ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 2 أكتوبر 2025 08:46 صباحاً - من شاب روسي هاجر مع عائلته إلى الولايات المتحدة، إلى مؤسس مشارك لشركة جوجل، أصبح سيرجي برين أحد أبرز رموز التكنولوجيا العالمية في العصر الحديث. رحلته من موسكو إلى وادي السيليكون تمثل قصة إلهام لكل من يسعى لتحقيق أحلامه عبر الابتكار والاجتهاد.
وُلد سيرجي برين في موسكو عام 1973 ، في سن السادس انتقلت أسرته إلى الولايات المتحدة، واستقرت في ولاية ماريلاند. هناك، التحق برين بمدرسة مونتيسوري، وهي بيئة تعليمية تشجع على الاستقلالية والفضول العلمي، ما ساعده على تنمية مهارات التفكير النقدي وحب الاستكشاف منذ صغره.
أظهر برين اهتماماً مبكراً بالرياضيات والعلوم، وهو ما دفعه لاحقًا لدراسة الرياضيات وعلوم الكمبيوتر في جامعة ماريلاند. بعد تخرجه، واصل تعليمه في جامعة ستانفورد، حيث حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في علوم الكمبيوتر.
في ستانفورد، التقى برين بشريكه المستقبلي لاري بيج، وبدأ الاثنان العمل على مشروع محرك البحث الذي كان يعرف آنذاك باسم BackRub.
في عام 1997، سجلا نطاق google.com، وأسسا في 1998 شركة جوجل رسمياً، التي سرعان ما أصبحت واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم.
فكرة جوجل كانت ثورية، تطوير محرك بحث يمكنه تحليل الروابط بين المواقع لتقديم نتائج أكثر دقة وملاءمة للمستخدمين. هذه البساطة والفعالية جعلت جوجل تتصدر سوق البحث على الإنترنت خلال سنوات قليلة، لتصبح اليوم منصة أساسية للمعلومات حول العالم.
قاد سيرجي برين في جوجل العديد من المشاريع الطموحة والمبتكرة، مثل Waymo للسيارات ذاتية القيادة، وGoogle Glass للنظارات الذكية، إضافة إلى Google Lens وتقنيات التعرف على الصور والنصوص. كما ترأس مختبر Google X، الذي يركز على تطوير مشاريع مستقبلية مثل البالونات الجوية لتوفير الإنترنت للمناطق النائية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
على صعيد الثروة، وفقاً لمؤشر Bloomberg Billionaires في سبتمبر 2025، تُقدّر ثروة برين بحوالي 200 مليار دولار، معظمها من حصته في شركة ألفابت، الشركة الأم لجوجل، ما يجعله من بين أغنى الأشخاص في العالم. هذه الثروة مكنته من الاستثمار في مشاريع بحثية وعلمية ضخمة، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والطب.
ويشتهر برين بدعمه للأبحاث العلمية، خصوصاً المتعلقة بمرض باركنسون، الذي أصيب به بعض أفراد عائلته، حيث تبرع في عام 2025 بأكثر من 500 مليون دولار لتمويل الأبحاث والعلاجات المحتملة.
بعد مغادرته جوجل في 2019، عاد برين في 2023 للعمل على تطوير مشاريع الذكاء الاصطناعي، لا سيما مشروع Gemini الذي يهدف إلى تحقيق الذكاء الاصطناعي العام، مما يعكس رؤيته لمستقبل التكنولوجيا واهتمامه بتطبيقاتها العملية في تحسين حياة البشر.
سيرجي برين يمثل اليوم رمزاً للتفوق العلمي والريادة في مجال التكنولوجيا، فهو لم يكتفِ ببناء واحدة من أكبر شركات العالم، بل سعى دائمًا لدفع حدود الابتكار. من البحث على الإنترنت إلى السيارات ذاتية القيادة والذكاء الاصطناعي، يستمر تأثيره في تشكيل مستقبل التكنولوجيا العالمية. قصته تبرز كيف يمكن للإصرار والشغف بالعلم أن يحول حلم شاب مهاجر إلى إمبراطورية تكنولوجية عالمية.
