ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 24 سبتمبر 2025 09:38 صباحاً - تُعد الإمارات من أوائل الدول التي انضمت إلى اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون في عام 1985، وأسهمت بفعالية مع المجتمع الدولي في التخلص بشكل كبير من المواد المستنفدة للطبقة. كما انسجمت جهودها في هذا المجال مع استضافتها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP 28)، حيث تسعى الإمارات بجدية إلى تحفيز وتسريع وتيرة العمل العالمي لمواجهة تحديات التغير المناخي والحفاظ على كوكب الأرض.
وحققت الإمارات خلال السنوات العشر الماضية خفضاً بنسبة 35% في استهلاك مجموعة «الهيدروكلوروفلوروكربون»، ما يعكس التزامها الجاد بتنفيذ متطلبات بروتوكول مونتريال، والسعي نحو الحظر الكامل لهذه المواد بحلول عام 2040.
وقالت الدكتورة رهف عجاج، رئيسة قسم إدارة البيئة والصحة العامة في كلية العلوم الصحية بجامعة أبوظبي: «تُعد دولة الإمارات من الدول الرائدة في دعم الجهود الدولية لإعادة تأهيل طبقة الأوزون، إذ ركزت جهودها على تقليل استخدام المواد المستنفدة لطبقة الأوزون بما يتوافق مع اتفاقية فيينا وبروتوكول مونتريال، وذلك من خلال سن التشريعات والقرارات المنظمة لتداول هذه المواد».
وأشارت إلى أن الإمارات كثفت مساعيها لتعزيز الإجراءات والحد من استهلاك هذه المواد الضارة، لما لهذا الملف من أهمية بيئية على المستوى العالمي، إضافة إلى التوعية بالآثار الصحية والبيئية والاقتصادية المترتبة على استخدامها. وأوضح الدكتور بهاء الدين محمود، الأكاديمي بجامعة الإمارات، أن الدولة تسعى جاهدة لتحفيز العمل العالمي لمواجهة تغير المناخ، ولم تكتفِ بإصدار التشريعات لحماية طبقة الأوزون، بل عملت على رفع الوعي بأهمية حمايتها، وتنمية القدرات البشرية العاملة في هذا المجال، إضافة إلى الترويج لاستخدام البدائل الآمنة للمواد المستنزفة للأوزون.
كما شجعت الإمارات القطاع الخاص على المشاركة في استرجاع وتدوير غازات التبريد، وفق شروط وضوابط تضمن توافق أنشطتهم مع المبادئ والأحكام الدولية ذات الصلة.
وأكد الدكتور إبراهيم علي محمد، رئيس جمعية أصدقاء البيئة الإماراتية، أن الجمعية تحرص على تنظيم الفعاليات وبرامج التوعية بمناسبة اليوم الدولي لحفظ طبقة الأوزون، الذي أقرته الأمم المتحدة في 16 سبتمبر من كل عام، إيماناً بأن القرارات الجماعية المستندة إلى العلم هي السبيل لحل الأزمات البيئية الكبرى.
وأشار إلى أن الإمارات قدمت تجربة استثنائية وملهمة في الحد من الانبعاثات الكربونية عبر مختلف القطاعات، من خلال إطلاق العديد من المبادرات والسياسات البيئية.
وأوضح المهندس صالح البلوشي، عضو مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة الإماراتية، أن الدولة بذلت جهوداً رائدة في تعزيز إجراءات الحد من استهلاك المواد المستنزفة لطبقة الأوزون، مؤكداً أهمية التوعية بالآثار الصحية والبيئية والاقتصادية لهذه المواد.
وقال: «طبقة الأوزون تقوم بوظيفة أساسية في حماية الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، وتحللها يؤدي إلى زيادة هذه الأشعة، ما يسبب تسخين الأرض ويهدد الإنسان والحيوان والنبات». وشدد على ضرورة تضافر الجهود واتخاذ إجراءات فعالة لإيجاد حلول عملية تضمن مستقبلاً مستداماً لأجيال الحاضر والمستقبل.
