ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 23 أكتوبر 2025 09:38 صباحاً - تشهد سوق التأمين على المركبات الكهربائية في الصين حالة من التعثر، مع تراكم خسائر شركات التأمين بسبب عدم مواكبة نماذج المخاطر التي تتبعها الشركات للتغيرات في اقتصاديات المركبات وسلوكيات السائقين.
ويوجد في الصين حاليا عشرات الملايين من السيارات الكهربائية على طرقها، وتشهد مبيعاتها ارتفاعًا متسارعا. وقد وجدت شركات التأمين الصينية أن مالكي مركبات الطاقة الجديدة - الذين يميلون إلى أن يكونوا أصغر سنا في المتوسط - أكثر عرضة لتقديم مطالبات للتعويض عن الخسائر بنحو ضعف مالكي السيارات التي تعمل بالبنزين. كما أن تكاليف إصلاح السيارات الكهربائية أعلى بكثير.
وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أنه على الرغم من دفع أصحاب السيارات الكهربائية أقساطا للتأمين أعلى بنسبة تتراوح بين 20% و100% من قيمة أقساط تأمين السيارات التقليدية، إلا أن شركات التأمين في الصين تعاني من خسائر ناجمة عن تغطية مركبات الطاقة الجديدة منذ ثلاث سنوات على الأقل.
وقد خسر القطاع 7ر5 مليارات يوان (802 مليون دولار) من خدمات التأمين على مركبات الطاقة الجديدة في عام 2024، وفقًا للبيانات التي جمعتها جمعية الاكتواريين الصينية، وهو في طريقه إلى تسجيل خسارة جديدة في العام الحالي.
وتحاول بعض شركات التأمين في الصين تحديد مالكي السيارات الذين يستخدمون سياراتهم لتقديم خدمات نقل الركاب - مما يزيد من احتمالية تعرضهم للحوادث - وما إذا كانت بعض الطرز أكثر خطورة من غيرها.
يذكر أن معدل تسارع السيارات الكهربائية أعلى من السيارات التي تعمل بالبنزين، كما أن بطارياتها وهي من أغلى مكوناتها أكثر عرضة للتلف إذا ما تجاوز السائق المطبات بسرعة كبيرة حيث توجد غالبا أسفل أرضية السيارة.
ويمكن أن تشكل أنظمة بطارياتها المعقدة ما يصل إلى ثلث قيمة السيارة، وتحتوي على قطع غيار باهظة الثمن أو لا تتوفر على نطاق واسع. وقد صنّف بعض سائقي تطبيقات حجز السيارات سياراتهم على أنها "خاصة" عند التقدم بطلب للحصول على تأمين لدفع أقساط أقل، مما يمثل تحديا لشركات التأمين.
كما أن البيانات التاريخية عن أنواع السيارات وعادات القيادة سرعان ما تصبح قديمة مع طرح طرز جديدة من السيارات باستمرار.
ووفقا لبيانات جمعية الاكتواريين الصينية جمعت شركات التأمين في الصين 141 مليار يوان من أقساط تأمين السيارات الكهربائية في العام الماضي. ومن المتوقع أن تصل الحصيلة إلى 500 مليار يوان سنويا بحلول عام 2030، وأن تشكل أكثر من ثلث سوق تأمين السيارات حينها، وفقًا لبحث أجرته شركة بوكوم إنترناشونال هولدينجز.
من ناحيته قال وين وين تشن، المحلل في ستاندرد آند بورز جلوبال للتصنيف الائتماني: "لا تزال أسعار تأمين السيارات الكهربائية في مرحلة التجربة والخطأ"، حتى مع أن أقساطها تتجه لأن تكون "محرك النمو المستقبلي" لشركات تأمين السيارات.