ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 25 أكتوبر 2025 07:30 مساءً - كشفت تقارير حديثة عن الأبعاد الكاملة لعملية إعادة الهيكلة والتخفيض القاسية التي تخوضها شركة "إنتل" (INTEL)، عملاق صناعة الرقائق، حيث تشير التقديرات إلى أن الشركة قد استغنت عن نحو 35,500 وظيفة خلال أقل من عامين، في محاولة لتقليص حجمها وتصحيح مسارها لمواجهة واقع السوق الجديد.
وبحسب إفصاحات مالية قدمتها "إنتل" لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)، فقد تم تسريح ما يصل إلى 20,500 موظف في الأشهر الأخيرة فقط، وتحديداً منذ تولي "ليب-بو تان" منصب الرئيس التنفيذي الدائم للشركة، حيث كانت أول إعلاناته حول تسريحات جماعية لتعديل حجم الشركة بما يتوافق مع الحقائق الاقتصادية.
في حين أشار الرئيس التنفيذي في البداية إلى خطط لـ "تسوية الهيكل التنظيمي" وتقليل عدد المديرين من المستوى المتوسط، فقد أظهرت البيانات أن عمليات التسريح طالت آلاف المهندسين والتقنيين في منشآت الشركة بولاية أوريغون، وغيرها من المواقع، وتشير الأرقام إلى أن 8% فقط من الموظفين المسرحين في أوريغون كانوا يحملون صفة "مدير"، بينما كان الباقون مهندسين وتقنيين في مختلف أدوار الدعم.
وبإضافة هذه التخفيضات الأخيرة إلى الـ 15,000 وظيفة التي تم الاستغناء عنها تحت الإدارة السابقة، يكون إجمالي عدد الموظفين الذين غادروا الشركة قد بلغ 35,500 شخص.
تقليص الإنفاق على البحث والتطوير
ولم يقتصر خفض النفقات على التوظيف، حيث أشار التقرير المالي الأخير لـ "إنتل" للربع الثالث من عام 2025 إلى أن الشركة قلصت ميزانية البحث والتطوير بأكثر من 800 مليون دولار على أساس سنوي، على الرغم من زيادة الإيرادات، ويُعد هذا مؤشراً واضحاً على تجميد وإلغاء العديد من المشاريع والمبادرات التي كانت قيد البحث والتطوير.
خلال مكالمة الأرباح، أكدت إدارة "إنتل" أنها لا تزال في طور "تعديل حجم عملياتها"، بمعنى شد الحزام، وتركيز الموارد على المشاريع ذات العائد المرتفع، وفرض انضباط صارم على الإنفاق الرأسمالي.
من جانبه، صرّح المدير المالي للشركة، ديفيد زينسنر، بأن "إنتل" تحافظ على نفقات التشغيل ثابتة عند حوالي 16 مليار دولار حتى عام 2026، مع إعادة توجيه الأموال فقط نحو البرامج التي تتمتع بعائد استراتيجي أو مالي واضح، مثل تطوير تقنيات "إنتل 18A و14A ومنتجات الذكاء الاصطناعي والتغليف المتقدم.
وختاماً، قال "ليب-بو تان": "إن إنتل اليوم أكثر كفاءة وتركيزاً وحدةً. لقد قمنا بتبسيط البرامج المتداخلة وإعطاء الأولوية للأعمال التي تحقق أعلى عائد: العميل، مركز البيانات والذكاء الاصطناعي، ومصنع المسابك. يتعلق الأمر ببناء إنتل أصغر وأقوى، ومنضبطة التكلفة ودقيقة في التنفيذ".
