ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 25 أكتوبر 2025 11:46 مساءً - توقع أحدث الأبحاث الصادرة عن مجموعة «IMARC» ارتفاع حجم سوق الاتصالات في الإمارات إلى 21.5 مليار دولار بحلول عام 2033، مسجلاً معدل نمو سنوي مركب بنسبة 6.2 % خلال الفترة ما بين 2025 و2033، بعدما كان حجمه 12.2 مليار دولار عام 2024.
وبحسب التقرير يشهد قطاع الاتصالات في الإمارات تحولاً جذرياً مدفوعاً بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث أسهمت هذه التقنيات في تعزيز الإيرادات بشكل ملحوظ. وتشير البيانات إلى أن 21 % من شركات الاتصالات في الدولة أفادت بتحقيق زيادة تصل إلى 10 % في الإيرادات بفضل الكفاءات والخدمات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي.
دور محوري
وتلعب الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تسريع وتيرة نمو القطاع، إذ قامت شركات كبرى مثل e& الإمارات بتطبيق أكثر من 400 حالة استخدام للذكاء الاصطناعي، و160 نموذج تعلم آلي لتحسين العمليات وتعزيز تجربة العملاء.
وفي خطوة تعكس طموحات الدولة في البنية التحتية الرقمية، أعلنت شركة «دو» عن استثمار بقيمة ملياري درهم في مركز بيانات ضخم للذكاء الاصطناعي، وذلك بالشراكة مع «مايكروسوفت» لتعزيز القدرات السحابية والبنية التحتية الإقليمية للذكاء الاصطناعي.
كما ظهرت أدوات جديدة مثل منصة Baynix.ai التي توفر حلول اتصال متعددة القنوات، وتدمج بين تطبيق «واتساب»، والرسائل النصية القصيرة، وتحليلات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لتقديم تجارب تواصل محسنة ومصممة خصيصاً لاحتياجات السوق في الشرق الأوسط.
ابتكارات نوعية
ومن الابتكارات النوعية في هذا المجال، برز نموذج «TelecomGPT-Arabic» وهو نموذج ذكاء اصطناعي مخصص لقطاع الاتصالات باللغة العربية، تم تطويره محلياً، ويوفر دعماً لغوياً وثقافياً ملائماً لتحسين خدمات الدعم الفني والعمليات الداخلية لشركات الاتصالات.
وتشكل المنصات الرقمية أحد أبرز محركات النمو، إذ تسهم بنسبة 40 % من توسع السوق، كما توفر الحلول الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل تطبيقات «اتصالات» الذكية إيرادات تجاوزت 10 مليارات دولار عبر خطط اتصال مخصصة.
وتقود كل من دبي وأبوظبي هذا التوجه في ظل رؤية الإمارات 2031 التي تعزز دمج شبكات الجيل الخامس وإنترنت الأشياء في مشاريع المدن الذكية، ما أسهم في زيادة تبني تلك التقنيات بنسبة 25% بين 70 % من سكان المناطق الحضرية.
تكاليف تشغيلية
وتؤدي الاستثمارات التقنية إلى تحسين قابلية التوسع وتقليل التكاليف التشغيلية بنسبة تصل إلى 20 %، مع انسجام تام مع نسبة اختراق الهواتف المحمولة التي وصلت إلى 98 %.
وتسهم تقنيات الاتصال عالي السرعة وتكامل إنترنت الأشياء في توسع السوق بنسبة 30 %، خصوصاً مع تركيز مبادرات المدن الذكية على شبكات الجيل الخامس التي تُعد أساسية لتقنيات السيارات ذاتية القيادة والمنازل الذكية.
وتقدم شركات مثل «دو» خطط اتصال مدعومة بإنترنت الأشياء، ما يجذب 60 % من الشركات الساعية للتحول الرقمي.
كما تدعم الاستثمارات الحكومية الضخمة، والتي تصل إلى 500 مليون دولار، مشاريع البنية التحتية للاتصالات وتدفع نحو الابتكار والتوافق مع المعايير العالمية، خصوصاً في المراكز الحضرية.
أما عوامل الطلب فتتأثر بشكل كبير بالتوسع العمراني ونمو قطاع السياحة، ما يؤدي إلى ارتفاع الطلب بنسبة 35 %.
ويستفيد السوق من تدفق أكثر من نحو 19 مليون زائر سنوياً، ووجود ثروات خليجية تُقدر بـ2.8 تريليون دولار.
فعاليات كبرى
وتشكل الفعاليات الكبرى في دبي ومشاريع المدن الذكية حافزاً لزيادة الطلب على خدمات البيانات عالية السرعة وحلول إنترنت الأشياء، مدفوعة بنمو سنوي يبلغ 7 %.
ويستحوذ قطاعا الهاتف المحمول والنطاق العريض على 65 % من الإيرادات، مستفيدين من السياسات الموحدة التي ترسخ موقع الإمارات مركزاً للاتصالات المتقدمة على مستوى المنطقة.
جدير بالذكر أنه في أغسطس 2025، حازت الإمارات على لقب «أسرع شبكة هاتف محمول في العالم» للمرة الرابعة على التوالي بحسب تصنيف «أوكلا»، ما يعكس تفوق الشبكة في السرعة والموثوقية، ويعزز مكانة الدولة العالمية في مجال الاتصالات.
وفي يوليو من العام ذاته أطلقت الدولة خدمة تقطيع الشبكات عبر الجيل الخامس 5G Network Slicing، على المستوى التجاري للقطاعات الحيوية مثل التصنيع والسلامة العامة، وذلك بالتعاون مع شركة «كوالكوم» لتعزيز الابتكار في تقنيات الذكاء الاصطناعي على الحافة، إلى جانب اعتماد أجهزة راديو مزدوجة النطاق من «إريكسون» لتحسين أداء الشبكة وكفاءتها البيئية.
