حال المال والاقتصاد

منصور بن زايد: برؤية محمد بن زايد الإمارات حققت التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة

  • منصور بن زايد: برؤية محمد بن زايد الإمارات حققت التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة 1/2
  • منصور بن زايد: برؤية محمد بن زايد الإمارات حققت التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة 2/2

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 10:36 صباحاً - صبري صقر و(وام)

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، افتتح سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، أمس، النسخة الحادية والأربعين من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك»، أكبر حدث لقطاع الطاقة في العالم، والذي يقام خلال الفترة من 3 حتى 6 نوفمبر في مركز «أدنيك» أبوظبي.
منصور بن زايد خلال حفل افتتاح معرض ومؤتمر «أديبك» بحضور نهيان بن مبارك وشخبوط بن نهيان وعدد من المسؤولين

تصوير: حسن المنهالي وعيسى الحمادي

منصور بن زايد خلال حفل افتتاح معرض ومؤتمر «أديبك» بحضور نهيان بن مبارك وشخبوط بن نهيان وعدد من المسؤولين

وأكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان أن استضافة أبوظبي لمعرض ومؤتمر «أديبك» تعكس المكانة العالمية لدولة في قيادة الحوار الدولي حول مستقبل الطاقة، وتعزيز العمل المشترك من أجل تحقيق أمن الطاقة واستدامتها بما يخدم الأجيال القادمة.

وقال سموه: «إن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ترسخ نهجاً إماراتياً رائداً في تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، عبر الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة، والطاقة النظيفة، والابتكار كدعائم أساسية لمستقبل مستدام».

وأضاف أن «أديبك» يمثل منصة عالمية تجمع العقول والخبرات لتبادل المعرفة وصياغة الحلول المبتكرة، مشيراً إلى أن دولة الإمارات ماضية بثقة في دعم التحول المتوازن في قطاع الطاقة من خلال شراكات دولية تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي، وتوسيع آفاق التعاون في مجالات البحث والتطوير.

ويستقطب «أديبك 2025» أكثر من 2250 جهة عارضة تمثل نخبة الشركات العالمية في مجالات الطاقة والصناعة والتكنولوجيا، موزعة على 17 قاعة عرض رئيسية.

كما يضم أربع مناطق متخصصة تعنى بالذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وإزالة الكربون، والقطاع البحري والخدمات اللوجستية، إضافة إلى معرض جديد للكيماويات والحلول منخفضة الكربون، بما يعكس التطور المتسارع في توجهات الطاقة العالمية نحو الاستدامة والابتكار.

ويقام المعرض هذا العام تحت شعار «طاقة ذكية لتقدم متسارع»، ليؤكد الدور المحوري لأبوظبي بوصفها منصة عالمية تجمع القيادات والخبراء من مختلف القطاعات لمناقشة مستقبل الطاقة وتعزيز فرص التعاون الدولي في مجالات الصناعة والتكنولوجيا.

ويشارك في الحدث 30 جناحاً وطنياً، من بينها أجنحة لأسواق ناشئة تبرز فرصاً استثمارية في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، بما يعكس أهمية الشراكة بين رؤوس الأموال العامة والخاصة في تحفيز الابتكار، وتطوير البنية التحتية، وتوسيع نطاق الوصول إلى الطاقة النظيفة والمستدامة.

أمن الطاقة

منصور بن زايد خلال المعرض بحضور سلطان الجابر
منصور بن زايد خلال المعرض بحضور سلطان الجابر

وأكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ومجموعة شركاتها، أن الإمارات تطبق نهجاً واقعياً يدعم ضمان أمن الطاقة وتنويع مصادرها.

وجذب رأس المال وتعزيز التقدم التكنولوجي وتبنّى حلول وسياسات عملية بالتنسيق مع قطاع الطاقة، مشيراً إلى أن هذا هو السبب وراء استمرار تدفق رأس المال العالمي إلى الإمارات.

وأوضح في الكلمة الرئيسية خلال افتتاح فعاليات «أديبك 2025» أن نهج الإمارات العملي يؤكد أن التشريعات واللوائح الواقعية والعملية تبني وتعزز ثقة المستثمرين، وأنه يعد نموذجاً للسياسات الموثوقة القائمة على التكنولوجيا والمحفزة للاستثمار.

وقال إن الدرس المستفاد من النموذج الإماراتي لقطاع الطاقة هو أن السياسات واللوائح يجب أن تركز على المتطلبات الواقعية والفعلية، ليس على الأداء، ويجب أن تستند إلى الرؤى، وليس إلى الأفكار الأيديولوجية، ويجب أن تكون مبنية على الحقائق الدائمة، وليس على التوجهات المؤقتة والعابرة.

استثمارات سنوية

وأكد معاليه أن العالم بحاجة إلى استثمارات رأسمالية سنوية بقيمة 4 تريليونات دولار في شبكات الكهرباء ومراكز البيانات وكل مصادر إمدادات الطاقة، وقال إنه لا يمكن تلبية متطلبات نمو اقتصادات المستقبل بالاعتماد على شبكات كهرباء قائمة على بنية تحتية من الماضي، وتابع:

«سوف يستمر الطلب على الكهرباء في الارتفاع حتى 2040 بسبب زيادة حاجة مراكز البيانات إلى الكهرباء بأربعة أضعاف، وانتقال 1.5 مليار شخص إلى المدن، وتشغيل أكثر من ملياري مكيف هواء إضافي».

وأشار إلى أن قطاع الطيران سوف يزدهر مع تضاعف عدد أسطول شركات الطيران العالمية من 25000 إلى 50000 طائرة، ونتيجة لذلك سيزيد إنتاج الطاقة المتجددة بأكثر من الضعف بحلول 2040.

وسينمو الغاز الطبيعي المسال بنسبة 50%، ووقود الطائرات بأكثر من 30%، وسوف يستمر إنتاج النفط فوق مستوى 100 مليون برميل يومياً لما بعد 2040، كما سيزداد استخدامه بشكل أكبر في تصنيع العديد من المواد وكذلك في التنقل.

وأضاف: «في ضوء كل هذه الحقائق من الواضح أن الموضوع أكثر تعقيداً من الانتقال إلى نوع واحد من مصادر الطاقة، وإن العالم بحاجة إلى تعزيز مصادر الطاقة، وليس استبدال مصدر بآخر».

ودعا القيادات وصناع السياسات العالميين والمستثمرين في قطاع الطاقة إلى تطبيق نموذج الإمارات الذي يركز على صياغة سياسات عملية وبناء شراكات طموحة لخلق المزيد من فرص العمل وتعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي والتنافسية العالمية، كما دعا إلى التركيز على المؤشرات الأساسية وتجاهل المؤثرات الجانبية التي تشتت الانتباه عن الأهداف الرئيسة للقطاع.

إنجازات «أدنوك»

وأشار معاليه إلى إنجازات «أدنوك» التي تجسد نجاح نهج الإمارات العملي الذي يركز على تعزيز التطور التكنولوجي لتمكين التقدم والنمو.

وقال: «في «أدنوك» نستخدم كل التقنيات المتاحة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والروبوتات، لتسريع زمن الإنجاز، وتعزيز القيمة. ومن خلال شركتنا «إيه آي كيو»، نستخدم أكثر من 200 أداة وتطبيق للذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب عملياتنا، من رؤوس الآبار إلى قاعات التداول.

وتسهم هذه الأدوات في تقليل حالات التوقف المفاجئ إلى النصف، ورفع كفاءة الأداء عبر مختلف أعمالنا. ومن المخطط أن يدعم حل «ذكاء اصطناعي لطاقة المستقبل» تحسين دقة التوقعات الإنتاجية بنسبة 90%، وكل هذا هو مجرد بداية.

حيث نركز بشكل كبير على أن نصبح شركة الطاقة الأكثر استفادة من حلول وأدوات الذكاء الاصطناعي في العالم، ونقوم بدور رائد في إطلاق مرحلة جديدة من تحسين العمليات ورفع الكفاءة بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي».

وقال: «في ظل كل هذه المتغيرات، يصعب التركيز على الأساسيات المهمة لقطاعنا. وفي هذه الظروف، أتبع نهجاً واضحاً وبسيطاً وهو: التركيز على المؤشرات الأساسية وتجاهل المؤثرات الجانبية التي تشتت الانتباه.

وتوضح المؤشرات أن الطلب على الطاقة سيكون قوياً على المدى البعيد، وأن هناك حالة من عدم اليقين بشأنه على المدى القريب، كما توضح المؤشرات ضرورة المواءمة بين ضبط التكاليف، والاستثمار الرأسمالي، والتركيز بدقة على رفع الكفاءة، والاستثمار في الكوادر البشرية والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي».

وأضاف: «ربما نواجه ضغوطاً في الأشهر المقبلة، إلا أن التوقعات على المدى البعيد تشير إلى نمو الطلب على جميع أشكال الطاقة وفي كل الأسواق. وعلينا أن نركز استجابتنا على تلبية هذا الطلب استناداً إلى الحقائق والبيانات».

فرص عمل

وأكد معاليه على الدور المحوري للطاقة في تمكين الازدهار العالمي، وعلى أهمية المؤشرات العالمية التي توضح أن الطاقة تعني خلق فرص عمل جديدة، وتعزيز النمو والقدرة التنافسية، ودعم الذكاء الاصطناعي.

والتي اتفقت عليها القيادات العالمية لقطاعات الطاقة والتكنولوجيا والتمويل والسياسات الذين اجتمعوا في مجلس «تفعيل العمل» في اليوم السابق لانطلاق «أديبك 2025»، لمناقشة تفعيل دور الطاقة والذكاء الاصطناعي بوصفهما محركين توأمين لدفع عجلة نمو الاقتصادات.

ولفت إلى نتائج مناقشات المجلس التي أفادت بأن نمو الاقتصادات بسرعة تواكب الذكاء الاصطناعي يتطلب توفير مصادر موثقة لطاقة الحمل الأساسي بتكلفة مناسبة في ضوء استمرار اعتماد العالم على النفط والغاز لإنتاج الكهرباء التي يحتاجها الذكاء الاصطناعي.

وأضاف: «يوفر الغاز أكثر من ربع طاقة الحمل الأساسي التي تحتاجها مراكز البيانات، ويؤدي نقص توربينات الغاز إلى أزمة إمداد تؤدي لارتفاع أسعار الكهرباء، كما لا تزال البنية التحتية بعيدة جداً عن المستوى المطلوب،.

وذلك في ضوء الحاجة إلى ما لا يقل عن ستة ملايين كيلومتر من خطوط نقل الكهرباء الجديدة بحلول 2050. ونحتاج كذلك إلى استثمارات رأسمالية ضخمة، وفي ضوء توفُّر رأس المال يجب وضع الهياكل التنظيمية المناسبة لتقليل المخاطر وضمان تدفقه إلى المشروعات المناسبة.

كما نحتاج إلى تحرير رأس المال الخامل المقيد في أصول البنية التحتية الحالية للطاقة، وهناك العديد من الفرص والإمكانات الكبيرة المتاحة في هذا المجال، وبالإضافة إلى ذلك يجب أن يعتمد قطاع الطاقة سياسات تسهم في دعم التقدم، وليس إبطاء النمو».

كما سلط معاليه الضوء على جهود الإمارات لترسيخ مكانتها وجهة جاذبة للاستثمار، ومساهمات «أدنوك» في تعزيز الشراكات طويلة الأمد، وقال: «يسهم تركيزنا على رفع الكفاءة في إنتاج النفط الأقل من حيث التكلفة، ومن حيث انبعاثات الكربون.

وعبر توفير بيئة موثوقة وآمنة لرأس المال نتمكن من تحقيق أفضل مردود مقابل التكلفة. وبفضل الالتزام بالقوانين، وتطبيق قواعد ومبادئ الحوكمة، نبني شراكات راسخة ونتيح عائداً مضموناً على الاستثمار».

وأضاف: «مع استمرار «أدنوك» في التقدم والازدهار محلياً ننطلق إلى الأسواق العالمية لإيجاد الفرص المناسبة. ومن خلال ذراعنا للاستثمار الدولي «XRG»، نجحنا في إبرام اتفاقيات للغاز في كل من موزمبيق ومصر وتركمانستان وأذربيجان والولايات المتحدة الأمريكية.

ونستمر في البحث عن المزيد من الفرص عبر سلسلة القيمة لمجال الغاز. كما نعزز حضورنا العالمي في قطاع الكيماويات في خمس قارات، ونستثمر في البنية التحتية وحلول الطاقة الذكية لفتح آفاق جديدة للنمو».

سلطان الجابر:

الإمارات تطبق نهجاً واقعياً يدعم ضمان أمن الطاقة وتنويع مصادرها

العالم يحتاج 4 تريليونات دولار استثمارات سنوية في شبكات الكهرباء ومراكز البيانات

Advertisements

قد تقرأ أيضا