ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 2 أكتوبر 2025 12:38 مساءً - دخل رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك التاريخ بعد أن أصبح أول ملياردير في العالم تتجاوز ثروته 500 مليار دولار، في إنجاز غير مسبوق يعكس التحولات العميقة في صناعة السيارات الكهربائية والتكنولوجيا المستدامة.
ووفقًا لمجلة "فوربس"، قفزت ثروة ماسك إلى هذا الرقم القياسي يوم أمس الأربعاء، متفوقا بنحو 150 مليار دولار على لاري إليسون، الشريك المؤسس لشركة "أوراكل" وصاحب المركز الثاني في قائمة أغنى أغنياء العالم.
ويعود الفضل الأكبر في هذا الارتفاع التاريخي إلى الأداء القوي لشركة تسلا التي أسسها ماسك عام 2003، حيث واصل سهم الشركة تسجيل قفزات كبيرة مدفوعا بالمبيعات المرتفعة والطلب العالمي المتزايد على السيارات الكهربائية. ففي منتصف ديسمبر الماضي، وصل سعر سهم تسلا إلى نحو 1200 دولار، بزيادة تفوق 25% مقارنة بالربع السابق، ما عزز القيمة السوقية للشركة ودفع ثروة ماسك إلى مستويات غير مسبوقة، وفقا لموقع berawangnews.
وخلال السنوات الخمس الماضية، قفزت ثروة ماسك من 24.6 مليار دولار في مارس 2020 إلى 100 مليار في نهاية العام نفسه، ثم إلى 200 مليار في 2021، و400 مليار في 2024، قبل أن تتجاوز هذا الأسبوع نصف تريليون دولار.
وتُقدّر "فوربس" أن ماسك قد يصبح أول تريليونير في التاريخ بحلول عام 2033 إذا استمر هذا النمو، خصوصا مع بدء تنفيذ حزمة تعويضات مقترحة من تسلا بقيمة تريليون دولار.
وتعكس هذه القفزة صعود صناعة السيارات الكهربائية عالميا، إذ تشير وكالة الطاقة الدولية إلى أن مبيعات المركبات الكهربائية ارتفعت بنسبة 60% في عام 2022 مقارنة بالعام السابق. كما تسهم رؤية ماسك الشمولية في تحويل تسلا من شركة سيارات إلى شركة طاقة مستدامة، من خلال منتجات تشمل الألواح الشمسية والبطاريات المنزلية.
ورغم احتفاظ تسلا بحصة سوقية تقارب 60% من سوق السيارات الكهربائية الأمريكية، إلا أنها تواجه منافسة متزايدة من شركات كبرى مثل "فورد" و"جنرال موتورز" و"فولكسفاغن" التي تضخ مليارات الدولارات لتطوير طرازاتها الكهربائية. غير أن شبكة الشحن الواسعة لتسلا وتفوقها التكنولوجي يمنحانها ميزة تنافسية واضحة.
ويمتد تأثير ماسك إلى ما هو أبعد من قطاع السيارات، إذ يسهم نجاح شركة سبيس إكس، التي تُقدر قيمتها بنحو 400 مليار دولار، بنحو 168 مليار دولار من ثروته، إلى جانب سيطرته على شركة xAI المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.
وقد أثار تضخم ثروة ماسك نقاشات واسعة حول عدم المساواة الاقتصادية ودور الأثرياء في المجتمع، في حين يؤكد ماسك التزامه بالتبرع بجزء كبير من ثروته لدعم الطاقة المتجددة والتعليم. ويُتوقع أن تستمر الشركة في لعب دور محوري في مستقبل النقل العالمي، بينما يواصل ماسك ترسيخ مكانته كأكثر الشخصيات تأثيرا في عالم التكنولوجيا والابتكار.
