد القلب التقني لإدارة الحركة.