الإمارات معبر رئيسي لـ 60 % من تجارة الصين مع المنطقة

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 26 سبتمبر 2025 12:06 صباحاً - انطلقت، أمس، في مدينة هانغتشو بمقاطعة تشجيانغ شرق الصين، فعاليات الدورة الرابعة من المعرض العالمي للتجارة الرقمية، وذلك بحضور رسمي إماراتي رفيع المستوى، وبمشاركة متميزة للدولة بصفتها ضيف شرف رسمياً إلى جانب جمهورية إندونيسيا.

Advertisements

حضر حفل الافتتاح، معالي حسين الحمادي، سفير لدى الصين، وعبدالله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد والسياحة، الذي يترأس وفد الدولة المشارك في فعاليات المعرض، ومهند سليمان النقبي، القنصل العام للدولة في مدينة شنغهاي.

وعبدالله النعيمي، الملحق التجاري بسفارة الدولة لدى الصين، وعدد من مسؤولي وزارة الاقتصاد والسياحة، وممثلي الجهات الحكومية والخاصة والشركات الوطنية المشاركة في المعرض، وانطلق فعاليات المعرض أمس وتتواصل حتى 29 سبتمبر في مركز هانغتشو للمؤتمرات والمعارض الكبرى.

وأكد عبدالله آل صالح، في كلمته خلال حفل الافتتاح، أهمية الحدث ودوره في تعزيز التعاون الدولي، مشيداً بحسن التنظيم وحفاوة الاستقبال، معرباً عن بالغ الشكر لحكومة جمهورية الصين الشعبية على دعوتها لدولة الإمارات للمشاركة بصفة «ضيف شرف».

وأوضح أن العلاقات بين الإمارات والصين شهدت نمواً غير مسبوق خلال العقود الأربعة الماضية، حتى أصبحت الإمارات الشريك التجاري الأول للصين في التجارة غير النفطية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وتعد معبراً رئيسياً لأكثر من 60% من تجارة الصين مع المنطقة.

مشيراً إلى أن الصين تحتل حالياً مكانة الشريك التجاري الأول للإمارات عالميا في تجسيد واضح لعمق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.

وقال إن الإمارات قطعت خطوات متقدمة بمجال التحول الرقمي، عبر تبني استراتيجيات وطنية طموحة مثل استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031 واستراتيجية الاقتصاد الرقمي 2031، والتي تهدف إلى جعل الدولة مركزاً عالمياً للاقتصاد الرقمي.

وأشار إلى أن الإمارات كانت أول دولة في العالم تعيّن وزيراً للذكاء الاصطناعي في 2017، ما يعكس الرؤية الاستباقية للدولة وأسبقيتها في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في منظومتها الحكومية والاقتصادية.

وأكد آل صالح أن الإمارات جاءت في المرتبة العاشرة عالمياً كأكبر وجهة لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث سجلت تدفقات بلغت 45.6 مليار دولار في عام 2024، وذلك بحسب تقرير الاستثمار العالمي 2025 الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد). ولفت إلى أن حجم الاستثمارات الصينية في الإمارات بلغ نحو 9 مليارات دولار.

وأوضح أن أكثر من 16,500 شركة صينية تعمل حالياً في دولة الإمارات، ويتركز جزء كبير منها في هذا القطاع الحيوي، بما يعكس عمق الشراكة الاقتصادية وحجم الفرص المتاحة لتعزيز التعاون المستقبلي.

من جانبه، قال وانغ دونغ مينغ نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، في كلمة الافتتاح الرسمية، إن التجارة الرقمية شهدت تطوراً مستمراً وسريعاً، وأصبحت اتجاهاً جديداً ومحركاً رئيسياً للاقتصاد.

لافتاً إلى أنه بمبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ يتم عقد هذا المعرض لجمع مختلف الدول، وبعد 3 سنوات يلعب المعرض دوراً مهماً في تبادل المعرفة وتطوير التجارة الرقمية، بما يسهم في نمو الاقتصاد الصيني والعالمي.

الإمارات ضيف شرف

وافتتح وفد إماراتي - صيني مشترك، يضم حسين الحمادي، سفير الإمارات لدى جمهورية الصين الشعبية، وعبدالله أحمد آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد والسياحة، وشنغ تشيو بينغ نائب وزير التجارة الصيني، وتشو شيانغ جون مدير عام دائرة التجارة في مقاطعة تشجيانغ، جناح دولة الإمارات ضمن فعاليات الدورة الرابعة من المعرض العالمي للتجارة الرقمية، الذي تستضيفه مدينة هانغتشو بمقاطعة تشجيانغ الصينية.

وشهد حفل الافتتاح عرض فيلم تسجيلي تناول مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة، مسلطاً الضوء على إنجازاتها الرائدة في مختلف المجالات، ومؤكداً أن الدولة تسير بخطى واثقة نحو المستقبل، مدفوعة برؤية قيادتها الرشيدة وسواعد أبنائها، كما استعرض الفيلم ملامح من ماضي الإمارات وتراثها الغني، وحاضرها المتطور، ومستقبلها الزاهر.

وألقى حسين الحمادي كلمة بهذه المناسبة، أكد فيها أن مشاركة دولة الإمارات في المعرض تنسجم مع رؤيتها الاستراتيجية، مشيراً إلى أن جناح دولة الإمارات يضم هذا العام 10 عارضين من مؤسسات وهيئات وشركات وطنية رائدة، يقدمون أحدث الحلول والخدمات في مجالات الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية والتقنيات المبتكرة.

وأعلن أن الوفد الإماراتي المشارك في فعاليات المعرض يضم نحو 80 مشاركاً يمثلون مختلف القطاعات الحيوية، في تجسيد واضح لالتزام الدولة بتعزيز الشراكات الدولية في مجال الاقتصاد الرقمي.

وأعرب الحمادي عن ثقته بأن المشاركة الإماراتية في المعرض ستسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين الصديقين، بما ينعكس إيجاباً على مسيرة التنمية المشتركة، ويتيح فرصاً واعدة للاستثمار وتبادل الخبرات.

أعمال «حوار 2025»

كما شارك حسين الحمادي، في أعمال «حوار 2025 حول المناطق الاقتصادية الخاصة لدول البريكس»، الذي عُقد أمس على هامش المعرض.

وأكد في كلمته خلال الحوار، أن انعقاد اللقاء يأتي في توقيت مهم نظراً للتحولات المتسارعة في الاقتصاد العالمي، والدور المحوري المتزايد للمناطق الاقتصادية الخاصة في دعم التجارة والاستثمار والابتكار.

لافتاً إلى أن هذا الحوار يمثل منصة فعالة لتبادل التجارب الناجحة، واستكشاف فرص التكامل بين المناطق الحرة في دول البريكس، وبناء شبكات تعاون جديدة تسهم في تعزيز التجارة الرقمية وتوسيع آفاق الابتكار.

وقال: «إن دولة الإمارات على استعداد تام لتقاسم خبرتها الرائدة في مجال تطوير المناطق الاقتصادية الخاصة، والتي أثبتت جدارتها كمحركات رئيسية للنمو الاقتصادي المستدام».

وأشار إلى أن دولة الإمارات تحتضن أكثر من 40 منطقة حرة متخصصة، تتيح ملكية أجنبية بنسبة 100%، وتوفر بنية تحتية متطورة وتشريعات مرنة تشجع على الابتكار والتحول الرقمي، مضيفاً أن الإمارات ترتبط تجارياً ولوجستياً بالعالم من خلال شبكة واسعة من الموانئ تصل إلى أكثر من 400 ميناء حول العالم، بما يعزز من مكانتها كمركز رئيسي في سلاسل الإمداد والتوزيع العالمية.

حسين الحمادي:

الدولة شريك استراتيجي في تطوير المناطق الاقتصادية الخاصة وتعزيز التجارة الرقمية

عبدالله آل صالح:

الصين الشريك التجاري الأول للإمارات على مستوى العالم

أخبار متعلقة :