ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 05:36 مساءً - تعتزم شركة بايت دانس، المالكة لتطبيق تيك توك، زيادة إنفاقها على الذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ في عام 2026، ما يبرز سعي شركات التكنولوجيا الصينية الحثيث لمواكبة منافسيها الأمريكيين في ظل القيود الجيوسياسية والتكنولوجية المتزايدة.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فقد خصصت الشركة التي تتخذ من بكين مقراً لها ميزانية أولية تبلغ نحو 160 مليار يوان صيني (23 مليار دولار) للنفقات الرأسمالية في 2026، مرتفعة من نحو 150 مليار يوان هذا العام. ومن المتوقع أن يوجه نحو نصف هذا الإنفاق المخطط له نحو أشباه الموصلات المتقدمة، مع تخصيص حوالي 85 مليار يوان بشكل خاص لمعالجات الذكاء الاصطناعي.
ويعكس هذا الارتفاع المقترح تصميم «بايت دانس» على توسيع قدراتها في الذكاء الاصطناعي عبر مجالات توصية المحتوى، والإعلانات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم استمرار حالة عدم اليقين بشأن الوصول إلى أشباه الموصلات المتطورة.
وقد حدت القيود الأمريكية على الصادرات من قدرة الشركات الصينية على الحصول على المعالجات الأكثر تقدماً من شركات مثل «إنفيديا»، ما أجبر الشركات على الموازنة بين التخزين الاحتياطي، والتوريد البديل، وتحسين القدرات داخلياً.
وظهرت «بايت دانس» بوصفها أحد أكثر المستثمرين صرامة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الصين، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية للتعلم الآلي بالنسبة لأنشطتها الأساسية، بما في ذلك «تيك توك» ونظيره الصيني «دوين». ويلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في خوارزميات التوصية، ومراقبة المحتوى، وكفاءة الإعلانات، ما يجعل قدرة الحوسبة مدخلاً تنافسياً أساسياً.
كما توضح خطط الإنفاق التحول الأوسع الجاري بين أكبر شركات الإنترنت الصينية، التي تعطي الأولوية للاكتفاء التكنولوجي طويل الأجل على حساب الحفاظ على هوامش الربح قصيرة الأجل. ومع تسريع الشركات التكنولوجية الأمريكية استثماراتها في الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، تواجه الشركات الصينية ضغوطاً للرد رغم العقبات التنظيمية وسلسلة التوريد.
وبينما تظل الميزانية أولية وقابلة للتغيير، فإن حجم الإنفاق المقترح يشير إلى أن «بايت دانس» تستعد لمنافسة مستمرة في مجال الذكاء الاصطناعي خلال السنوات المقبلة. وبالنسبة للأسواق، تؤكد هذه الخطط التوقعات بأن النفقات الرأسمالية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي ستظل مرتفعة عالمياً، حتى مع تزايد تفتت الوصول إلى الأجهزة المتقدمة على خلفية التوترات الجيوسياسية.
