ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 16 أكتوبر 2025 10:10 صباحاً - 15 % فقط تمويل الخطط الإنسانية للأمم المتحدة
أكدت ساجدة الشوا، مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن ضعف التمويل يمثل التحدي الأكبر الذي تواجهه منظومة العمل الإنساني العالمية في الوقت الراهن، مشيرة إلى أن الخطط الإنسانية للأمم المتحدة ممولة حالياً بنسبة لا تتجاوز ما بين 10 إلى 15% فقط، رغم الزيادة الكبيرة في أعداد المتأثرين بالأزمات والكوارث حول العالم.
وقالت الشوا في تصريح خاص لـ«حال الخليج» على هامش الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية والأمن السيبراني المنعقدة في دبي، إن عدد الأشخاص المحتاجين إلى مساعدات إنسانية عاجلة بلغ نحو 300 مليون شخص حول العالم، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، لاسيما التقرير السنوي Global Humanitarian Overview الصادر عن مكتب «أوتشا»، والذي يرصد الوضع الإنساني في مختلف الدول والمناطق المتضررة.
أزمات سياسة
وأوضحت، أن ازدياد الأزمات السياسية والنزاعات المسلحة، إلى جانب تأثيرات التغير المناخي والكوارث الطبيعية، أدى إلى تفاقم حجم الاحتياجات الإنسانية بشكل غير مسبوق، ما يفرض ضغوطاً كبيرة على المجتمع الدولي وعلى الجهات المانحة، في وقتٍ تتراجع فيه نسب التمويل المتاحة للخطط الإنسانية.
وأضافت أن انخفاض نسب التمويل لا يعني تراجع أعداد المحتاجين، بل العكس تماماً، إذ يواصل عدد المتأثرين بالارتفاع، إلا أن المنظمات الإنسانية تضطر إلى إعادة تقييم حجم المساعدات وتقليص البرامج لتتوافق مع الموارد المحدودة المتاحة حالياً.
منصة عالمية
وأكدت الشوا أن الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية تمثل منصة عالمية مهمة لبحث الحلول المبتكرة وتعزيز الشراكات بين مختلف الأطراف، بما في ذلك القطاع الخاص والمؤسسات المالية والشركاء المحليون، بهدف تحسين كفاءة الاستجابة الإنسانية وضمان استدامتها.
دور انساني
وأشادت مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” بالدور الإنساني الريادي لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي قالت إنها أصبحت واحدة من أكبر الجهات المانحة للعمل الإنساني عالمياً، سواء من حيث الدعم المالي أو من خلال القدرات المؤسسية والمعرفية التي تسهم في تعزيز فعالية منظومة المساعدات الدولية.
وأوضحت أن الإمارات تُعد أكبر جهة مانحة إنسانية لقطاع غزة، وقدمت دعماً واسعاً في مجالات المساعدات الطبية والغذائية والاحتياجات الشتوية ومشروعات إعادة تأهيل محطات المياه والبنى التحتية، إلى جانب مساهماتها في الأزمات الإنسانية الأخرى مثل السودان وسوريا وتركيا وأوكرانيا.
وقالت إن رؤية دولة الإمارات الإنسانية واستضافتها لمقرات ومؤتمرات دولية تعنى بالشؤون الإنسانية، تعكس التزامها العميق بدعم الجهود العالمية الرامية إلى إغاثة المحتاجين وحماية الكرامة الإنسانية، مؤكدة أن الإمارات أصبحت مركزاً محورياً للحوار والشراكة والعمل الإنساني الدولي.
نظام تتبع
وقالت إن نظام تتبع التمويل الإنساني العالمي التابع للأمم المتحدة يُظهر بوضوح حجم مساهمات الدول المانحة وشفافية توزيع الموارد، مشيرة إلى أن الإمارات تتصدر قائمة كبار المانحين إلى جانب الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وألمانيا، وعدد من الدول الخليجية.
تحديات
وتحدثت الشوا عن أبرز التحديات التي تواجه العمل الإنساني اليوم، موضحة أن تداخل العوامل السياسية مع العمل الإنساني، وضعف التمويل، والاستهداف المتزايد للعاملين في المجال الإغاثي تعد من أكبر العقبات التي تواجه المنظمات الأممية وشركاءها. وأكدت أهمية تعزيز الحماية القانونية للعاملين في الميدان، باعتبارهم “خط الأمل الأخير” للأشخاص المتضررين من النزاعات والكوارث.