ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 16 نوفمبر 2025 12:06 صباحاً - شهدت الأسواق العالمية خلال الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر حالة من الترقب الحذر، وسط تباين في أداء الأصول المالية، وتزايد حساسية المستثمرين تجاه المؤشرات الاقتصادية القادمة. وجاءت تحركات الأسهم والسلع ضمن بيئة تتسم بارتفاع مستويات عدم اليقين، سواء بسبب التقلبات في القطاع التكنولوجي أو التطورات المرتبطة بالسياسات النقدية في الولايات المتحدة.
ففي الولايات المتحدة، ظلّت الأنظار مركزة على توجهات الفيدرالي الأمريكي، حيث انعكست التصريحات المتباينة للمسؤولين على وتيرة التداولات، بالتوازي مع خروج الاقتصاد من أطول إغلاق حكومي في تاريخه، وكذلك تصاعد المخاوف بشأن «فقاعة التكنولوجيا».
أما في أوروبا واليابان، فقد حاولت الأسواق استيعاب الضغوط الآتية من تقلبات قطاع التكنولوجيا عالمياً، مع ظهور مؤشرات متفاوتة على قدرة البورصات على مقاومة هذه الموجة.
على صعيد السلع، تحركت أسعار النفط والذهب ضمن مسار صاعد، مدعوم بالعوامل الجيوسياسية والتوقعات المتعلقة بمستقبل السياسة النقدية. وبينما واصل المستثمرون محاولة قراءة المشهد الاقتصادي بدقة أكبر، بقيت حالة الترقب هي السمة الأبرز في الأسواق العالمية خلال هذا الأسبوع الحافل بالمستجدات.
تباين «وول ستريت»
سجلت المؤشرات الأمريكية أداءً متبايناً خلال الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر، والذي شهد تقلبات واسعة، لاسيما في أسهم التكنولوجيا، وسط مخاوف متصاعدة من التقييمات المرتفعة لأسهم التكنولوجيا. وأنهى مؤشر «داو جونز» الصناعي تعاملات الأسبوع عند 47147.48 نقطة، مقارنة بـ 46987.10 نقطة في الأسبوع السابق، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 0.34 %.
أما مؤشر «ناسداك» - الذي تهيمن عليه أسهم التكنولوجيا - فقد أنهى تعاملات الأسبوع عند 22900.589 نقطة، مقابل 23004.538 نقاط في الأسبوع الماضي، أي بتراجع قدره 0.45 %. وأغلق مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الأسبوع عند 6734.11 نقطة، مقارنة بـ 6728.80 نقطة في الأسبوع السابق، محققاً زيادة طفيفة بنسبة 0.08 %.
ويترقب المستثمرون اجتماع الفيدرالي الأمريكي الشهر المقبل، وسط شكوك بشأن مسار الفائدة الأمريكية، بعد تصريحات مختلفة، أدلى بها مسؤولون بالفيدرالي على مدار الأسبوع، تُظهر انقساماً.
ووفقاً لأداة «CME FedWatch»، يتوقع المتداولون الآن احتمالاً أقل من 50 % أن يخفض الفيدرالي سعر الفائدة ربع نقطة مئوية خلال اجتماعه في ديسمبر، وهو أقل من احتمال 62.9 % الذي توقعته الأسواق في وقت سابق من هذا الأسبوع، واحتمال 95.5 % قبل شهر. وحصل المتعاملون على دفعة خلال الأسبوع، بعد إنهاء الإغلاق الحكومي الأطول في التاريخ، يوم الأربعاء، بعد أكثر من ستة أسابيع.
وعلى صعيد أداء مجموعة من الأسهم الكبرى في «وول ستريت»، فقد سجل سهم «أمازون» خسائر بنحو 4 % خلال الأسبوع، كما انخفض سهم «تسلا» بأكثر من 5.5 %، و«ميتا» 2 %. بينما ارتفع سهم «أبل» بنسبة 1.5 % تقريباً، كما ارتفع سهم «إنفيديا» بنسبة 1 %.
مكاسب في أوروبا
ورغم الضغوط التي واجهت الأسهم الأوروبية خلال الأسبوع، تحت ضغط من تقلبات أسهم التكنولوجيا، في ظل المخاوف المتعلقة بـ «فقاعة الذكاء الاصطناعي»، مع التقييمات المرتفعة لأسهم التكنولوجيا، إلا أن المؤشرات الرئيسة سجلت أداءً أسبوعياً إيجابياً.
وارتفع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي ليغلق عند 574.81 نقطة، مقارنة بـ 564.79 نقطة في الأسبوع السابق، محققاً نمواً بنحو 1.77 %.
وأنهى مؤشر «داكس» الألماني تعاملات الأسبوع عند 23876.55 نقطة، مقابل 23569.9 نقطة في الأسبوع الماضي، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 1.30 %.
وارتفع مؤشر «كاك 40» ليغلق عند 8170.09 نقطة، مقارنة بـ 7950.18 نقطة في الأسبوع السابق، مسجلاً صعوداً بنسبة 2.76 %، وهو الأقوى بين المؤشرات الرئيسة. فيما شهد مؤشر «فوتسي 100» تحركاً محدوداً، لينهي الأسبوع عند 9698.37 نقطة، مقابل 9682.57 نقطة سابقاً، بنسبة ارتفاع طفيفة بلغت 0.16 %.
أرباح محدودة
كذلك سجل مؤشر «نيكاي» الياباني مكاسب محدودة، خلال تعاملات الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر، مغلقاً عند مستوى 50376.53 نقطة، مقابل 50276.37 نقطة الأسبوع الماضي، ليصعد بنسبة 0.20 %. جاء هذا الارتفاع، رغم تضرر السوق اليابانية من موجة البيع التي شهدتها الأسهم العالمية، لا سيما في قطاع التكنولوجيا، مع تصاعد المخاوف المتعلقة بالتقييمات المرتفعة لأسهم شركات الذكاء الاصطناعي.
مكاسب أسبوعية
ووسط مخاوف مرتبطة بالإمدادات، لا سيما بعد هجوم أوكراني على ميناء روسي يوم الجمعة، سجل النفط مكاسب أسبوعية. وارتفعت العقود الآجلة لخام «برنت» عند التسوية يوم الجمعة إلى 64.39 دولاراً للبرميل، مقارنة مع 63.63 دولاراً للبرميل يوم الجمعة الماضي، وبما يشكل مكاسب بنسبة 1.19 %.
كما ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بنسبة 0.57 % تقريباً، إلى 60.09 دولاراً للبرميل، مقارنة مع 59.75 دولاراً للبرميل الأسبوع السابق.
ويتوقع بنك «باركليز» تجاوز سعر خام برنت لـ 85 دولاراً للبرميل، إذا انخفضت الصادرات الروسية بشكل حاد. وهي تقديرات أعلى من التوقعات السابقة عند 66 دولاراً للبرميل، التي أصدرها البنك.
وبالنسبة للذهب، فقد سجل ارتفاعاً أسبوعياً بأكثر من 3.5 % خلال تعاملات الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر، وصولاً إلى 4095 دولاراً للأونصة.
ويراقب المستثمرون عن كثب توقعات أسعار الفائدة، وذلك وسط تصريحات متشددة من مسؤولي الفيدرالي الأمريكي، ما قلص الآمال في خفض أسعار الفائدة في ديسمبر.
