ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 12 أكتوبر 2025 12:06 صباحاً - تشهد الإمارات، وفي مقدمتها دبي، طفرة غير مسبوقة في استقطاب الأثرياء حول العالم، ما يجعلها الوجهة الأكثر جذباً للمليونيرات في عام 2025.
ووفقاً لتقرير «هينلي لهجرة الثروات الخاصة»، من المتوقع أن ينتقل إلى الدولة نحو 9800 مليونير هذا العام وحده، وهو الرقم الأعلى عالمياً، بما يعادل تدفق ثروات تُقدَّر بـ63 مليار دولار.
وتتميز دبي بمزيج فريد من الاستقرار الأمني والسياسي، إلى جانب بيئة اقتصادية مرنة تشجع على الاستثمار وتؤمّن بنية تحتية عالمية المستوى. وفي وقت تتأثر فيه العديد من الاقتصادات العالمية بالتوترات التجارية والتقلبات السياسية، تقدم الإمارة نفسها كملاذ آمن ومحايد يتيح للأثرياء الحفاظ على ثرواتهم وتنميتها.
كما ساعد برنامج الإقامة المبسط «التأشيرة الذهبية» في تعزيز جاذبية دبي، إذ يمنح المستثمرين ورجال الأعمال إقامة طويلة الأمد مع حوافز ضريبية منافسة، ما جعلها من أبرز البدائل أمام النخب الثرية مقارنة بوجهات تقليدية مثل لندن أو نيويورك.
ويعد انخفاض الأسعار والتكلفة المناسبة نقطة قوة إضافية لدبي؛ فهي تمنح الأثرياء بيئة فاخرة للعيش والاستثمار بكلفة أقل نسبياً من مدن أخرى، مع خدمات عالية الجودة تشمل العقارات الفاخرة، والرعاية الصحية الخاصة، وشبكة اتصالات ومواصلات متطورة تربطها بالأسواق العالمية، هذا التوازن بين الرفاهية والجدوى الاقتصادية جعل من دبي مركزاً عالمياً جديداً لرأس المال، ليس فقط للأفراد الباحثين عن نمط حياة مترف، بل أيضاً للعائلات والمكاتب الاستثمارية التي ترى في الإمارات منصة استراتيجية لإدارة أعمالها وبناء إرثها المالي.
وفي 2025، يشهد العالم موجة غير مسبوقة من هجرة الأثرياء، إذ يكشف تقرير الثروات لعام 2025 أن نحو 142 ألف مليونير سيغيّرون أماكن إقاماتهم هذا العام وحده.
وكشفت أرقام التقرير أنه من المتوقع أن تستقطب الإمارات 9800 مليونير، تليها الولايات المتحدة بأكثر من 7000 مليونير جديد، تليها إيطاليا بـ 3600 مليونير، ودول أخرى مثل سويسرا والسعودية وسنغافورة والبرتغال واليونان وكندا وأستراليا ستشهد بدورها تدفقات لافتة من الأثرياء.
وفي عام 2025، تتصدر سنغافورة قائمة المدن الأكثر فخامة للأثرياء، تليها لندن وهونغ كونغ وموناكو، فيما تشمل القائمة أيضاً زيورخ وشنغهاي ودبي ونيويورك وباريس وميلانو. وسط هذه الخريطة، تبرز دبي بشكل استثنائي، إذ يُتوقع أن تستقطب العدد الأكبر من المليونيرات المهاجرين عام 2025.
وبحسب موقع «فاينانشال إكسبريس»، فإن اللافت في دبي، رغم مكانتها كوجهة رئيسية، أنها تظل أقل كلفة مقارنة بالمدن الكبرى، ما يجعلها خياراً استراتيجياً يجمع بين الرفاهية والكفاءة المالية.
ولم تعد الهجرة جسدية فقط، وقاصرة على الأفراد أصحاب الثروات العالية، فأسماء بارزة مثل بافل دوروف (مؤسس تليغرام)، ومايكل إدوارد بلات (إمبراطور صناديق التحوط)، والصناعيين جون فريدريكسن، وفينود أداني، وسونيل فاسواني، وناصف ساويرس، تتوسع نحو دبي وغيرها من المراكز الجاذبة للأعمال، والقاسم المشترك بينها جميعًا هو بيئة أعمال مواتية تتسم بهياكل ضريبية فعالة، وأنظمة تنظيمية حديثة، وسهولة في ممارسة الأعمال وبالتالي تحتضن الإمارة المزيد من الأثرياء وأيضاً مشاريع الأعمال.
كما لم تعد الهجرة المليونية حدثاً هامشياً، بل أصبحت محور إعادة توزيع الثروات عالمياً، فهي تحدد مراكز النفوذ الجديدة، وأماكن تركّز رأس المال، وبؤر بناء الإرث المستقبلي.
