ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 6 نوفمبر 2025 01:40 صباحاً - نظم المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات «مؤتمر الإمارات الصحفي الدولي»، وذلك للمرة الأولى في الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات، بمشاركة عدد من أصحاب المعالي الوزراء، وحضور أكثر من 200 صحفي وإعلامي يمثلون وسائل إعلام محلية وإقليمية وعالمية كبرى، حيث جاء المؤتمر بمثابة جلسة حوارية مفتوحة لحكومة الإمارات مع مختلف وسائل الإعلام لتسليط الضوء على أبرز المستجدات والتوجهات والإنجازات الحكومية في قطاعات حيوية وملفات وطنية، كما مثل المؤتمر إطلالة شاملة على مجالات رئيسية تتصل بالاستثمار، والطاقة، والذكاء الاصطناعي والمساعدات الخارجية للدولة، إضافة إلى أبرز الإنجازات الاقتصادية للإمارات وخططها الاستراتيجية لترسيخ ريادتها العالمية.
ويترجم هذا الحدث غير المسبوق رؤية حكومة الإمارات في تطوير منظومة إعلامية وطنية متكاملة تواكب التغيرات العالمية وتلبي تطلعات المجتمع الإماراتي، وفق منهج عمل يتبنى مبدأ الحوار والشفافية، وبناء شراكات راسخة مع كبرى المؤسسات الإعلامية المحلية والإقليمية والدولية، بما يبرز قصة نجاح الإمارات على صعد الاقتصاد والتنمية المستدامة، والقوة الناعمة، والمنجز الحضاري المتكامل إنسانياً ومجتمعياً، وتفاعلها البناء مع المستجدات الدولية، وتأثيرها الإيجابي في القضايا العالمية الملحة، ومبادرتها إلى قيادة الجهود الدولية لمساعدة المجتمعات الأكثر احتياجاً، وترسيخ قيم التعاون والسلام بين شعوب العالم.
5 ثوابت إماراتية
وأكد معالي محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، أن «مؤتمر الإمارات الصحفي الدولي» يهدف إلى تعزيز مبدأ الشفافية والتواصل بين الحكومة ووسائل الإعلام، مشيراً معاليه إلى أن دولة الإمارات اليوم هي دولة عالمية، ومحطة اقتصادية رئيسية، ومحل اهتمام قادة الرأي وصناع القرار عالمياً، وأنه من المهم نقل أهم التوجهات، ومناقشة حصيلة أعمال دولة الإمارات خلال الفترة الماضية، ومشاريعها المستقبلية في الاقتصاد، والاستثمار، والعمل الحكومي، والتكنولوجيا، والتعاون الدولي. وقال معاليه: «إن دولة الإمارات لديها 5 ثوابت منذ تأسيسها، وهي التي توجّه أجندتها وقراراتها وسياساتها، ومن الضروري فهم هذه الثوابت والاستناد إليها عند تحليل أو تقييم كل القرارات والسياسات».
وذكر معاليه أن الثابت الأول هو «الانفتاح الاقتصادي»، وقال معاليه: «نحن دولة تبنّت الانفتاح الاقتصادي منذ تأسيسها، لاستقطاب العقول والمواهب، وجذب الاستثمارات وبناء شراكات تجارية واقتصادية مع دول العالم، وهذا الانفتاح هو مقوّم رئيسي في تنويع اقتصادنا، وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في القمة العالمية للحكومات عام 2015، أننا نريد أن نحتفل بتصدير آخر برميل نفط بعد خمسين عاماً».
وأضاف: «اليوم وبحمد الله وصلت مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي إلى 77.5% في النصف الأول من عام 2025، مع المستهدف حسب الخطة رفعها إلى 80% بحلول 2031، وبإذن الله سنحقق المستهدف قبل هذه الفترة، كما حققت التجارة الخارجية غير النفطية من السلع والخدمات نحو 27 تريليون درهم خلال السنوات العشر السابقة، ونتوقع أن يتم تحقيق نمو يتجاوز الضعف خلال السنوات العشر المقبلة ليصل إلى ما لا يقل عن 68 تريليون درهم في عام 2035».
وقال معاليه: «مبدأ الانفتاح الاقتصادي ليس خياراً مؤقتاً، بل عهد مستمر للخمسين عاماً المقبلة، رسالتنا واضحة لكل من يؤمن بنموذج الإمارات.. ستبقى الإمارات بوابة الفرص، وعاصمة الثقة، ومركز المستقبل».
وأوضح أن الثابت الثاني هو «العلاقات السياسية المتوازنة»، وقال معاليه: «تقود دولة الإمارات، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، ونوابه وحكام الإمارات، علاقات دولية متوازنة بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب، قائمة على المصالح المتبادلة، وترسيخ التنمية الاقتصادية المشتركة، وفي آخر 3 سنوات فقط وقّعنا اتفاقيات اقتصادية وشراكات شاملة مع 32 دولة حول العالم، واليوم بلغ معدل نمو التجارة الخارجية غير النفطية في النصف الأول من هذا العام 24.5% مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي، أي 14 ضعف المعدل العالمي».
وأضاف معاليه: «ستواصل القيادة حرصها على ترسيخ علاقات متوازنة ومستقرة ومزدهرة وفق نهج راسخ منذ التأسيس، يقوم على الانفتاح على دول العالم، والتعاون مع الجميع دون استثناء، فكما تكرر قيادتنا دائماً بأن العالم يدار بالعقلانية والتوازن، وأن التنمية والسلام وجهان لعملة واحدة، دولة الإمارات لا تنحاز شرقاً أو غرباً، بل تنحاز للمستقبل.. المستقبل الذي يحمل الاستقرار والازدهار والتنمية والسلام».
ولفت معاليه إلى أن الثابت الثالث هو «المرونة في عملنا الحكومي»، حيث أصبحت المرونة جزءاً من هوية الحكومة الإماراتية، والقرار الحكومي قائم على مواكبة المتغيرات والتكيّف مع المستجدات، خاصة الاقتصادية والتكنولوجية.
وقال معالي محمد القرقاوي: «نتعامل مع التحديات بسرعة ووعي، كما أثبتت دولتنا خلال أزمة كورونا ذلك بقرارات جريئة لدعم الاقتصاد، وعلى سبيل المثال أيضاً، بعد إصدار القانون الاتحادي الذي سمح بتملك الأجانب 100% من الشركات التجارية، نما عدد الشركات في الدولة خلال السنوات الخمس الماضية بنسبة 235%، لتصل إلى أكثر من 1.3 مليون شركة بنهاية النصف الأول من هذا العام، بعد أن كانت 400 ألف شركة فقط في الفترة نفسها من العام 2020».
وأضاف معالي محمد القرقاوي: «نحن نواكب الاتجاهات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية بقدرتنا على التكيّف دون فقدان البوصلة، وخلال السنوات الثلاث الماضية فقط تم تحديث 80% من التشريعات، ما أحدث قفزات تنموية كبيرة في الدولة.. قراراتنا سريعة في دولة الإمارات في التنفيذ، دقيقة في التوقيت، واضحة في الهدف، لأن التباطؤ في زمن التحولات شكل من أشكال التراجع».
ونوه معالي محمد القرقاوي بأن الثابت الرابع هو «التكنولوجيا محرّك أساسي للتنمية والتقدم»، وقال: «لا ننظر للتكنولوجيا كمجرّد أداة، بل ركيزة أساسية في بناء الاقتصاد، وتطوير التعليم، وتحسين جودة الحياة، الإمارات اليوم جعلت الذكاء الاصطناعي جزءاً من مناهجها الدراسية من الصف الأول حتى الثاني عشر، واليوم نحن في المركز الأول عالمياً في تبني الذكاء الاصطناعي في مكان العمل بحسب تقرير نشرته مايكروسوفت قبل أيام».
وأضاف: «دولتنا اليوم من أكبر المستثمرين العالميين في هذا المجال، وشهدنا إطلاق مشروع «ستارجيت» في مايو الماضي، لتؤكد موقعها بين الدول الأكثر استعداداً للمستقبل، بالإضافة إلى مشاريع أخرى في هذا المجال. توجيهات القيادة واضحة: ألا نواكب الثورة التقنية فحسب، بل نقودها، ولا ننتظر المستقبل، بل نكون في قلب تصميمه وصناعته».
وذكر معالي محمد القرقاوي أن الثابت الخامس في نهج الإمارات هو «الإنسان محور التنمية وغايتها»، وقال معاليه: «المؤشرات الصحية والتعليمية والإسكانية ومعدلات الدخل تؤكد أننا حققنا هذا الهدف ونواصل البناء عليه»، مشيراً إلى أن 91 % من المواطنين يمتلكون مساكن في دولة الإمارات، وهي من أعلى النسب عالمياً، ما يعكس نجاح السياسات الإسكانية في تحقيق الاستقرار الأسري.
وأضاف: «في الجانب الصحي، نحن من أعلى الدول في متوسط العمر المتوقع بفضل جودة الرعاية والتغطية الصحية، كما أن الإمارات في المركز الأول عالمياً في معدلات الالتحاق بالتعليم الابتدائي والعالي، وتحتل المرتبة التاسعة عالمياً في رأس المال البشري وفق تقرير المواهب العالمية».
وقال معاليه: «رؤية «نحن الإمارات 2031» حققت منذ إطلاقها قبل ثلاث سنوات 67% من مستهدفاتها في المجتمع والاقتصاد والتعاون الدولي والمنظومة الحكومية.. هدف كل سياسة هو الإنسان، ومحور كل خطة استقراره وازدهاره، وغاية المسيرة بناء أفضل حياة للبشر على أرض دولة الإمارات».
وختم معالي محمد القرقاوي بالقول: «دولة الإمارات مستمرة على هذه الثوابت، الانفتاح على العالم وعلى الشعوب، نهجنا هو التوازن السياسي، والمرونة في قرارات الحكومة بما يخدم مسيرة التنمية، والرهان على التقنية والتكنولوجيا كمحرك أساسي، والنهج الأهم هو التركيز على الإنسان.. ثوابتنا واضحة، ورؤيتنا راسخة، وقيادتنا لا تعرف المستحيل».
