ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 28 سبتمبر 2025 12:06 صباحاً - أشاد كبار المسؤولين في الصين بالرؤية العربية للاقتصاد الرقمي، مؤكدين أن الإمارات تمثل نموذجاً في الابتكار وقيادة التحول الرقمي في المنطقة.
جاء ذلك خلال سلسلة من اللقاءات التي عقدها الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي مع عدد من كبار المسؤولين في مقاطعات صينية عدة، شملت هاينان وشنغهاي وجيجيانغ، إضافة إلى منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، وذلك على هامش المعرض العالمي للتجارة الرقمية المقام في مدينة هانغتشو الصينية.
ومن أبرز هذه اللقاءات، الاجتماع مع بول تشان، وزير المالية في هونغ كونغ، والذي جرى خلاله بحث التعاون في تأسيس صندوق استثماري صناعي مشترك لدعم مشاريع الاقتصاد الرقمي، بجانب استعراض دور مكتب الاتحاد في هونغ كونغ كمنصة للتواصل مع المؤسسات المحلية.
وأكد الوزير أهمية الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي، مشيراً إلى أن الإمارات قدمت نموذجاً متقدماً في دعم الابتكار والتحول الرقمي على مستوى المنطقة.
كما اجتمع الوفد مع وكالة هونغ كونغ للاستثمار، حيث ناقش الجانبان فرص إطلاق مبادرات مشتركة في مجالات التكنولوجيا المالية ومراكز البيانات، وتنظيم فعاليات لتعريف الشركات العربية بالبيئة الاستثمارية في المدينة وربطها بشبكات الابتكار العالمية.
وأعربت الوكالة عن تقديرها لمبادرات الاتحاد، مؤكدة أن الشراكة مع الاقتصادات العربية تمثل إضافة نوعية لمسار التعاون الدولي في الاقتصاد الرقمي.
من جهة أخرى، التقى وفد الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، فنغ فاي، أمين لجنة مقاطعة هاينان التابعة للحزب الشيوعي الصيني والسيد نينغ هونغ ون، رئيس لجنة مقاطعة هاينان التابعة للمجلس الصيني لترويج التجارة الدولية، عضو غرفة تجارة وصناعة هاينان، وعدداً من كبار المسؤولين الحكوميين، حيث جرى بحث فرص التعاون في مجالات مراكز البيانات، والأنظمة المالية الرقمية، وآليات انتقال البيانات عبر الحدود.
وأكد أمين اللجنة في الاجتماع أن الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي تشكل إطاراً متقدماً للتعاون الدولي، مشيداً بدور الإمارات في دعم هذه الرؤية وتبني مبادرات إستراتيجية تسهم في نمو وتقدم الاقتصاد الرقمي العربي.
كما استعرض الجانبان مزايا ميناء هاينان للتجارة الحرة، وما يوفره من بيئة تنظيمية متقدمة تسهم في استقطاب الاستثمارات ودعم الابتكار.
وتم الاتفاق على توطيد التعاون في مجالات البرمجيات، والزراعة الذكية، والسياحة الرقمية، إلى جانب تنظيم فعاليات دولية مشتركة لعرض التجارب وتبادل الخبرات.
من ناحية أخرى، التقى وفد الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، تشانغ ينغ، نائبة الأمين العام، حكومة بلدية شنغهاي الشعبية، وتطرق اللقاء إلى إنجازات المدينة في مجال الاقتصاد الرقمي، من بينها منصة تبادل البيانات، ودعم الشركات الناشئة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، والتجارة الإلكترونية.
وأكدت المسؤولة الصينية أن الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي تمثل نقطة التقاء للتعاون الإقليمي والدولي، مشيرة إلى أن الإمارات لعبت دوراً ريادياً في ترسيخ الابتكار والتحول الرقمي في المنطقة العربية.
وناقش الجانبان فرص التعاون في تطوير المنظومات الرقمية العربية بالاستفادة من الخبرات الصينية، بما يعزز ويُمكّن الاقتصادات العربية في التجارة الرقمية العالمية ويدعم التنمية المستدامة.
واختتمت الجولة بزيارة مقاطعة جيجيانغ، حيث عقد وفد الاتحاد اجتماعاً مع لو شان، نائب حاكم مقاطعة تشجيانغ ، تناول آفاق التعاون في مجالات التجارة الرقمية، والحلول المالية المبتكرة، وبرامج دعم رواد الأعمال.
وأشاد نائب الحاكم بالرؤية العربية للاقتصاد الرقمي وما تتضمنه من مبادرات استراتيجية، مؤكداً أن الإمارات تمثل مركزاً مؤثراً في قيادة الابتكار الرقمي والتنمية الاقتصادية القائمة على التكنولوجيا.
جناح
ويشهد جناح الإمارات في المعرض العالمي للتجارة الرقمية المقام في مدينة هانغتشو، إقبالاً واهتماماً كبيرين من الشركات والمستثمرين الدوليين ومختلف الزوار، لما يقدمه من فرص وخدمات ومعرفة متطورة تدعم التجارة الرقمية، ويعكس ما تمتلكه الدولة من مقومات أساسية، سواء على صعيد البنية التحتية أو التقنيات الحديثة، التي تجعل منها وجهة رائدة في مجالات التجارة الرقمية.
وقال خليفة الجزيري، مدير إدارة التراخيص في وزارة الاقتصاد والسياحة، إن العالم أصبح قرية واحدة، والتجارة القادمة هي التجارة الرقمية، ومع توفر سرعات الإنترنت العالية وتقنية الجيل الخامس 5G، إضافة إلى أنظمة التوصيل المتطورة، أصبح بالإمكان إيصال المنتجات داخل الإمارات خلال نصف ساعة تقريباً، لافتاً إلى أن هذه العوامل جميعها تسهل على الشركات العالمية دخول السوق الإماراتي عبر المنصات الرقمية والتطبيقات الحديثة.
وأوضح أن المشاركة الإماراتية في المعرض لم تقتصر على جذب الشركات الأجنبية إلى الإمارات فقط، بل تشمل أيضاً تمكين الشركات الوطنية من الوصول إلى أسواق عالمية مثل الصين ودول أخرى يبلغ عددها 56 دولة مشاركة في المعرض، بما يعزز فرص النمو والانتشار دولياً.
وأكد الجزيري أن هذه الفعالية تعد فرصة كبيرة لرواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة للتعرف على أحدث المنتجات في الأسواق العالمية، والاستفادة منها لتطوير منتجاتهم محلياً، بما يسهم في تعزيز مكانة الإمارات مركزاً رئيسياً للتجارة الرقمية في المنطقة والعالم.
