ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 25 أكتوبر 2025 07:30 مساءً - بدأت الولايات المتحدة الأمريكية والصين جولة محادثات في كوالالمبور لتهدئة التوترات الاقتصادية قبل قمة بين الرئيسين ترمب وشي في آسيا. ويهدف الطرفان إلى تقديم تنازلات بشأن الرسوم الجمركية والتجارة، مع خلافات حول صادرات المعادن النادرة. وكانت التوترات قد تصاعدت مؤخراً بعد فرض قيود أمريكية وصينية متبادلة، والهدنة التجارية معرضة للانتهاء في نوفمبر.
واستهل مسؤولون أمريكيون وصينيون جولة جديدة من المحادثات تهدف إلى تهدئة التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم، قبل القمة المرتقبة بين زعيمي البلدين. وأفادت وكالة الأنباء الصينية الرسمية «شينخوا» بأن الجانبين عقدا اجتماعاً في كوالالمبور، وترأس نائب رئيس الوزراء الصيني خه ليفنغ الوفد الصيني، بمشاركة نائب وزير التجارة لي تشينغ قانغ ونائب وزير المالية لياو مين، فيما ترأس وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت الوفد الأمريكي.
ويواجه بيسنت وخه، وهو صديق قديم للرئيس الصيني شي جين بينغ، مهمة التفاوض لتخفيف حدة الإجراءات التصعيدية الجديدة المتبادلة بين البلدين. كما يمهد الجانبان الأجواء لعقد محادثات مرتقبة يوم الخميس بين شي ونظيره الأمريكي دونالد ترمب، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في كوريا الجنوبية.
وكان الرئيس ترمب قد قال إن لديه وشي الكثير من الأمور لمناقشتها، متوقعاً أن يقدّم الجانبان تنازلات، رغم أنه لم يحدد فرص التوصل إلى اتفاق. وأضاف ترمب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة «إير فورس وان» أثناء توجهه إلى آسيا: «عليهم تقديم تنازلات، وأعتقد أننا سنفعل ذلك أيضاً. نحن نفرض حالياً رسوماً جمركية قدرها 157 % عليهم، ولا أعتقد أن هذا الوضع مستدام بالنسبة لهم، فهم يسعون إلى خفضها، بينما لدينا نحن مطالب محددة منهم».
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي الأحد رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم لبحث ملفات التجارة والاستثمار والأمن. وكانت «بلومبرغ» قد أفادت سابقاً بأن ترمب يتطلع خلال هذه الجولة، وهي الأولى له إلى المنطقة في ولايته الثانية، إلى إبرام اتفاقيات اقتصادية وصفقات تخص المعادن الحيوية مع عدد من الشركاء التجاريين.
وأعرب ترمب عن رغبته في تمديد فترة تعليق الرسوم الجمركية المرتفعة على السلع الصينية، مقابل استئناف شي شراء فول الصويا الأمريكي، وتشديد الرقابة على مادة الفنتانيل، إلى جانب التراجع عن القيود المفروضة على صادرات المعادن النادرة.
وفي وقت سابق من أكتوبر، انتقد ترمب تعهد بكين بتوسيع نطاق الرقابة على تصدير المعادن الأرضية النادرة، ملوحاً بإمكانية فرض رسوم جمركية مرتفعة على السلع الصينية، بل وحتى إلغاء أول لقاء مباشر يجمعه بالرئيس شي جين بينغ منذ عودته إلى البيت الأبيض هذا العام.
وتعد الهدنة التجارية بين البلدين الآن على المحك، إذ يُفترض أن تنتهي في العاشر من نوفمبر ما لم تُمدد. وبعد أشهر من الاستقرار النسبي في العلاقات بين واشنطن وبكين، عادت التوترات لتتصاعد مجدداً في الأسابيع الأخيرة، عقب توسّع الولايات المتحدة في فرض قيود تكنولوجية جديدة واقتراحها فرض رسوم على السفن الصينية الداخلة إلى الموانئ الأمريكية.
وردت الصين بإجراءات مماثلة، فأعلنت عن تشديد القيود على صادرات المعادن النادرة وعدد من المواد الحيوية الأخرى. كما عقدت وزارة التجارة الصينية، يوم الإثنين، اجتماعاً موسعاً بشكل غير معتاد في بكين مع ممثلي الشركات الأجنبية، في مسعى لطمأنتهم بأن ضوابط التصدير الأخيرة لا تهدف إلى تقييد حركة التجارة الاعتيادية.
