ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 9 نوفمبر 2025 07:51 مساءً - أكد موقع «إنفيست آسيان» أن الإمارات نجحت في ترسيخ مكانتها مركزاً مالياً عالمياً، حيث تحولت في غضون عقود قليلة من مجموعة من الموانئ الصحراوية الصغيرة إلى واحدة من أبرز المراكز المالية في العالم، كما تنافس سنغافورة وسويسرا من حيث التطور البنكي وجودة الخدمات المالية.
وبحسب الموقع، فإنه مع اتساع دور الإمارات في الأسواق الدولية، أصبحت الدولة وجهة مفضلة للمستثمرين الأجانب وأصحاب الثروات الباحثين عن بيئة آمنة ومتقدمة تقنياً لإدارة أموالهم واستثماراتهم.
وشدد الموقع على أن دخول عالم البنوك في الإمارات يتطلب فهماً دقيقاً لتركيبتها الفريدة، حيث توجد منظومة مالية متعددة المستويات، تجمع بين البنوك المحلية المملوكة لحكومة الإمارات، والمؤسسات الأجنبية الكبرى، إضافة إلى قطاع مصرفي إسلامي راسخ يقدم خدمات متوافقة مع الشريعة.
وأسهمت بيئة الإمارات في بناء نظام مصرفي قوي ومدعوم حكومياً وقادر على مواجهة الأزمات العالمية مثل الأزمة المالية عام 2008 وانهيار أسعار النفط في 2020، حيث تعافت البنوك الإماراتية بسرعة ملحوظة مقارنة بنظيراتها في المنطقة.
وذكر الموقع: رغم أن النفط كان أساس الازدهار، فإن الإمارات استطاعت أن تبعد اقتصادها عن الاعتماد الأحادي على الطاقة؛ فاليوم لا تمثل عائدات النفط والغاز أكثر من 30% من الناتج المحلي الإجمالي، وفي المقابل، برزت قطاعات مثل السياحة، والعقارات، والخدمات المالية والتجارية كمحركات رئيسية للنمو.
ويقول خبراء الاقتصاد إن هذا التنويع جعل الإمارات أكثر مرونة أمام تقلبات الأسواق العالمية، كما عزز من جاذبيتها كوجهة آمنة للاستثمار.
وأضاف الموقع: أدخلت الدولة مؤخراً ضريبة دخل للشركات بنسبة 9%، لكنها لا تزال تعد من أقل النسب عالمياً، خاصة إذا ما قورنت بمعدلات الضرائب في أوروبا وأمريكا الشمالية. وفي المقابل، لا تفرض الإمارات أي ضرائب على الدخل الشخصي، ما يجعلها وجهة مثالية لأصحاب الدخل المرتفع والمستثمرين الراغبين في تحسين كفاءة محافظهم الضريبية؛ كما أن المناطق الحرة لا تزال توفر مزايا استثنائية، مثل الإعفاء الضريبي الكامل وملكية أجنبية بنسبة 100%.
وفي الجانب الاجتماعي، أشار الموقع إلى أن الإمارات تمزج بين التقاليد العربية المحافظة وأسلوب الحياة العالمي الحديث؛ فمدن مثل دبي وأبوظبي تقدم مستوى معيشة يُضاهي العواصم الكبرى، مع بيئة آمنة ونظيفة ومليئة بالخدمات الفاخرة، من المنتجعات السياحية إلى مراكز التسوق العملاقة مثل دبي مول، والأبراج الأيقونية مثل برج خليفة وبرج العرب.
ويضم النظام المصرفي الإماراتي أكثر من 50 بنكاً، تتوزع بين بنوك محلية قوية ومؤسسات دولية كبرى وبنوك إسلامية تقدم حلولاً مالية متوافقة مع الشريعة. وتمتاز البنوك المحلية مثل بنك أبوظبي الأول، وبنك الإمارات دبي الوطني، وبنك أبوظبي التجاري، برؤوس أموال ضخمة وتغطي شبكة واسعة من الفروع داخل الدولة وخارجها. أما البنوك الأجنبية فتوفر خبرات عالمية واتصالاً مباشراً بالأسواق الدولية.
وفي المقابل، يشكل القطاع المصرفي الإسلامي أحد أهم مكونات النظام المالي الإماراتي، ويبرز فيه بنك دبي الإسلامي كأكبر بنك إسلامي في الدولة ومن بين الأكبر عالمياً، إضافة إلى بنوك مثل أبوظبي الإسلامي.
وتوفر البنوك الإماراتية طيفاً واسعاً من الخدمات، من الحسابات الجارية والادخارية إلى القروض والتمويل العقاري وبطاقات الائتمان والاستثمار وإدارة الثروات.
وتجتمع في الإمارات مجموعة من المزايا الاستراتيجية تجعلها وجهة مصرفية متميزة عالمياً أبرزها: نظام مالي قوي ومنظم بإشراف المصرف المركزي الإماراتي، وضرائب منخفضة وغياب ضريبة الدخل الشخصي.
كما تتمتع الإمارات باتصال عالمي متميز بفضل موقعها بين الشرق والغرب، وتنوع مصرفي يشمل التقليدي والإسلامي والدولي، واستقرار سياسي وأمني يعزز الثقة في النظام المالي؛ بالإضافة إلى بيئة أعمال ديناميكية تدعم الابتكار وريادة الأعمال.
وختم الموقع تقريره بالقول: أثبتت الإمارات أن الاستقرار والتنويع والتكنولوجيا يمكن أن تبني اقتصاداً عالمياً خارج النماذج التقليدية؛ فبينما لا تزال تستمد جزءاً من قوتها من النفط، باتت اليوم مركزاً مالياً متكاملاً يجمع بين الشرق والغرب، ويقدّم نموذجاً فريداً للتنمية المستدامة القائمة على الانفتاح الاقتصادي والابتكار المالي؛ إذ يجد المستثمرون بيئة توازن بين الأمان، والربحية، والفرص.
