فقاعة الذكاء الاصطناعي على طاولة البنوك المركزية

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 13 أكتوبر 2025 12:06 صباحاً - يستعدّ صناع السياسة النقدية، الذين يساورهم القلق أصلاً من تصاعد التوترات التجارية وتضخم الدين العام، لمواجهة مصدر قلق جديد «خطر انهيار الأسواق المالية».

Advertisements

وسيجتمع واضعو السياسات النقدية ووزراء المالية من شتى أنحاء العالم في واشنطن لحضور اجتماعات الخريف لصندوق النقد والبنك الدوليين، بعد سلسلة تحذيرات من احتمال انفجار فقاعة الأسهم المرتبطة بشركات الذكاء الاصطناعي في وقت قريب.

وستُعقد الاجتماعات السنوية لعام 2025 لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في الفترة من 17 إلى 19 أكتوبر في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وأقرت كريستالينا غورغييفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، في خطاب، بالمخاطر التي تهدد الاستقرار المالي، وذلك خلال استعراضها للموضوعات المطروحة للنقاش خلال الأيام المقبلة.

وقالت غورغييفا: «إن التقييمات تتجه نحو المستويات التي شهدناها خلال موجة التفاؤل بشأن الإنترنت قبل 25 عاماً»، مضيفة: «إذا حدث تصحيح حاد، فقد تؤدي الأوضاع المالية الأكثر تشديداً إلى تباطؤ النمو العالمي وكشف نقاط الضعف، وتجعل الأوضاع أكثر صعوبة بالنسبة إلى البلدان النامية».

تحذير غورغييفا كان أكثر وضوحاً من تعليق صندوق النقد الدولي خلال اجتماعات أكتوبر 2000، حين وصف تقرير «آفاق الاقتصاد العالمي» التقييمات حينها بأنها «لا تزال مرتفعة» وحذر من إمكانية تصحيح الاختلالات «بشكل غير منظم».

وبعد أشهر قليلة فقط، بلغ زخم عمليات البيع مستوى أجبر الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة بشكل طارئ بمقدار نصف نقطة مئوية.

فقاعة الذكاء الاصطناعي

حتى قبل تراجع الأسهم يوم الجمعة بعد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جديدة على الصين، كانت الجهات الرسمية ترى أوجه تشابه مقلقة.

فقد حذّر بنك إنجلترا مؤخراً من خطر «تصحيح حاد في الأسواق»، وأعرب صانعو السياسة في البنك المركزي الأوروبي عن مخاوف مماثلة، بينما أشار بنك الاحتياطي الأسترالي هذا الشهر أيضاً إلى وجود نقاط ضعف.

وتتزايد هذه المخاوف منذ فترة. فقد تلقى مسؤولو البنك المركزي الأوروبي في اجتماعهم الأخير قبل أكثر من شهر تحذيراً من «عمليات تصحيح مفاجئة وحادة»، بينما أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في سبتمبر إلى أن الأسواق «تقييماتها مرتفعة بدرجة كبيرة».

آفاق الاقتصاد العالمي

وخلال الأسبوع المقبل، يُتوقع أن يحظى «تقرير الاستقرار المالي العالمي» الصادر عن صندوق النقد الدولي – وهو تقرير لم يكن موجوداً عام 2000 – باهتمامٍ أكبر من المعتاد عند صدوره، الثلاثاء، إلى جانب تقرير «آفاق الاقتصاد العالمي» الذي يتضمن التوقعات الاقتصادية العالمية.

كما ستخضع بيانات وتصريحات وزراء مجموعة السبع ومجموعة العشرين المشاركين في اجتماعات الصندوق لمتابعة دقيقة، شأنها شأن التصريحات المتنافرة المتوقعة من صناع السياسة النقدية.

وقال توم أورليك، كبير اقتصاديي «بلومبرغ إيكونوميكس» للاقتصاد العالمي، «الذكاء الاصطناعي ربما يكون فقاعة، لكنه أيضاً قوة لا يمكن إيقافها.

وصحيح أن صندوق النقد الدولي محق في التحذير من تضخم التقييمات، لكن السؤال هو: هل ستلقى هذه التحذيرات آذاناً صاغية بين المستثمرين الذين يسيطر عليهم الخوف من تفويت الفرصة؟».

اجتماعات صناع القرار

وتجمع الاجتماعات السنوية بين محافظي البنوك المركزية ووزراء المالية والتنمية والمسؤولين التنفيذيين في القطاع الخاص والمجتمع المدني ووسائل الإعلام والأكاديميين لمناقشة القضايا ذات الاهتمام العالمي، بما في ذلك التوقعات الاقتصادية العالمية، والاستقرار المالي العالمي، والقضاء على الفقر، والنمو الاقتصادي الشامل وخلق فرص العمل، وتغير المناخ، وغيرها.

وتشمل الاجتماعات السنوية اجتماعات مجلس المحافظين، ولجنة التنمية المشتركة بين مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، واللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية التابعة لصندوق النقد الدولي.

وتُقدم لجنة التنمية واللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية المشورة لمجلس المحافظين بشأن القضايا ذات الاهتمام العالمي، بما في ذلك آفاق الاقتصاد العالمي، والقضاء على الفقر، والتنمية الاقتصادية، وفعالية المعونة.

أخبار متعلقة :