حال المال والاقتصاد

لماذا دعا وارن بافت بيل غيتس لتناول الغداء في ماكدونالدز؟

لماذا دعا وارن بافت بيل غيتس لتناول الغداء في ماكدونالدز؟

ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 15 نوفمبر 2025 09:06 مساءً - أكد الملياردير الأميركي وارن بافت، أحد أنجح المستثمرين في التاريخ، أن جمع ثروات طائلة لا يعني بالضرورة بلوغ العظمة أو التميز، جاء ذلك في رسالته الأخيرة إلى مساهمي شركة بيركشاير هاثاواي، التي نُشرت يوم الاثنين، حيث شدد بافت على أن العظمة لا تأتي من المال أو الشهرة أو النفوذ السياسي.

يُعرف بافت، البالغ من العمر 95 عاماً والملقب بـ"عرّاف أوماها"، بثروته الهائلة التي تبلغ حوالي 150 مليار دولار، ما يجعله من أغنى أغنياء العالم، ورغم ذلك، يواصل بافت عيش حياة متواضعة وبسيطة، محافظاً على أسلوبه المقتصد الذي اعتمده طوال سبعة عقود من مسيرته المهنية.

وقال بافت في رسالته: "العظمة لا تتحقق من خلال جمع كميات هائلة من المال، أو الظهور الإعلامي الواسع، أو القوة الكبيرة في الحكومة. عندما تساعد شخصاً ما بأي من آلاف الطرق، فأنت تساعد العالم. اللطف بلا تكلفة لكنه لا يُقدّر بثمن. سواء كنت متديناً أم لا، من الصعب أن تجد أفضل من القاعدة الذهبية لتوجيه سلوكك"، وفقا لـ Fortune.

ويُعرف بافت بحبه لتناول وجبات ماكدونالدز الرخيصة، وقيادته سيارة قديمة، والعيش في منزله المتواضع في أوماها بولاية نبراسكا.

ويُظهر بافت أن ثروته الضخمة لم تغيّر من عاداته اليومية، فهو يستمر في قص قسائم الخصم، ويختار الوجبات الاقتصادية، وكان قد اصطحب بيل غيتس لتناول الغداء في ماكدونالدز بدلاً من مطعم فاخر، مما يوضح أنه يقدّر البساطة والاقتصاد أكثر من مظاهر الثراء.

كما لا يزال بافت يعيش في المنزل نفسه الذي اشتراه عام 1958 مقابل 31,500 دولار، رغم أن قيمته السوقية اليوم تصل إلى نحو 1.3 مليون دولار، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بما يمكنه شراؤه من منازل فاخرة، ويقول بافت إن قيمة المنزل تكمن في الذكريات العائلية التي صنعها هناك مع أولاده الثلاثة، لا في ثمنه السوقي.

وتتجلى فلسفة بافت في التعامل مع الأموال أيضاً في تجنبه شراء السيارات الفارهة، فقد قاد لسنوات سيارة عمرها 20 عاماً لأنها أكثر أماناً، ووضعت لوحة أرقامها كلمة THRIFTY أي "مقتصد".

ويشير بافت إلى أن الانغماس في مظاهر الثراء قد يكون مضراً بالسعادة، مؤكداً أن مستوى المعيشة لا يوازي بالضرورة تكلفة الحياة بعد نقطة معينة.

يؤكد وارن بافت من خلال حياته وأسلوبه العملي أن العظمة الحقيقية تُقاس بالقيم الإنسانية، مثل اللطف والمساواة والمساعدة المتبادلة، وليس بالمال أو الترف، وهو بذلك يقدم مثالاً نادراً عن شخص ثري للغاية يرفض الانجراف وراء مظاهر الثراء الفاخر، متمسكاً بمبادئه البسيطة في الحياة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا