ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 16 نوفمبر 2025 11:06 مساءً - كشفت بعثات بحثية روسية عن ما يُقدّر بـ 511 مليار برميل من النفط تحت بحر ويديل في أنتاركتيكا، ضمن منطقة تطالب بها المملكة المتحدة. إذا تأكدت هذه التقديرات، فإنها ستكون واحدة من أكبر الاحتياطيات النفطية غير المستغلة في العالم، متجاوزة إنتاج بحر الشمال خلال نصف قرن بما يقارب عشرة أضعاف.
وأشار تقرير روسي قُدّم إلى لجنة التدقيق البيئي في البرلمان البريطاني في مايو 2024 إلى أن الاكتشاف يعتمد على الدراسات الزلزالية التي أجرتها السفن الروسية، رغم أن النتائج لم يتم التحقق منها بعد بشكل مستقل في الأبحاث العلمية المنشورة.
هذا الاكتشاف أثار مخاوف دبلوماسية وعلمية، خصوصا مع وجود نزاعات إقليمية طويلة الأمد، حيث تتداخل مطالبة المملكة المتحدة مع مطالبات تشيلي والأرجنتين.
ويأتي ذلك في ظل معاهدة أنتاركتيكا لعام 1959، التي تحظر استغلال الموارد الطبيعية والنشاط العسكري، وتجعل القارة مخصصة للأغراض العلمية والسلمية فقط.
أكدت روسيا أن أنشطتها تتوافق مع المعاهدة، لكن الخبراء يحذرون من أن البيانات الزلزالية قد تُفسر على أنها تنقيب فعلي، ما قد يشكل تهديدا للحظر الدائم على التعدين في المنطقة.
وصرّح البروفيسور كلاوس دودز، المتخصص في الجغرافيا السياسية بجامعة لندن، بأن "الوجود الروسي المتزايد يجب أن يُفهم كقرار لتقويض المعايير المرتبطة بأبحاث المسح الزلزالي".
وتجدر الإشارة إلى أن معاهدة أنتاركتيكا التي وقّعت عام 1959 وسعت لتشمل اليوم 58 دولة، تمنح إطارا للبحث العلمي المفتوح لكنها تفتقر إلى آليات إنفاذ قوية، مما يترك القارة القطبية الجنوبية عرضة للتجاوزات القانونية مع توفير إمكانية الإنكار، وفقا لموقع" dailygalaxy".
في الوقت نفسه، يعكس هذا الاكتشاف أهمية أنتاركتيكا الاستراتيجية في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وأسواق الطاقة العالمية، خصوصًا وأن روسيا تواجه عقوبات غربية وتبحث عن تحوط استراتيجي لمواردها المستقبلية.
الباحثون والدبلوماسيون حثوا على متابعة التطورات عن كثب، مؤكدين أن النشاط الروسي يندرج ضمن "المنافسة الاستراتيجية" التي تتصاعد في القارة القطبية الجنوبية، وسط تساؤلات حول الحدود الدقيقة بين البحث العلمي واستكشاف الموارد.
