حال المال والاقتصاد

عبدالله بن طوق المري: استراتيجية الإمارات ترتكز على ربط الجسور لا بناء الحواجز

عبدالله بن طوق المري: استراتيجية الإمارات ترتكز على ربط الجسور لا بناء الحواجز

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 15 أكتوبر 2025 07:10 مساءً - أكد معالي عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة، أن دولة تمضي بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانتها كأحد أكثر الاقتصادات تنوعاً وثقة على مستوى العالم، مستندة إلى رؤية قيادية بعيدة المدى توازن بين الانفتاح الاقتصادي، والتحالفات الاستراتيجية، وبناء جسور التعاون مع مختلف القوى الدولية.

وقال معاليه في كلمته خلال جلسة بعنوان " الاقتصادات في ظل التحولات الجيوستراتيجية" ضمن اجتماعات مجالس المستقبل العالمية 2025 في دبي، إن الثقة تمثل العملة الجديدة في الاقتصاد العالمي المعاصر، مشيراً إلى أن دولة الإمارات استطاعت أن تجعل من هذه القيمة أساساً لعلاقاتها الدولية، سواء مع الولايات المتحدة أو الصين أو مجموعة "بريكس" أو بقية الشركاء حول العالم.

وأضاف معاليه، أن الإمارات تسعى إلى بناء منظومة من الشراكات القائمة على المصالح المتبادلة والتنمية المستدامة، موضحاً أن القيادة الرشيدة في الدولة اختارت طريقاً يقوم على تحويل الرؤى إلى مشاريع عملية في مجالات الطاقة، والذكاء الاصطناعي، والبيانات، والابتكار، بما يعزز استدامة النمو لعقود مقبلة.

وأكد معاليه أن الثقة أصبحت العنصر الحاسم في بناء اقتصادات المستقبل، موضحاً أن الإمارات تواصل تعزيز حضورها في دول الجنوب العالمي، حيث أصبحت من أكبر المستثمرين في القارة الإفريقية بعد الولايات المتحدة والصين وأوروبا، مشيراً إلى أن الشركات الإماراتية مثل "دي بي وورلد" تلعب دوراً محورياً في ربط الموانئ ومراكز الخدمات اللوجستية عبر إفريقيا وآسيا، مع خطط مستقبلية لتوسيع هذا الربط نحو أمريكا اللاتينية، في إطار رؤية شاملة لبناء جسر اقتصادي يمتد من آسيا إلى إفريقيا ثم إلى أمريكا الجنوبية.

ولفت إلى أن هذه الاستراتيجية ليست جديدة على دولة الإمارات، بل هي امتداد لنهجها التاريخي القائم على مدّ الجسور لا بناء الحواجز، مؤكدًا أن الدولة تؤمن بأن التعاون هو الطريق الأسرع لتحقيق التنمية والاستقرار العالميين.

وفي تعليقه على أداء اقتصادات المنطقة، أوضح معاليه أن دول مجلس التعاون الخليجي أصبحت اليوم في موقع متقدم عالمياً من حيث معدلات النمو، حيث سجلت خلال السنوات الخمس الماضية متوسط نمو يقارب 5% سنوياً، مقارنة بنسبة تتراوح بين 1 إلى 2% في الاقتصادات الأوروبية.

وبيّن أن هذا النمو القوي يعكس نجاح سياسات التنويع الاقتصادي في المنطقة، خصوصًا في الإمارات التي تمكنت من التحول إلى مركز رئيسي في مجالات التجارة، والسياحة، والطاقة النظيفة، والخدمات المالية، والابتكار. وأضاف أن هذا الأداء يعزز مكانة الخليج كمنطقة مؤثرة في رسم ملامح الاقتصاد العالمي القادم، خاصة في الربط بين اقتصادات الجنوب العالمي والأسواق الصاعدة.

وأكد، أن المرحلة المقبلة تتطلب تحولاً في التفكير الاقتصادي من مستوى السياسات إلى مستوى المشروعات، مشيراً إلى أن الإمارات تقود هذا التحول من خلال مبادرات ومشروعات مبتكرة تجمع بين التكنولوجيا والاقتصاد المستدام، وتدعم رواد الأعمال والشركات الناشئة في المنطقة والعالم.

Advertisements

قد تقرأ أيضا