حال المال والاقتصاد

ماكنزي سكوت.. كيف تبرعت بـ19 مليار دولار دون أن تتأثر ثروتها؟

ماكنزي سكوت.. كيف تبرعت بـ19 مليار دولار دون أن تتأثر ثروتها؟

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 9 نوفمبر 2025 09:36 مساءً - واصلت المليارديرة الأمريكية ماكنزي سكوت، أحد أبرز وجوه العطاء الخيري في العالم، استراتيجيتها غير التقليدية في التبرعات، حيث تبرعت بأكثر من 19 مليار دولار منذ عام 2019، لصالح أكثر من 2,000 منظمة غير ربحية في مجالات متنوعة تشمل العدالة الاقتصادية، التعليم، الصحة العامة، ودعم الفئات المهمشة. وقد جاء هذا العطاء الضخم عبر أسلوب فريد يتيح للمنظمات المستفيدة حرية استخدام الأموال دون قيود صارمة أو شروط معقدة غالبا ما تصاحب التبرعات الكبرى.

وعلى الرغم من هذه التبرعات الضخمة، لم تتأثر ثروة ماكنزي سكوت بشكل ملحوظ، إذ يعود السبب إلى ارتفاع القيمة السوقية لأسهمها السابقة في شركة أمازون، التي حصلت عليها ضمن تسوية طلاقها مع جيف بيزوس. هذا المكسب الاستثماري المستمر مكّنها من الاستمرار في ضخ مليارات الدولارات للأعمال الخيرية دون أن تتراجع ثروتها بشكل ملموس.

تأتي أغلب ثروة ماكنزي سكوت من أسهمها في شركة أمازون، وليس من أموال نقدية ثابتة، قيمة هذه الأسهم ترتفع وتنخفض بحسب أداء الشركة في السوق، خلال السنوات التي كانت تتبرع فيها بالمليارات، كانت القيمة السوقية لأسهم أمازون ترتفع بشكل كبير، مما أدى إلى زيادة صافي ثروتها بمعدلات تفوق قيمة ما تبرعت به. أي أنها كانت تتبرع من جزء من قيمة الأسهم المباعة أو المتبرع بها بينما تستمر قيمة ما تبقى لديها من الأسهم في الارتفاع. لذلك، كانت ثروتها تنمو بفضل السوق في الوقت نفسه الذي كانت تتبرع فيه بسخاء.

وتمتلك سكوت معظم ثروتها من خلال علاقتها السابقة بمؤسس أمازون، جيف بيزوس، إذ لعبت دورا رئيسيا خلال سنوات الزواج في تأسيس الشركة وإعداد خطط الأعمال والعقود. بعد انفصالهما في 2019، حصلت على حصة تقارب 4% في أمازون، أي نحو 139 مليون سهم آنذاك. ومنذ ذلك الحين، خفضت حصتها بنحو 42% من خلال البيع أو التبرع بما يقارب 58 مليون سهم، بقيمة نحو 12.6 مليار دولار في أواخر 2025، لكنها لا تزال تحتفظ بثروة تتجاوز 35 مليار دولار، مستمرة في النمو رغم التبرعات الضخمة.

استمرار الدعم

وتستمر سكوت في دعم المنظمات عبر منصتها الخيرية "Yield Giving"، التي أسستها في 2022، وركزت على قضايا مثل التنوع والإنصاف والشمول (DEI)، والتعليم، والتعافي من الكوارث، وغيرها. ومن بين أكبر تبرعاتها لهذا العام جامعة هوارد، بمبلغ 80 مليون دولار، منها 63 مليون للجامعة و17 مليون لكلية الطب، وهو أحد أكبر التبرعات الفردية في تاريخ المؤسسة.

وبالمقارنة مع بيزوس، الذي تبرع خلال حياته بحوالي 4.1 مليارات دولار فقط، أي نحو 1.6٪ من صافي ثروته البالغة 264 مليار دولار، تظهر سكوت نموذجا استثنائيا في الكرم، إذ تبرعت بما يقارب 36٪ من صافي ثروتها، وفقًا لمجلة "فوربس"، لتصبح خامس أكثر فاعلي الخير سخاءً عالميا بعد وارن بافيت وبيل وميليندا جيتس وجورج سوروس ومايكل بلومبيرغ.

ويشير محللون إلى أن أسلوب سكوت في العطاء يختلف عن الأغنياء التقليديين، فهو يركز على السرعة والتأثير المباشر بعيدا عن الإجراءات البيروقراطية المعقدة، وتؤمن بأن أفضل طريقة لدعم المؤسسات هي منحها الثقة والمرونة في استخدام الموارد. وقد شملت تبرعاتها الأخيرة مشاريع بيئية وتعليمية وصحية، مع التركيز على تمكين المجتمعات المحلية وتعزيز العدالة الاجتماعية.

تُظهر تجربة ماكنزي سكوت أن العطاء السخي ليس مجرد أموال تُصرف، بل رؤية واستراتيجية مستدامة، تضع الإنسان والمجتمع في المقدمة، وتؤكد أن العطاء الذكي يمكن أن يحقق تأثيرا ملموسا وفوريا في حياة الملايين حول العالم، متحدية بذلك نماذج العطاء التقليدية.

Advertisements

قد تقرأ أيضا