حال المال والاقتصاد

المستثمرون يتطلعون إلى بيانات مؤجلة لتسليط الضوء على الاقتصاد الأمريكي

المستثمرون يتطلعون إلى بيانات مؤجلة لتسليط الضوء على الاقتصاد الأمريكي

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 14 ديسمبر 2025 09:51 مساءً - ستوفر مجموعة من البيانات المؤجلة المتعلقة بالتوظيف والتضخم، وغيرها من البيانات في الأسبوع المقبل نظرة طال انتظارها على الاقتصاد الأمريكي، والتي قد تساعد في توجيه الأسواق حتى نهاية العام. تراجعت الأسهم الأمريكية في نهاية الأسبوع، بعد أن أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي، يوم الخميس، عند مستوى قياسي، وقد أثرت التقارير الفصلية المخيبة للآمال المتتالية من شركتي أوراكل وبرودكوم، وهما شركتان رائدتان في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي دفع الأسواق هذا العام، سلباً على قطاع التكنولوجيا الضخم.

تعد البيانات القادمة بالغة الأهمية، إذ يسود الغموض بين المستثمرين ومجلس الاحتياطي الفيدرالي منذ إغلاق الحكومة الفيدرالية لمدة 43 يوماً، ما أدى إلى تأجيل تقارير رئيسية.

من المقرر صدور تقرير الوظائف الأمريكية لشهر نوفمبر، يوم الثلاثاء، بينما سيصدر مؤشر أسعار المستهلك الشهري، الذي يرصد عن كثب لرصد اتجاهات التضخم، يوم الخميس.

غموض الوضع

قال جيم بيرد، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بلانت موران للاستشارات المالية: «كان هناك غموض يكتنف الوضع بالنسبة للمستثمرين. لا شك في أن الأرباح القوية للشركات أسهمت في دعم الأسواق، كما أن قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتخفيضات أسعار الفائدة المتوقعة أسهمت في تعزيزها بشكل طفيف، ولكن حان الوقت الآن للتركيز مجدداً على الاقتصاد الأساسي والمسار الذي نسلكه»، وقد خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي انقسمت آراؤه، أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، يوم الأربعاء، للمرة الثالثة على التوالي، في محاولة منه لدعم سوق العمل المتراجع، إلا أن البنك المركزي أشار إلى أنه من غير المرجح أن تنخفض تكاليف الاقتراض أكثر من ذلك على المدى القريب، في انتظار مزيد من الوضوح الاقتصادي.

جدول بيانات متأخر

قال ديفيد سيف، كبير الاقتصاديين للأسواق المتقدمة في نومورا: «بسبب إغلاق الحكومة وجدول البيانات المتأخر، لدينا فعلياً ثلاثة أشهر من بيانات العمل والتضخم ستصدر بين اجتماعي مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر ويناير».

ووفقاً لاستطلاع أجرته «رويترز» من المتوقع أن يرتفع عدد الوظائف في الولايات المتحدة بمقدار 35 ألف وظيفة فقط في نوفمبر. وصرح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، يوم الأربعاء، بأنه على الرغم من أن متوسط ​​الزيادة في الوظائف بلغ 40 ألف وظيفة شهرياً منذ أبريل، إلا أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يعتقد أن هذه الأرقام مبالغ فيها، وقد يكون متوسط ​​الخسارة 20 ألف وظيفة شهرياً.

وقال مارفن لوه، كبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي العالمي في ستيت ستريت: «إذا بدأنا نتلقى بيانات سلبية بشأن الوظائف فلا مفر من مناقشة الركود».

وتأتي بيانات مؤشر أسعار المستهلك الشهرية في وقت لا يزال فيه التضخم أعلى من هدف مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ما قد يعقد أي إجراءات تيسير نقدي إضافية من جانب المجلس إذا لم ينخفض ​​التضخم. عارض ثلاثة من صناع السياسات قرار خفض أسعار الفائدة، من بينهم اثنان يعتقدان أنه كان ينبغي الإبقاء عليها دون تغيير.

توقع مزيد من التخفيضات

وقال خبراء اقتصاديون من مورغان ستانلي في مذكرة يوم الخميس: «ما زلنا نتوقع المزيد من التخفيضات في يناير وأبريل، ولكن إذا استقر سوق العمل فقد لا تجرى تخفيضات مستقبلية حتى يتباطأ التضخم»، ومن بين التقارير الأخرى المقرر صدورها الأسبوع المقبل، تقرير عن مبيعات التجزئة، والذي سيسهم في تقديم فهم أعمق للنمو الاقتصادي، كما أن التقرير الفصلي لشركة مايكرون تكنولوجي، المقرر صدوره، يوم الأربعاء، قد يحظى بمزيد من التدقيق في أعقاب الاضطرابات، التي شهدها قطاع الذكاء الاصطناعي هذا الأسبوع، وقد ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 16% حتى الآن في عام 2025، ليصل بذلك إلى 90% خلال فترة ازدهار السوق، التي بدأت في أكتوبر 2022، ويعد شهر ديسمبر عادة شهراً إيجابياً للأسهم.

مع ذلك قد يسعى المستثمرون إلى جني أرباحهم منذ بداية العام، ما قد يؤدي إلى ضغوط بيع، كما أن اقتراب موسم الأعياد من شأنه أن يقلل من أحجام التداول، الأمر الذي قد يؤدي إلى تحركات مبالغ فيها في أسعار الأصول.

قال لوه: «بشكل عام كان عاماً ممتازاً للغاية بالنسبة للأصول الخطرة. إذا ظهرت بعض الأرقام غير المستقرة أو لم يكن هناك سبب مقنع لإضافة المزيد من المخاطر فقد يؤدي ذلك إلى زيادة التقلبات في السوق نظراً لانخفاض حجم التداولات في الأسواق».

Advertisements

قد تقرأ أيضا