حال المال والاقتصاد

الإمارات قائد إقليمي في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي

الإمارات قائد إقليمي في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 19 ديسمبر 2025 12:06 صباحاً - أكد بنك دبي الوطني أن الإمارات عززت موقعها كقائد إقليمي في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، مستندة إلى استثمارات ضخمة وخطط توسع طويلة الأمد في مراكز البيانات والتقنيات الداعمة.

حيث تمتلك الدولة حالياً 35 مركز بيانات تشغيلياً، إلى جانب خط استثماري بقيمة 44 مليار دولار يمثل أكثر من نصف استثمارات دول مجلس التعاون في هذا القطاع الحيوي.

وأوضح البنك عبر تقرير حديث تحت عنوان «GCC economies to harness AI advantages in 2026»، أن هذا الزخم يعكس مزايا هيكلية تتمتع بها الإمارات، تشمل سرعة تنفيذ المشاريع،.

وتوافر البنية التحتية للطاقة، والعلاقات المتقدمة مع كبرى شركات التكنولوجيا العالمية، ما يضع الدولة في موقع متقدم لاقتناص العوائد الاقتصادية المرتبطة بالمرحلة الأولى من توسع الذكاء الاصطناعي.

ووفق تقديرات PwC، من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بنحو 96 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي للإمارات بحلول عام 2031، أي ما يعادل 13.6% من الناتج المحلي، وهي النسبة الأعلى خليجياً، ما يعكس الأثر المتنامي لهذه الاستثمارات على النمو الاقتصادي طويل الأمد.

قائد إقليمي

وبرزت الإمارات كقائد إقليمي في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، مع 35 مركز بيانات تشغيلياً وخط تمويل استثماري بقيمة 44 مليار دولار في مراكز البيانات، ما يمثل 55% من إجمالي استثمارات دول مجلس التعاون الخليجي في هذا المجال.

ويعكس هذا التركّز مزايا هيكلية تشمل سرعة التنفيذ، وتوافر البنية التحتية للطاقة، والعلاقات الوثيقة مع شركات التكنولوجيا العملاقة، ما يضع الإمارات في موقع يمكنها من تحقيق عوائد اقتصادية تفوق المتوسط الإقليمي.

ووفقاً لتقديرات PwC، من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بنحو 96 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بحلول عام 2031، أي ما يعادل 13.6% من الناتج المحلي، وهي النسبة الأعلى بين دول الخليج، وتكاد تكون ضعف متوسط المنطقة البالغ 8.2%.

وتبلغ الاستثمارات المنفذة حالياً في الإمارات نحو 9.9 مليارات دولار موزعة على 15 مشروعاً لمراكز بيانات قيد الإنشاء.

ومن المتوقع أن ترتفع القدرة الاستيعابية لمراكز البيانات من 414 ميغاواط إلى نحو950 ميغاواط بحلول عام 2028، أي بزيادة تبلغ 130%.

وتقود هذا التوسع شركة خزنة لمراكز البيانات، أكبر مشغّل في السوق الإماراتية، باستثمارات قدرها 1.28 مليار دولار عبر خمسة مرافق جديدة قيد الإنشاء، ستضيف مجتمعةً نحو 210 ميغاواط من القدرة التشغيلية.

كما يتسارع النمو بفضل مشاريع بنية تحتية كبرى للذكاء الاصطناعي، أبرزها المرحلة الأولى من مجمع Stargate AI (ستارغيت) التابع لشركة G42، والذي سيضيف وحده 200 ميغاواط بحلول منتصف عام 2026.

إضافة إلى ذلك، توجد استثمارات بقيمة 33.6 مليار دولار في مرحلة ما قبل التنفيذ موزعة على 13 مشروعاً، يهيمن عليها المخطط الرئيسي الكامل لمشروع Stargate بقدرة 5 غيغاواط.

أكبر المستثمرين

وتمتد طموحات الإمارات الاستراتيجية إلى ما هو أبعد من حدودها الجغرافية، ففي عام 2025، تصدّرت الإمارات قائمة أكبر المستثمرين عالمياً في مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر من نوع Greenfield في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإنترنت، بضخ استثمارات بلغت 67.9 مليار دولار عبر 22 مشروعاً، متقدمة على الولايات المتحدة التي سجلت استثمارات بقيمة 57 مليار دولار.

وبهذا، رسّخت الدولة موقعها كمصدر رئيسي لرأس المال الموجّه لتطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.

ورسّخت دول مجلس التعاون الخليجي مكانتها كوجهة محورية للاستثمارات العالمية في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، حيث استقطبت أكثر من 40 مليار دولار من الالتزامات المؤكدة من شركات الحوسبة السحابية العملاقة خلال الفترة بين 2023 و2025.

وتمثل كل من الإمارات والمملكة العربية معاً أكثر من 75% من إجمالي سعة مراكز البيانات القائمة في المنطقة، ما يضع الخليج ليس كسوق هامشي، بل كمكوّن أساسي في نشر البنية التحتية العالمية للذكاء الاصطناعي حتى عام 2030.

وتتصدر مايكروسوفت قائمة الالتزامات الإقليمية باستثمارات تبلغ 17.3 مليار دولار، تليها أمازون ويب سيرفيسز (AWS) باستثمارات 16.3 مليار دولار.

كما أنشأت جوجل كلاود عدة مناطق تشغيلية في المنطقة باستثمارات تتجاوز عدة مليارات من الدولارات، في حين التزمت أوراكل باستثمار 1.5 مليار دولار ضمن عملياتها السحابية في السعودية.

وأفاد بنك الإمارات دبي الوطني بأن الذكاء الاصطناعي سيكون قوة مهيمنة تُشكّل مسار النمو الاقتصادي في عام 2026، مع تأثير ملموس يأتي عبر واحدة من أكبر موجات بناء البنية التحتية في التاريخ الاقتصادي الحديث.

ويبرز هذا الوضوح على النقيض الحاد من حالة عدم اليقين التي تحيط بمعظم المتغيرات الاقتصادية الأخرى، إذ تتراوح توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي ضمن نطاق واسع يبدأ من 2.4% وفق تقديرات البنك الدولي المتحفظة، ويصل إلى 3.1% بحسب توقعات صندوق النقد الدولي الأكثر تفاؤلاً.

التجارة الدولية

ويسهم التوسّع الكبير في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في توليد حركة تجارة دولية واسعة، تعزّز بدورها مساهمة الاستثمار نفسه في الناتج المحلي الإجمالي.

وقد أظهر قطاع أشباه الموصلات زخماً استثنائياً، إذ ارتفعت المبيعات خلال النصف الأول من عام 2025 بنسبة 18.9% على أساس سنوي لتصل إلى 346 مليار دولار، ما يضع التوقعات لكامل عام 2025 عند 772 مليار دولار.

ولعام 2026 عند 975 مليار دولار، وفق تحديث ديسمبر 2025 الصادر عن الإحصاءات العالمية لتجارة أشباه الموصلات (WSTS).

وتسجّل الشرائح المخصّصة للذكاء الاصطناعي مسارات نمو أقوى، إذ يُتوقّع أن تتراوح قيمتها بين 110 و130 مليار دولار في 2026، مع معدلات نمو سنوية مستدامة تتراوح بين 28% و30%.

أما على مستوى المعدات، فتتضاعف هذه الأرقام بصورة أكبر، حيث يُتوقّع أن تصل تجارة البنية التحتية لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي - والتي تشمل الخوادم المحسّنة للذكاء الاصطناعي.

ومعدات الشبكات عالية الأداء، وأنظمة التبريد المتقدمة، والبنية التحتية المتخصصة للطاقة — إلى ما بين 250 و350 مليار دولار في عام 2026.

وتعيد هذه الطفرة في الأجهزة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي تشكيل أنماط التجارة العالمية، إذ وثّقت منظمة التجارة العالمية أن السلع المرتبطة بالذكاء الاصطناعي شكّلت 43% من نمو تجارة السلع العالمية في النصف الأول من عام 2025.

رغم أنها لا تمثل سوى 15% من إجمالي قيمة التجارة، مسجّلة نمواً سنوياً بنسبة 20%، مقارنة بأقل من 4% للسلع غير المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

96

مليار دولار مساهمة القطاع في اقتصاد الإمارات 2031

571

مليار دولار الإنفاق على البنية التحتية عالمياً

772

مليار دولار مبيعات قطاع أشباه الموصلات خلال 2025

55 %

حصة الإمارات من استثمارات دول التعاون الخليجي

Advertisements

قد تقرأ أيضا