ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 11:50 مساءً - قفز الجنيه المصري، الثلاثاء، إلى أعلى مستوياته أمام الدولار منذ أكثر من عام، مدعوماً بتدفق الأموال الساخنة من الأجانب على أدوات الدين الحكومية، والاستثمارات الخليجية الجديدة في مشروعات عقارية في البلاد، إلى جانب ارتفاع تحويلات المصريين في الخارج والدخل السياحي.
وبحسب بيانات البنك الأهلي المصري، أكبر بنك حكومي، ارتفع الجنيه 22 قرشاً في التعاملات الصباحية ليسجّل الدولار 47.98 جنيهاً للشراء و48.08 جنيهاً للبيع. وبذلك تبلغ مكاسب العملة المصرية نحو 55 قرشاً خلال يومين فحسب. في الوقت ذاته، أفادت "بلومبرغ" بأن الجنيه وصل لأقوى مستوى له أمام الدولار منذ يوليو 2024 في التعاملات الخارجية.
عوامل الدعم
وأرجع محمد عبد العال، عضو مجلس الإدارة في "البنك المصري الخليجي"، تحسن سعر الجنيه إلى عدة عوامل منها تباطؤ معدل التضخم في شهر أغسطس للمرة الثانية على التوالي، وانخفاض تكلفة التأمين على أدوات الدين المصرية.
كما أشار إلى قرب صدور قرار صندوق النقد الدولي بشأن المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج مصر للإصلاح الاقتصادي مما سيتيح صرف 2.4 مليار دولار، وسط توقعات قوية بموافقة الصندوق على اعتماد الشريحتين، ما من شأنه أن يدعم أداء العملة المصرية بفضل توفر النقد الأجنبي.
وخلال يوليو وأغسطس وحدهما، جمعت الحكومة عبر البنك المركزي نحو 2.11 تريليون جنيه، ما يمثل 59% من القيمة المستهدفة من إصدارات الدين المحلي للسنة المالية الحالية، وسط طلب قوي من المستثمرين الأجانب والبنوك المحلية للاستفادة من أسعار الفائدة المرتفعة.
تبلغ أسعار الفائدة الأساسية حالياً 22% على الإيداع و23% على الإقراض لليلة واحدة، بعد خفضها 3 مرات منذ بداية 2025 بمجموع 525 نقطة أساس.
بعد عام من تحرير سعر الصرف، جذبت مصر استثماراً أجنبياً غير مباشر في أذون الخزانة فقط، بخلاف سندات الخزانة، بقيمة 25 مليار دولار ليصل إجمالي رصيد المحفظة إلى 38 مليار دولار، بنهاية مارس 2025، وفق بيانات صادرة عن البنك المركزي.
في الوقت ذاته، ارتفعت احتياطيات مصر من النقد الأجنبي إلى 49.25 مليار دولار بنهاية أغسطس، مدعومة بنمو إيرادات السياحة 22% في النصف الأول من العام إلى 8 مليارات دولار، وزيادة عدد السائحين 25% إلى 8.7 ملايين، وتستهدف الحكومة استقبال 18 مليون سائح بنهاية العام، ما قد يرفع الإيرادات عن التقديرات السابقة.
تحويلات العاملين بالخارج
يأتي ذلك بينما سجلت تحويلات المصريين العاملين في الخارج مستوى قياسياً بلغ 36.5 مليار دولار خلال العام المالي 2024-2025، المنتهي في يونيو الماضي، وهو الأعلى تاريخياً، وفق بيانات البنك المركزي المصري. تعتمد مصر على 5 مصادر رئيسية للحصول على العملة الصعبة، تتمثل بالصادرات، وعائدات السياحة، وإيرادات قناة السويس، وتحويلات المغتربين، والاستثمارات الأجنبية.
ارتفعت تحويلات المصريين العاملين بالخارج بنسبة 66% مقارنة بالعامين الماليين السابقين حيث سجل كل منهما حوالي 22 مليار دولار، لتعود بذلك إلى الارتفاع مجدداً بعد هبوط ملحوظ خلال الفترة السابقة.
صفقة "مراسي"
أطلقت شركة "إعمار مصر" المملوكة للملياردير الإماراتي محمد العبار، بالشراكة مع رجل الأعمال السعودي حسن شربتلي، مشروع "مراسي البحر الأحمر"، السياحي المتكامل على ساحل البحر الأحمر باستثمارات متوقعة تبلغ نحو 900 مليار جنيه (18.5 مليار دولار).
وقال رئيس قطاع المعاملات الدولية بأحد البنوك الخاصة، الذي طلب عدم نشر اسمه، لـ"الشرق بلومبرغ" إن السوق تشهد وفرة كبيرة في النقد الأجنبي، بدعم من الأخبار الإيجابية المرتبطة بصفقة "مراسي"، وسط ترقب لإعلان المزيد من الصفقات المماثلة.
يتفق معه في الرأي رئيس قطاع الخزانة بأحد البنوك الحكومية، والذي دلل على ذلك بقوله في مقابلة مع "الشرق بلومبرغ" إن حجم التعاملات في سوق ما بين البنوك (الإنتربنك) بلغ 600 مليون دولار يومي الأحد والإثنين.
أخبار متعلقة :