ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 12:22 مساءً - أكدت هدى الهاشمي، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية، أن دولة الإمارات فعلت خرائط التحول ضمن مبادرة "نحن الإمارات 2031 لتعزيز الجاهزية الوطنية"، وبينت أن الاستراتيجية ليست طريقاً يُمهد مرة واحدة وللأبد، بل شبكة حية من الطرق ، مؤكدة أن هذا المفهوم يقود المرحلة التالية من العمل الحكومي في دولة الإمارات عبر نهج "الخيارات الاستراتيجية"، الذي يهدف إلى الاستعداد لمستقبلات متعددة وتقليل مخاطر الغد عبر الجاهزية المدروسة.
وأضافت، خلال "جلسة الخيارات الاستراتيجية: رسم السياسات في عالم مضطرب" ضمن الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية 2025 في دبي، أن "لخيارات الاستراتيجية" تمثل انتقالاً من التفكير الخطي إلى التخطيط الديناميكي القائم على المرونة، بحيث يمكن تفعيل الخيار المناسب في اللحظة المناسبة. وأشارت إلى أن هذا النهج يعكس رؤية القيادة الرشيدة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في يوليو الماضي، حين وجّه بإطلاق دورة التخطيط الاستراتيجي الجديدة للحكومة الاتحادية لعام 2031، القائمة على الابتكار والمرونة واستشراف التحديات.
وأوضحت أن العالم يشهد تغيرات متسارعة تتقاطع فيها التقنيات وتُعاد فيها هيكلة الأسواق، بينما تتخطى المخاطر الحدود بسرعة انتشار الأفكار، مضيفة: "في تقرير المخاطر العالمية 2025، يرى 62 في المائة من الخبراء أن العقد المقبل سيكون مضطرباً، حيث يهدد عدم اليقين المناخي بخسارة 26 مليون محصول سنوياً، في حين تنمو فئة من تجاوزوا الخامسة والستين بنسبة 36٪ لتصل إلى 1.2 مليار نسمة، ما يعيد تشكيل أنظمة التقاعد والرعاية الصحية وسوق العمل العالمي".
وبيّنت الهاشمي أن الإمارات تتعامل مع هذه التحولات برؤية عملية تركز على التخطيط القابل للتطور، لا على التنبؤ المطلق، مضيفة أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يمنحان الدولة أدوات أكثر دقة لرصد “المتغيرات غير المتوقعة” والاستعداد لها، بحيث لا يفاجئها المستقبل بل تتقدمه بثقة.
وقالت إن مفهوم المرونة ليس جديداً على المنطقة، مشيرة إلى أن "أجدادنا غيروا مساراتهم وتجاوزوا الأزمات، قبل أن يصبح مصطلح المرونة متداولاً، لأنها كانت أسلوب حياتهم، وجوهر الخيارات الاستراتيجية التي نبني عليها اليوم".
ولفتت إلى أن 86 في المئة من مجالس الإدارات حول العالم خصصت أدواراً للإشراف على المخاطر، فيما منحت 73 في المئة منها وقتاً أكبر لبناء السيناريوهات والتخطيط الاستراتيجي هذا العام، ما يعكس إدراكاً عالمياً متزايداً لأهمية "الخيارات" كعنصر في اتخاذ القرار.
وأضافت أن الدولة، بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي وبدعم من شركة "كيرني"، تطلق 7 مجالس للذكاء الاستراتيجي تُعنى بتحويل الرؤى إلى خيارات تنفيذية في أولويات وطنية تشمل: الاقتصاد والسياحة، الذكاء الاصطناعي والتقنيات، الأمن الغذائي والمائي، مستقبل العمل والمهارات، الطاقة والبنية التحتية، التجارة والاستثمار، والصحة وجودة الحياة.
وقالت :"نحن في دولة الإمارات لا نقف متفرجين أمام التحولات، بل نرسم الأسس والمسارات التي تضمن لنا الثبات مهما تغيّر الطقس. فمبادرة "نحن الإمارات 2031" ليست وجهة فحسب، بل رحلة وطنية نحو خيارات واختراقات جديدة في عالم متغيّر".