ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 21 ديسمبر 2025 08:40 صباحاً - أكد تقرير حديث صادر عن مجموعة «IMARC»، أن الإمارات تعدّ وجهة رائدة في الابتكار السياحي على مستوى العالم، بفضل النمو المتسارع في تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف مراحل الرحلات؛ من الحجز والتخطيط، حتى التنقل والإقامة. وتوقع التقرير نمو سوق السفر والسياحة في الإمارات إلى 163.4 مليار دولار بحلول 2033، بمعدل نمو سنوي مركب 11 % خلال الفترة بين 2025 و2033، بعدما بلغ حجمه 61.3 مليار دولار في 2024.
وذكر التقرير أن تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت أداة رئيسة في تخطيط الرحلات، حيث يستخدم 68 % من المسافرين في الإمارات أدوات الذكاء الاصطناعي عند حجز عطلاتهم، بزيادة 57% مقارنة بالعام الماضي، وفقاً لتقرير «ماريوت بونفوي»، إذ يفوق هذا المعدل المتوسط العالمي البالغ 48 %، ما يعكس الوعي التكنولوجي المتزايد بين المسافرين في الدولة.
وفي مجال خدمة الضيوف، اعتمدت الفنادق في دبي وأبوظبي على أنظمة افتراضية ذكية، مثل «مجد» للإجابة عن الاستفسارات الروتينية، حيث يستخدم 39 % من مشغلي الضيافة بالفعل روبوتات الدردشة، أو المساعدين الافتراضيين، لتقديم الدعم على مدار الساعة، وتقديم التوصيات، والتعامل مع المهام الإدارية، ما يتيح للموظفين التركيز على التفاعلات الأكثر تعقيداً.
أما على صعيد النقل الذكي، فتستعد دبي لإطلاق تجربة الطيران الحضري، من خلال بناء 4 مواقع مخصصة للطائرات الكهربائية «فرتيبورت» في مطار دبي الدولي، ووسط المدينة، ودبي مارينا، ونخلة جميرا، بالتعاون مع شركة «جوبي أفييشن». ومن المقرر أن تطلق هذه الخدمة في 2026، مع قدرة الطائرات على نقل أربعة ركاب بسرعة تصل إلى 200 ميل في الساعة، ما يقلص مدة الرحلة من ساعة إلى 10 دقائق فقط.
وفي إطار البنية التحتية السياحية الذكية، تسعى أبوظبي لأن تكون أول حكومة في العالم تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي بحلول 2027، بدعم من مشاريع كبرى، مثل مطار زايد الدولي، الذي أطلق مبادرة «السفر الذكي»، باستخدام تقنيات التعرف البيومتري، إلى جانب «حديقة الذكاء الاصطناعي»، التي كشفت عنها شركة «دو» خلال أسبوع جيتكس 2025 في دبي، والتي تهدف إلى إدماج الذكاء الاصطناعي في تجربة السائح، من خلال توصيات ذكية، وخدمات رقمية متكاملة.
ويحقق سوق السفر والسياحة في الإمارات نمواً مطرداً، مدفوعاً بعوامل استراتيجية عدة، في مقدمها السياسات الحكومية الداعمة، مثل «استراتيجية السياحة الإماراتية 2031» و«الميثاق الوطني للسياحة»، التي تسعى لتعزيز السياحة المستدامة، وتحسين البنية التحتية، وزيادة تنافسية الدولة على مستوى العالم. وتسهم هذه المبادرات في توحيد الجهود بين الإمارات المختلفة، وخلق فرص عمل نوعية، وتطوير تجارب سياحية مبتكرة تسهم بما يقارب 13 % من الناتج المحلي الإجمالي، وتدعم أكثر من 925 ألف وظيفة.
كما تعزز البنية التحتية عالمية المستوى والموقع الاستراتيجي من مكانة الإمارات مركز جذب سياحي عالمياً، إذ استقبلت دبي وحدها نحو 10 ملايين زائر دولي خلال النصف الأول من العام الجاري، مدعومة بشبكة مطارات متقدمة، وفنادق فاخرة، ومرافق ترفيهية متكاملة.
من جهة أخرى، تعيد التوجهات السياحية الجديدة تشكيل سلوك الزوار، حيث يتزايد الإقبال على السياحة الشخصية والرفاهية والبيئة. ويبحث عدد متزايد من المسافرين عن تجارب ثقافية عميقة، وسياحة «النوم المريح»، وخيارات سفر مستدامة، حيث أفاد 81 % من الزوار بأهمية العناية الذاتية، و84 % بأهمية الخيارات الصديقة للبيئة. وتسهم هذه التوجهات في تنويع المنتجات السياحية، من المراكز الثقافية في أبوظبي إلى التجارب التفاعلية في دبي، ما يفتح آفاقاً جديدة للابتكار، ويعزز من رضا الزوار.
وفي مبادرة رقمية متقدمة خلال العام نفسه، تعاونت دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي مع شركة «أماديوس»، لتعزيز تقنيات القياسات الحيوية، وتحسين تجربة المسافرين في المطارات، بالتوازي مع مبادرة «السفر الذكي» في مطار زايد الدولي.
