ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 18 ديسمبر 2025 06:51 مساءً - ترأس المهندس ماجد سلطان المسمار، مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية (تدرا) وفد دولة الإمارات العربية المتحدة في زيارة رسمية إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك خلال الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر 2025، للمشاركة في الأحداث العالمية الكبرى المخصصة للمراجعة الشاملة لمخرجات القمة العالمية لمجتمع المعلومات (WSIS+20)، وهي القمة المتعددة الأطراف التي تتناول مستقبل الإنترنت والحوكمة الدولية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وشهدت الزيارة برنامجاً مكثفاً شمل إلقاء حال الخليج الوطني لدولة الإمارات أمام الجمعية العامة، والمشاركة في جلسات استراتيجية متخصصة حول التحول الرقمي وحوكمة الإنترنت العالمية.
بيان وطني
وفي كلمته الرئيسية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 16 ديسمبر، شدد المهندس ماجد سلطان المسمار على أن العالم يقف عند مفترق طرق، مشيراً إلى أنه رغم وصول الإنترنت إلى 74% من سكان العالم، لا يزال نحو 2.2 مليار إنسان خارج نطاق التغطية، ما يشكل تحدياً جوهرياً.
وقال المسمار: «في عصر أصبح فيه الاتصال شرطاً أساسياً للتعليم والرعاية الصحية والتمكين الاقتصادي، فإن ما نواجهه اليوم ليس مجرد فجوة رقمية.. بل هي فجوة تنموية بامتياز».
واستعرض المسمار دور دولة الإمارات كنموذج واقعي، مشيراً إلى إدراج أكثر من 450 مشروعاً وطنياً في قاعدة بيانات القمة العالمية لمجتمع المعلومات (WSIS Stocktaking)، وتتويج هذه الجهود بالفوز بأكثر من 60 جائزة عالمية، مؤكداً أن دولة الإمارات ستواصل دعم الجهود العالمية لسد الفجوة المعرفية.
مسيرة التحول
وشارك وفد دولة الإمارات في فعالية «Digital@UNGA». وخلال جلسة «مسيرة التحول الرقمي المستدام»، أكد أن تجربة دولة الإمارات استندت إلى «هندسة المستقبل» عبر ثلاث ركائز: الاستثمار الاستباقي في قطاع الاتصالات كعمود فقري، وتطوير العقلية الحكومية، وترسيخ البنية التحتية الرقمية العامة (DPI).
رؤية تكاملية
اختتم وفد الدولة مشاركته في الجلسة النقاشية المهمة بعنوان «ربط النقاط: القمة العالمية لمجتمع المعلومات، منتدى حوكمة الإنترنت، والميثاق الرقمي العالمي». حيث قدم المهندس ماجد سلطان المسمار مداخلة استراتيجية دعت إلى إنهاء حالة «الجزر المنعزلة» بين المنظمات الدولية، مشبهاً العلاقة بينها بـ «المحرك الواحد»، ومشيراً إلى أن القمة العالمية لمجتمع المعلومات (WSIS): تمثل «الأساس» والبنية التحتية، ومنتدى حوكمة الإنترنت (IGF): يمثل «المنصة» للحوار الشامل، والميثاق الرقمي العالمي (GDC): يمثل «البوصلة» التي تحدد مسار المستقبل والمبادئ المشتركة.
ودعا المسمار المجتمع الدولي إلى جعل هذه المسارات «قابلة للتشغيل البيني» (Interoperable) لضمان مستقبل رقمي ليس فقط «متصلاً»، بل «بناءً ومستداماً» للجميع.
